أصدرت هيئة معايير الغذاء في أسكتلندا تحذيرا عاجلا للمستهلكين، داعية إياهم إلى عدم تناول جبن «هيبريديان بلو» الأزرق الشهير، بسبب مخاوف من تلوث بعض دفعات المنتج ببكتيريا «الإشريكية القولونية المنتجة لسموم الشيغا» وهي بكتيريا قد تكون قاتلة، بعد اكتشاف السلطات الصحية لاحتمالية وجود هذه البكتيريا في الجبن المصنوع من الحليب غير المبستر، والذي يُعدّ من أشهر أنواع الجبن الأسكتلندي التقليدي.

ووفقًا لبيان رسمي صادر عن الهيئة، فإن الدفعة الملوثة تحمل رمز التصنيع 8051224 وتاريخ انتهاء الصلاحية 10 أبريل وتشمل جميع الأحجام المتوفرة في الأسواق، وحثت الهيئة المستهلكين الذين اشتروا المنتج على عدم تناوله وإعادته إلى المتجر الذي تم شراؤه منه لاسترداد قيمته كاملة، مع وضع إشعارات تحذيرية في نقاط البيع التي توزع الجبن.

وأوضحت هيئة معايير الغذاء أن بكتيريا STEC تُعدّ شديدة العدوى، حيث يكفي ابتلاع عدد قليل منها لإصابة الشخص بالمرض، وتشمل أعراض الإصابة الإسهال الذي «قد يكون دمويًا» وآلام البطن، والحمى، وقد تتطور الحالة في نحو 15% من الحالات إلى متلازمة انحلال الدم اليوريمية (HUS)، وهي حالة خطيرة قد تؤدي إلى فشل كلوي أو الوفاة، خصوصا بين الأطفال دون سن الخامسة، وكبار السن، والأشخاص ذوي المناعة الضعيفة.

من جانبها، أكدت شركة «آيل أوف مول تشيز» التي تديرها عائلة ريد في مزرعة سغريوب-رواده بجزيرة مول، أنها سحبت جميع كميات «هيبريديان بلو» من الأسواق لإجراء فحوصات إضافية، وأن «معظم أنواع الجبن في العالم تُنتج من الحليب الخام، وهو تقليد يعود لمئات السنين، لكن إنتاج هذا النوع من الجبن يتطلب دقة عالية، الدفعة المسحوبة كانت قد اجتازت اختبارات السلامة الأولية، لكننا نتخذ هذا الإجراء الاحترازي حفاظًا على سلامة عملائنا».

وأشارت الهيئة إلى أن هذا النوع من الجبن، الذي يُوصف بأنه «أكثر أنواع الجبن الأزرق كثافة» في أسكتلندا، لم يُظهر تلوثًا في منتجات أخرى للشركة حتى الآن، ونصحت المستهلكين الذين يعانون من أعراض مثل الإسهال أو آلام المعدة بعد تناول الجبن بالتواصل مع الخط الساخن للخدمات الصحية الوطنية أو زيارة الطبيب العام.

يُذكر أن هذا التحذير يأتي في سياق سلسلة من حالات التلوث ببكتيريا الإشريكية القولونية في المملكة المتحدة، حيث شهد العام الماضي تفشيًا أصاب أكثر من 100 شخص بسبب الخس الملوث في الساندويتشات، مما أدى إلى حالة وفاة واحدة ودخول 37 شخصًا إلى المستشفى، وفقًا لوكالة الأمن الصحي البريطانية.