يعملون بكل إخلاص وتفانٍ، ويتعاملون بأسلوب راقٍ ومُميز، تشعر بالأريحية عندما تراهم للوهلة الأولى. مَن أتحدث عنهم بشكل أدق هم مجموعة من الموظفين الذين يتميزون بأسلوب تواصل وتعامل إيجابي مع المراجعين «بشكل خاص»، ولا أبالغ عندما أُقيّم أداء بعضهم بمستوى يفوق التوقعات، وذلك من واقع عدة تجارب إيجابية وقفت عليها شخصياً سواء من خلال التعامل المباشر أو غير المباشر، وغيرهم ممن نتعامل معهم من خلال الاتصال الهاتفي للاستفسار عن أي معاملة، فنسعد بأسلوب ردهم وتجاوبهم وحرصهم لتسهيل وإنجاز الخدمات بكل سهولة، وهذا أمر يحسب لهم. هؤلاء النماذج المشرفة من الكوادر البحرينية وصلت لمرحلة من التمكّن والاحترافية في مستوى الأداء والتعامل مع المواطنين، ورُغم ضغوطات العمل وكثرة عدد المراجعين، لا ترى منهم سوى ابتسامة طيبة، ومعاملة متميزة، الأمر الذي يعكس شخصيتهم الطيبة، وهويتهم الأصيلة، ومواطنتهم الحقة، وانتماءهم لهذه الأرض الطيبة الخصبة بعطائها وأبنائها.
هم لا ينتظرون من أحد جزاءً ولا شكوراً، فهم يشعرون بالرضا والسعادة تجاه ما يقدمونه للآخرين، ويكتفون بدعوة صادقة مثل «رحم الله والدينك.. جزاك الله خير.. بيض الله وجهك.. الله يسعدك.. الله يكثر من أمثالك وغيرها من عبارات التحفيز التي تدفعهم للمزيد من العطاء».
ولا شك بأن العمل في مجال خدمة المراجع يحتاج لمهارات خاصة في أساليب التواصل والتعامل مع مختلف الفئات والثقافات، ومنها كيفية استقبال المراجع بتعابير وجه إيجابية الأمر الذي يعطيه شعور بالأريحية؛ حيث إنها تعد أول مؤشر للمراجع لتقييم جودة الخدمة، وكذلك فإن أسلوب الاستقبال والتحية وانتقاء الكلمات هو أمر مهم، فهناك أشخاص يبهرونك بأسلوب التحية والاستقبال عبر كلماتهم الطيبة «يا هلا.. تفضل الشيخ.. آمر.. شلون آقدر أساعدك.. حياك أستريح وغيرها من الكلمات الطيبة»، وإذا كان المراجع مستاءً يمكن تهدئته بكلمات مثل ما «يصير خاطرك إلا طيب.. وغيرها»، ولا شك بأن الدراية المسبقة بأساليب احتواء غضب واستياء المراجع هو أمر مهم جداً ويحتاج للتفهم والاهتمام والإصغاء والاحتواء، فأسلوب الموظف هو الذي يجعل من ذلك المراجع الغاضب شخصاً متفهماً وهادئاً في معظم الحالات، فشتان بين تقديم الخدمة وإنجازها بتعامل جافٍ، ومن ينجز الخدمة بتعامل طيب ويترك بصمة طيبة، ولذلك فإننا نتمنى من جميع الموظفين أن يتخذوا هذا الأمر منهجاً في عملهم وخلال تعاملهم مع المراجعين، فهذا يعد مكسباً للموظف نفسه وجهة عمله.
وبما أن مفهوم الإحسان مقرون بالإحسان، فإن هذه النماذج تستحق التقدير والإشادة والتكريم خلال المناسبات والاحتفالات الوطنية وحتى في جهة العمل ليكون مثالاً يحتذى به، وكذلك يمكن تسليط الضوء على تجاربهم وخبراتهم واستضافتهم في لقاءات تلفزيونية أو إذاعية لاستثمار هذه الخبرات وإبرازها عبر تقديمها لبعض الورش التدريبية التفاعلية داخل بيئة العمل المعنية بهذا الجانب، الأمر سيدعم الموظفين والمستجدين لاكتساب المهارات للارتقاء بالتعاملات والخدمات.
وختاماً.. كل الشكر والتقدير لكل الكوادر البحرينية المتميزة في أدائها وتعاملاتها بمختلف الجهات والتخصصات، وبكافة مستوياتهم الوظيفية والذين يعملون بإخلاص وتواضع قلباً وقالباً في مجال التواصل مع المراجعين وخدمتهم ومساعدتهم وبما يجعل منهم أشخاصاً مؤثرين ومتألقين في عملهم ومجتمعهم، متمنين لهم دوام التوفيق، والرفعة، والتميز والنجاح.
0 تعليق