محامية الأمن القومي الأمريكي: زيارة ماكرون كشفت قوة مصر كعامل استقرار (خاص)

مصر تايم 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عقدت قمة ثلاثية مصرية فرنسية أردنية في القاهرة أمس الاثنين أكدت على وقف التهجير، ودعم جهود العودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار، وتنفيذ حل الدولتين.

وأجرى قادة مصر وفرنسا والأردن مكالمة هاتفية مشتركة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب على هامش القمة لمناقشة سبل الوصول إلى هدنة ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وفي هذا السياق، علقت محامية الأمن القومي الأميركي إيرينا تسوكرمان على زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأخيرة إلى مصر، وتحديدًا زيارته إلى العريش، والتي تبرز استراتيجية فرنسا في الشرق الأوسط.

نية ماكرون

أوضحت محامية الأمن القومي الأميركي إيرينا تسوكرمان خلال تصريحات خاصة لـ "مصر تايمز" أن هذه الخطوة تُصوَّر علنًا على أنها مهمة إنسانية لمعالجة أزمة غزة، لكنها تشير أيضًا إلى نية ماكرون ترسيخ مكانة فرنسا كلاعب محوري في الشؤون الإقليمية، فعندما تشير بوصلة القائد إلى مناطق الأزمات، لا يقتصر الأمر على المساعدات فحسب، بل يتعلق أيضًا بالنفوذ.

في العريش، يُبرز انخراط ماكرون في عمليات الإغاثة لغزة التزام فرنسا بالجهود الإنسانية، ومع ذلك، تعزز هذه الزيارة أيضًا الحضور الدبلوماسي الفرنسي في منطقة غالبًا ما يُقاس فيها النفوذ بالظهور والمشاركة.

التحالف مع مصر

من خلال تحالفه الوثيق مع مصر، وهي طرف إقليمي رئيسي، يهدف ماكرون إلى تعزيز دور فرنسا في التوسط في النزاعات وصياغة النتائج. بالنسبة للولايات المتحدة، يمثل موقف ماكرون الاستباقي فرصًا وتحديات في آنٍ واحد، فمن ناحية، قد تكمل مشاركة فرنسا الجهود الأميركية في تعزيز الاستقرار وتلبية الاحتياجات الإنسانية، ومن ناحية أخرى، قد تؤدي إلى تداخل المبادرات أو خلافات دبلوماسية إذا لم تُنسق بعناية، فالدبلوماسية أشبه برقصة، والتدخل في شؤون الآخرين أمر سهل عندما يرغب الجميع في القيادة. كما تعكس هذه التطورات توازنًا بين الاستفادة من الشراكات الدولية وتأكيد النفوذ الإقليمي.

من خلال استضافة ماكرون والمشاركة في مبادرات مشتركة، يظهر الرئيس عبد الفتاح السيسي انفتاح مصر على التعاون، مع الإشارة أيضًا إلى دورها المركزي في الجغرافيا السياسية للشرق الأوسط.

بعد مكالمة هاتفية أجراها مؤخرًا مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أشاد ترامب بدور مصر في تحقيق الاستقرار الإقليمي وتنسيق المساعدات الإنسانية، لا سيما في غزة واليمن. وعكست تعليقاته إعادة تنظيم للعلاقات بقوله: "مصر ليست مجرد شريك، بل هي عامل استقرار. وهذه عملة نادرة في الشرق الأوسط اليوم".

لطالما سعت مصر إلى إعادة تموضعها كقوة قارية، مستفيدة من رئاستها للاتحاد الأفريقي، وموقعها الاستراتيجي، وتنامي صادراتها الدفاعية إلى دول جنوب الصحراء الكبرى.

ويسهم دعم ماكرون في تعزيز مكانة مصر كفاعل إنساني ووسيط مؤثر، ويمكن لهذه القوة الناعمة أن تسهل الاستثمارات المصرية، ومشاريع البنية التحتية، والتعاون الدفاعي في جميع أنحاء أفريقيا.

كما تتيح زيارة ماكرون لمصر فرصة لممارسة لعبة جيوسياسية معقدة: تعميق الحضور المصري في أفريقيا، وتعزيز قيادتها الإقليمية. في عالمنا المجزأ اليوم، لم تعد الصداقات الاستراتيجية ترفًا، بل أداة للبقاء.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق