من أتقن صناعة النجاح لا يقبل بأقل من الريادة، ومن غير بحريننا الغالية قادر على التربع على قمة المجد في مختلف المجالات والقطاعات من بينها المجال الرياضي في واقع يترسخ يوماً بعد يوم، مع مضي حلبة البحرين الدولية، «موطن رياضة السيارات في الشرق الأوسط»، قدماً نحو استضافة سباقات الـ«FORMULA1» جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج 2025.
كان نجاحاً باهراً ذلك الذي تحقق لمملكة البحرين طيلة عقدين من الزمان في استضافة سباق «الفورمولا وان» حيث يعد هذا النجاح الكبير ترجمة حقيقية للدعم الكبير واللامحدود الذي يقدمه حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، لاحتضان المملكة لهذا الحدث الرياضي العالمي الذي يجسد رؤية جلالته الحكيمة في وضع البحرين ضمن مصاف الدول المتقدمة على جميع الأصعدة، وفي ظل الاهتمام والدعم والمتابعة الحثيثة والإشراف المباشر من قبل صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الموقر.
ويمكن القول إن أجمل ما في هذا النجاح الباهر، أنه كان من جميع النواحي، تنظيمياً وإدارياً ورياضياً وجماهيرياً، قد تحقق بأيدٍ وطنية فتية ومدربة ومؤهلة تأهيلاً جيداً، وبما يعزز من سمعة مملكة البحرين على خارطة الرياضة العالمية، ويدعم العديد من المكاسب الاقتصادية والرياضية والسياحية والإعلامية والثقافية، كما أكد صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في أكثر من مناسبة بأن من أهم السمات التي تفتخر بها البحرين سنوياً حين تقدم هذا الحدث إلى العالم هي بصمة الإنسان البحريني التي يلمسها الزائرون لهذا السباق العالمي بما يجسده من صورة راقية للوطن في جميع المواقع، ويستحق الثقة باعتباره الرقم الأهم في صنع النجاح، وهو الثروة الحقيقية التي هي موضع استثمار الوطن ومردوده الحقيقي.
فعندما تنجح مملكة البحرين في تنظيم سباق «الفورمولا وان» على مدى واحد وعشرين عاماً لن يبدو هذا السباق من الناحية الرياضية خطوة نوعية قادرة على جعل البحرين مركزاً رياضياً متميزاً في المنطقة فحسب، ولا أمراً تسعى مملكة البحرين من خلاله إلى شهرة مؤقتة، بل هو استراتيجية تنموية واقتصادية طويلة الأجل نحو النهوض بالكثير من الجوانب التنموية التي ينظر إلى تطويرها حاجة أساسية لتحقيق فوائد جمة، وعلى مختلف الأصعدة. فالمسألة لا تتعلق فقط بعمليات وإجراءات تنظيم ناجحة، بل برفد الساحة المحلية بأدوات تدعم صناعة اقتصاديات الفعاليات والمناسبات الرياضية، التي باتت تشكل محوراً رئيساً على صعيد زيادة أعداد زوار المملكة في كل المواسم.
إن المكتسبات الاقتصادية والاستراتيجية طويلة الأجل لسباق «الفورمولا وان» أصبحت تغطي كل القطاعات الحيوية في المملكة، مثل السفر والسياحة والضيافة والبنية التحتية، مع تزايد شريحة المستفيدين من احتضان المملكة لأحد أضخم الفعاليات الرياضية على مستوى العالم، إضافة إلى أن سباق الفورمولا وان ساهم في إبراز الوجه الحقيقي للمملكة كمركز للرياضة، والدبلوماسية، والثقافة، والأعمال.
كما أن نجاح المملكة في استضافة سباق «الفورمولا وان»، جعل منه القوة الناعمة لمملكة البحرين التي عكست تقدم ونمو المملكة في كافة القطاعات، كما عكست قدرة المواطن البحريني وكفاءته التنظيمية، فهذا السباق عكس صورة حقيقية لتقدم الإنسان البحريني، كما ساهم في وضع المملكة على خارطة الرياضة العالمية، وأثبت وجودها وجعلها محط أنظار كل العالم، وعزز من مكاسب المملكة المتنوعة وتواجدها البارز على خارطة العالم الرياضية والثقافية والسياحية والإعلامية.
خاتمة الرؤى، إن نجاح مسيرة مملكة البحرين في استضافة سباق «الفورمولا وان» التي بلغت 21 عاماً على أعلى المستويات من الجودة ودقة التنظيم، يؤكد أن المملكة تمتلك فرصاً لا تتكرر في صناعة النجاح في ظل الدعم الذي تمنحه قيادتنا الرشيدة لقطاع الرياضة كقطاع تنموي منتج قادر على ضخ شرايين اقتصادية أخرى مثل الصناعة والسياحة والثقافة بمزيد من الاستثمارات، والتي تأتي تماشياً مع رؤية البحرين الاقتصادية المستقبلية، التي تسعى إلى إيجاد مصادر دخل للمملكة غير الدخل النفطي.
حياة تستمر.. ورؤى لا تغيب.
0 تعليق