في وقتٍ يتنازع فيه المجتمع بين سلبيات وإيجابيات وسائل التواصل الاجتماعي، ويزداد فيه تأثير المحتوى الرقمي على عقول الشباب، يظهر فيلم Adolescence (وتعني بالعربية: المراهقة) كأحد النماذج السينمائية اللافتة التي وجدت طريقها إلى الصفوف الدراسية. الفيلم الذي يعالج قضايا حساسة تتعلق بمراهقين يعيشون في بيئات مضطربة. تم مؤخراً وبتوجيه من الحكومة البريطانية إلى اعتماده في المدارس كجزء من المناهج التعليمية الهادفة لتعزيز الوعي الاجتماعي والنفسي لدى الطلبة.

يقدّم الفيلم صورة واقعية لعوالم المراهقة المليئة بالضياع، والصراعات النفسية، والضغوط العائلية والمجتمعية. بأسلوب بصري مؤثر، وبتصوير درامي حيوي، يعرض الفيلم القضايا التي تؤثر سلباً على الشباب مثل تنامي العنف بين الطلبة، تراجع التحصيل الأكاديمي، والانشغال المفرط بظواهر الإنترنت. وهي قضايا دفعت الحكومة البريطانية إلى تقديمه كأداة تعليمية تتصدى لهذه التحديات.

وقد استطاعت المخرجة Ashley Avis، توظيف هذا العمل المؤلم لصالح المجتمع، من خلال طرحه ليس فقط كمنتج فني، بل كرسالة توعوية تستحق أن تُدرّس.

ومن هذا المنبر «على بالي»، أنوّه أننا في عصر الصوت والصورة الملونة، وفي ظل تزايد استخدام التكنولوجيا في العملية التعليمية. إلى أهمية أن تأخذ السينما العربية المنحى ذاته في معالجة القضايا الاجتماعية والتعليمية، شرط العمل والتنسيق مع الوزارات المعنية، في سبيل تقديم مادة ذات أثر منهجي حقيقي ثري وفعال على الشباب العربي بمختلف أطيافهم.