أسباب الانجذاب إلى الأخبار الحزينة

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يُعد انجذاب الناس للأخبار الحزينة والمأساوية ظاهرة قد تبدو غريبة، لكنها في الواقع مرتبطة بعدة عوامل نفسية واجتماعية، فالانجذاب قد يكون ناتجًا عن رغبة الإنسان في الشعور بالتعاطف مع الآخرين، أو حتى التفاعل مع التحديات الإنسانية التي تمثل جزءًا من الحياة اليومية.

كما يمكن أن يكون هناك تأثير نفسي يتولد من التعرض المستمر لهذه الأخبار، حيث تصبح جزءًا من اهتمام الإنسان وحاجته لفهم الواقع المظلم المحيط به.

وعلى الرغم من أن الأخبار السارة تساهم في رفع المعنويات، فإن تزايد الاهتمام بالأخبار الحزينة قد يعكس أيضًا تطورًا في الطريقة التي نتعامل بها مع الأحداث الكبرى في حياتنا والمجتمع.

لماذا ننجذب للأخبار الحزينة؟

وللتعرف على أسباب الانجذاب للأخبار الحزينة، تابعوا ما يلي:

الفطرة البشرية

يعتبر التعاطف جزءًا من طبيعتنا البشرية، فعندما نسمع عن مآسي أو مشاكل تواجه الآخرين، نشعر برغبة فطرية في التعاطف معهم، وهذا الشعور يعكس قدرتنا على فهم مشاعر الآخرين والاتصال بها، فالعقول البشرية مهيأة للتفاعل مع الأحداث الحزينة لأنها تثير مشاعر التعاطف، سواء كان ذلك بسبب الحزن على مصير الآخرين، أو بسبب الخوف من أن نكون في نفس الموقف يومًا ما.

الحاجة لفهم العالم من حولنا

الأخبار الحزينة تثير فضول الناس فعندما نسمع عن كارثة أو حادث مؤلم، نميل إلى محاولة فهم السبب وراءه وكيف حدث، وهذا الفضول يحفز رغبتنا في تفسير العالم وفهم الأسباب التي تؤدي إلى الأحداث الصادمة.

ففي كثير من الأحيان، تنشأ أسئلة حول كيفية وقوع الكارثة، ومن يتحمل المسؤولية، وكيف يمكن تجنب حدوث شيء مشابه في المستقبل و هذه الأسئلة تزيد من اهتمامنا بالأخبار الحزينة.

التفاعل الاجتماعي والحديث عن الأحداث

في المجتمعات الحديثة، تلعب الأخبار الحزينة دورًا كبيرًا في المحادثات اليومية فالأشخاص يميلون إلى مناقشة الأخبار الحزينة والتحدث عن الأحداث المأساوية التي تشهدها وسائل الإعلام، وهذا التفاعل الاجتماعي يجعل الأخبار الحزينة موضوعًا شائعًا في الحياة اليومية، ويزيد من شعور الأشخاص بأنهم جزء من محادثة اجتماعية كبيرة، وفي بعض الأحيان، قد يكون الحديث عن الأحداث الحزينة وسيلة لتوطيد العلاقات أو للتعبير عن مشاعر معينة.

مكافأة الدماغ على متابعة الأخبار المؤثرة

الدماغ البشري مهيأ للاستجابة للمعلومات المؤثرة عاطفيًا، سواء كانت إيجابية أو سلبية، فعندما نتعرض لأخبار حزينة أو مأساوية يفرز الدماغ مواد كيميائية مثل الكورتيزول المعروف هرمون التوتر والدوبامين، مما يعزز مشاعر الاستجابة العاطفية، وعلى الرغم من أن هذه المواد الكيميائية قد تكون مرتبطة بالتوتر، إلا أنها قد تثير مشاعر الحزن والتعاطف التي تجعل الأشخاص يشعرون بأنهم بحاجة لمعرفة المزيد عن تلك الأحداث.

البحث عن توازن عاطفي

على الرغم من أن الأخبار الحزينة قد تثير مشاعر سلبية، إلا أن بعض الناس يجدون نوعًا من الراحة النفسية عند التعرف على الأحداث المأساوية، وقد يكون هذا بسبب شعورهم بأنهم "أفضل حالًا" مقارنة مع الآخرين الذين يعانون، وهو ما يمكن أن يمنحهم شعورًا زائفًا بالطمأنينة أو الأمان.

بمعنى آخر، قد يشعر الشخص بأن معاناته الخاصة أقل مقارنة بما يواجهه الآخرون، مما يعزز لديه شعور بالراحة أو التوازن العاطفي.

الملل والتسلية

في بعض الأحيان، لا يقتصر انجذاب الناس للأخبار الحزينة على التعاطف أو الفضول، بل قد يكون بدافع من الملل أو التسلية، ففي عالم اليوم الذي يمتلئ بالكثير من المعلومات، قد يشعر البعض أن الأخبار الحزينة أو المأساوية هي ما يثير اهتمامهم بسبب تأثيراتها العاطفية أو الإثارة التي توفرها و هذا الانجذاب نحو الدراما المبالغ فيها قد يكون وسيلة للهروب من الروتين اليومي أو من ضغوط الحياة.

تأثير الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي

وتلعب وسائل الإعلام، سواء كانت تقليدية أو عبر الإنترنت، دورًا كبيرًا في توجيه انتباهنا نحو الأخبار الحزينة، وفي بعض الأحيان، تروج وسائل الإعلام لهذه الأخبار لأنها تكون أكثر إثارة للاهتمام وتجذب عددًا أكبر من المشاهدين أو المتابعين، حيث إن الأخبار الحزينة تحصل على مشاركة أكبر من الأخبار السارة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما يعزز من الدافع للحصول على المزيد من هذه الأخبار.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق