سحب تعيين شرفيط واستقالة سموتريتش جزء من سيرك نتنياهو

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أبريل 1, 2025 5:09 م

كاتب- علي سعادة

علي سعادة
لا يمكن أن يكون رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بهذا الحمق والغباء، رغم عقليته الإجرامية وإتقانه فن الكذب والتدليس بطريقة مدهشة ومثيرة للاشمئزاز.
أظن أن نتنياهو كان يعرف تماما بأن مرشحه المغربي الأصل أيلي شرفيط لرئاسة لجهاز الأمن العام “الشاباك” لن يتم وبأنه سيتراجع عنه فهو يعرف تاريخ شرفيط العسكري وعلى إطلاع كامل على سجل خدمته .


فقد سبق أن قام شرفيط بكتابة مقال ينتقد فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن التغير المناخي، مما حمل حليف ترامب السناتور الجمهوري ليندسي غراهام على انتقاد تسميته. والذي قال بأن ” تسمية شرفيط رئيسا جديدا الشاباك تطرح إشكالية كبرى”، مشيرا إلى أن “تصريحات شرفيط عن الإسرائيليين والرئيس ترامب وسياسته ستثير توترا غير مفيد في لحظة حرجة”.


كما بدأت تظهر تقارير تشير إلى أن شرفيط شارك في احتجاجات عام 2023 ضد خطط حكومية نتنياهو للحد من صلاحيات القضاء. كما أيد عام 2022 اتفاق ترسيم الحدود البحرية الذي أبرمته الحكومة السابقة مع لبنان وعارضه نتنياهو في ذلك الوقت.


لذلك لم يتردد نتنياهو في إبلاغ شرفيط بإعادة النظر في تعيينه رئيسا لجاهز الشاباك، وأنه يدرس ترشيح أشخاص آخرين للمنصب. ويتألف اسم “الشاباك” بالعربية اختصارا من اجتماع الأحرف الأولى للاسم العبري “شيروتي بتحون كلالي”، الذي يعني “خدمة الأمن العام” واختصاره بالعبرية “شين بيت”.
الواقع أن نتنياهو تعمد افتعال كل ما يتعلق بهذا التعيين، فهو يعرف بأن قرار التعيين لن يمر ، والرجل سيرفضه الأمريكان، كما أنه سيصطدم مع نتنياهو نفسه، لكن نتنياهو أراد أن يلعب لعبة مزدوجة، فهو اختار شخصا لن يعين من البداية لإحداث المزيد من الفوضى الداخلية في دولة الاحتلال ولإشغال الإسرائيليين بهذه القضية بعد إقالته رئيس “الشاباك” رونين بار بالرغم من قرار صادر عن المحكمة العليا قضى بتعليق إقالة بار إلى حين النظر بالمسألة في مهلة أقصاها الثامن من نيسان الحالي.


كما أنه أراد أظهار احترامه ونفاقه وتزلفه للرئيس ترامب عبر التراجع عن تعيين شخص سبق له أن انتقد ترامب، رغم أن هذا الشخص لم يعن أصلا، لكنها لعبة نتنياهو المفضلة وهي شراء الوقت وإبقاء الجميع في حالة توتر وترقب وردورد فعل عبثية على قراراته.


ولا استعبد حتى أن تكون استقالة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش أمس من منصبه إلا جزء من ألعاب المهرج، وصاحب مئات الأقنعة نتنياهو، فهو يدير سرك من المتطرفين والقتلة والمجرمين إذ أن سبب الاستقالة الذي أعلن عنه بأنها جاءت احتجاجا على طلب إيتمار بن غفير رئيس حزب “القوة اليهودية” الحصول على المزيد من المناصب الوزارية لدى عودته إلى الحكومة، حجة سخيفة وغير مقنعة فكلاهما متحالفان داخل الحكومة و”الكنيست” وكلاهما زعيما الاستيطان بلا منازع.


نتياهو يلعب بالإسرائيليين بمكر وخبث ويسيطر بشكل كامل على الرواية الداخلية الإسرائيلية، وقد حول الإسرائيليين إلى ببغوات حمقاء جبانة تردد ما يقوله رغم معرفتهم تماما بأنه كذاب وفاسد ومدلس.


وتبدو لي جملة “أن المشكلة ليست في نتنياهو وإنما في الإسرائيليين أنفسهم” صحيحة تماما فالمجتمع بأكمله يعاني من اختلال عقلي ونفسي حوله إلى مجتمع الإبادة الجماعية ، ومجتمع إعادة إنتاج الهولوكوست لكن هذه المرة ضد الفلسطينيين.
النتين يواصل ألعابه المفضلة داخليا وخارجيا ولن يتوقف ابدا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق