ما وراء تصريح ترامب

عكاظ 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول غزة والشرق الأوسط، بالإضافة إلى تعليقاته حول كندا وجزيرة غرينلاند والمكسيك وغيرها، قد تكون جزءًا من استراتيجية تهدف إلى إشغال الرأي العام العالمي والأمريكي عن قضايا أخرى يسعى ترامب لتحقيقها. إلى جانب ذلك، تميّزت فترة رئاسة ترامب الأولى بدعم قوي لإسرائيل، تجلّى في قرارات مثيرة للجدل مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بها عاصمةً لإسرائيل، بالإضافة إلى تركيزه على ما أُطلق عليه «صفقة القرن»، وهي خطة تسوية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني بقيادة الولايات المتحدة. هذه الخطوات أثارت استياءً واسعًا لدى الفلسطينيين ودول عربية وإسلامية عديدة.

تصريحات ترامب وسياساته تعكس تركيزًا واضحًا على المصالح الأمريكية المباشرة، مع إهمال نسبي للدبلوماسية التقليدية والاعتبارات الدولية. هذه السياسات ليست وليدة اللحظة، بل هي امتداد لاستراتيجيات اتبعتها إدارات أمريكية سابقة، كما يكشف التاريخ والخطط التي تم تنفيذها في المنطقة.

الغرب والشرق الأوسط: صراع المصالح

من المهم ألا نغفل عن حقيقة أن الغرب، يرى في قوة وازدهار الشرق الأوسط تهديدًا لمصالحه الإستراتيجية. إذ سعى الغرب إلى التأثير على أنظمة الحكم في دول مثل العراق ومصر وليبيا وسوريا، مما أدى إلى تفاقم الخلافات وعدم الاستقرار.

خلال الحرب الباردة، دعم الغرب حركات وأفكارًا معينة، مثل ما يُعرف بـ«الصحوة» لمحاربة الاتحاد السوفيتي في أفغانستان، كما لعب دورًا في تشكيل المشهد السياسي والديني في العالم العربي، بما في ذلك دعم بعض الحركات الإسلامية.

سياسات الغرب في المنطقة، خاصة تجاه العراق وسوريا وليبيا، تظهر توجهًا نحو إضعاف الدول العربية وقواتها المسلحة، مما يجعلها غير قادرة على حماية نفسها أو تحقيق استقلالها الكامل. هذه السياسات تخدم مصالح غربية إستراتيجية، مثل السيطرة على الموارد الطبيعية (خاصة النفط) ومكافحة النفوذ الإقليمي للقوى المنافسة.

المخططات الغربية: بين الواقع والنظريات

المخططات الغربية في الشرق الأوسط ليست سرًا، بل هي معلنة وواضحة لمن يريد أن يقرأها بتمعّن. هذه المخططات تتّخذ أشكالًا مختلفة، بدءًا من الإجراءات الفورية ووصولًا إلى الاستراتيجيات طويلة المدى، بهدف إعادة تشكيل المنطقة لصالح المصالح الغربية.

هناك مخاوف من أن هذه السياسات تهدف إلى استباحة مقدّرات المنطقة وفرض هيمنة شاملة، وهو أمر يتجاوز النفوذ الإقليمي أو الاقتصادي إلى حدّ التهديد الوجودي.

الخطر الوجودي وضرورة المواجهة

الخطر الوجودي الذي تواجهه المنطقة لا يسمح بالتفاوض على «موت بطيء» أو باللجوء إلى حلول وسطية. يجب مواجهة هذا التحدي بشكل مباشر وحاسم، كما فعلت روسيا عندما اعتبرت أوكرانيا خطًا أحمر في سياستها الخارجية. بالنسبة للعرب، فإن الضفة الغربية وغزة تمثلان الخط الأحمر الأخير الذي يجب الدفاع عنه.

أخبار ذات صلة

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق