loading ad...
مع اشراقة شمس أول أيام عيد الفطر السعيد، تتجدد مشاعر التآخي وتتجسد أسمى معاني التواصل الإنساني في تقليد اجتماعي راسخ حافظ عليه المجتمع على مر الأجيال، وهو صلة الرحم، حيث تُفتح الأبواب لاستقبال الأهل والأحباب، وتتعانق القلوب لتزيل ما علق بها من فتور نتيجة البعد الذي فرضته مشاغل الحياة، ما يعزز الشعور بالانتماء والدفء الأسري، وينعكس إيجابا على الصحة النفسية للأفراد.اضافة اعلان
ويمثل عيد الفطر السعيد مناسبة دينية واجتماعية تتجلى فيها قيم التراحم والتواصل بين الأقارب، حيث يحرص المواطنون على صلة أرحامهم تجسيدا لمعاني المحبة وتعزيزا للروابط الأسرية، التي تعد جزءا أصيلا من القيم المجتمعية، فالعيد ليس مجرد احتفال، بل هو فرصة ذهبية لتجديد العلاقات، وطي صفحة الخلافات، ومد جسور الألفة والتسامح بين الأفراد.
مختصون أكدوا لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن صلة الرحم خلال العيد تسهم في ترسيخ روح الألفة والتماسك بين العائلات، خاصة في ظل ضغوط الحياة العصرية التي قد تحد من اللقاءات العائلية المتكررة على مدار العام.
دكتور الشريعة الإسلامية أحمد البقاعي، أكد أن الله جعل الأعياد فرحة لعبادة، وذلك لما ثبت عن أنس بن مالك - رضى الله عنه – قال، كان لأهل الجاهلية يومان في كل سنة يلعبون فيهما، فلما قدم النبى - صلى الله عليه وسلم - المدينة، قال: "كان لكم يومان تلعبون فيهما، وقد أبدلكم الله بهما خيرا منهما، يوم الفطر، ويوم الأضحى"، مشددا على أهمية اغتنام الأعياد كفرصة لصلة الرحم، والتهادي، والتقارب، ولم الشمل، والاستمتاع باجتماع العائلة.
وأشار إلى أن العيد فرصة مهمة وغالية، للتواصل مع القريب والبعيد، حيث تكون فيها القلوب صافية والنفوس سامية والبيوت مهيأة للفرح والسرور، مستشهدا بقول الله تعالى "واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا"، موضحا أن قطيعة الرحم مرتبطة بالفساد والإفساد.
وقال البقاعي: "العيد فرصة رائعة للتهادي وتعزيز التقارب والتآلف، لذا احرصوا على صلة أرحامكم، خاصة في زمن تسببت فيه التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي في تباعد العلاقات"، موضحا أنه إذا حالت الحدود والمسافات دون اللقاء المباشر، فيمكننا استغلال هذه الوسائل لتعزيز القيم الأخلاقية، وفي مقدمتها صلة الرحم، من خلال التواصل عبر الهاتف أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
من جهتها قالت الاستشارية النفسية الأسرية والتربوية حنين البطوش، إن العيد يعد من أهم المناسبات التي تجمع العائلة والأصدقاء، وتتيح فرصة ذهبية لصلة الرحم، مؤكدة أن للعيد دورا كبيرا في تعزيز ونشر مشاعر السعادة والبهجة بين الناس وتخفف من مشاعر الوحدة والاكتئاب.
وذكرت أن العيد فرصة مميزة للقاء الأهل والأحبة والأصدقاء وتجديد العلاقات، وتقوية أواصر القربى، حيث تزهر مشاعر السعادة والبهجة في نفوس الجميع ،موضحة أن العيد فرصة أيضا للتسامح مع من أساء إلينا والعفو عن بعضنا البعض.
وبينت البطوش أن الزيارات العائلية في العيد تقوي أواصر المحبة والاحترام بين الأجيال المختلفة، كما أن لهذه العادة دورا مهما في تنمية الشعور بالانتماء والدفء الأسري، ما ينعكس إيجابا على الصحة النفسية للأفراد.
وفي مقابلات أجرتها (بترا) مع عدد من المواطنين حول الزيارات العائلية في العيد، أشارت المواطنة أم سامر، وهي أم لخمسة أبناء، إلى أن العيد فرصة لتعزيز العلاقات العائلية التي قد تضعف بسبب انشغال أفراد الأسرة بالحياة اليومية، قائلة: "رغم مشاغل الحياة، يبقى العيد وقتا نجتمع فيه مع العائلة، فالزيارات العائلية تعيد الدفء لعلاقاتنا، وتشعر كبار السن بأنهم محاطون بالحب والاهتمام".
من جهته قال المواطن أحمد رواشدة، إن صلة الرحم لم تعد تقتصر على الزيارات المباشرة فحسب، بل امتدت إلى وسائل التواصل الحديثة، مما يتيح للأقارب، خاصة الذين يقطنون في مناطق بعيدة أو خارج الوطن، البقاء على تواصل وتعزيز الروابط الأسرية رغم المسافات.-(بترا- هبة رمضان)
0 تعليق