ناصر محمد ناصر

لا تكتمل حكاية النجاح الباهر لجائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج للفورمولا واحد من دون تسليط الضوء على بطل من نوع آخر، لا يظهر على منصات التتويج، لكنه يقف خلف كل لحظة أمان، وكل تدخل احترافي، وكل تنظيم دقيق، إنه المارشال البحريني، الجندي المجهول، الذي يُعدّ الركيزة الأساسية في ضمان سلاسة الحدث وسلامة السائقين والفرق والجمهور.

فمن إدارة حركة السيارات داخل حلبة البحرين الدولية إلى التدخل السريع في أصعب المواقف، أثبت المارشال البحريني أنه ليس مجرد منظم، بل رجل ميدان يتمتع بكفاءة عالية وخبرة استثنائية، جعلت منه نموذجًا يُحتذى به في بطولات العالم.

مواقف بطولية لا تُنسى

في سباق جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج للفورمولا واحد عام 2020م، دوّى صوت الحادث المروّع للسائق رومان غروجان، وانقسمت القلوب بين الخوف والدهشة، لكن المارشال البحريني لم يتردد في القيام بالدور البطولي، والتدخل بسرعة واحترافية أنقذت حياة السائق في واحدة من أعقد لحظات الفورمولا واحد الحديثة.

وكذلك في عام 2014، حين انقلبت سيارة السائق إستيبان غوتيريز بعد تصادم عنيف، كانت الاستجابة السريعة للمارشال حاسمة في تأمين الموقع وإخراج السائق بسلام.

كفاءة عابرة للحدود

ولا تقتصر إنجازات المارشال البحريني على الوطن فحسب، بل تجاوزته إلى مضامير دولية، حيث شارك في تنظيم أول سباق فورمولا واحد في الهند عام 2011م، الذي اختير كأفضل سباق في ذلك الموسم، كما لعب دوراً محورياً في أول سباق في أبوظبي عام 2009م، وفي سباق باكو الأول عام 2016م، وكان عنصراً فاعلاً في السباقات الكبرى التي شهدتها المملكة العربية السعودية، في جدة والرياض.

تحديات استثنائية.. ونجاحات مضاعفة

ومثل عام 2020 تحدياً غير مسبوق بسبب جائحة (كوفيد-19)، ومع ذلك، وقفت البحرين شامخة عندما نجحت في تنظيم سباقين متتاليين للفورمولا واحد خلال أسبوع واحد، حيث أقيم السباق الأول على المسار التقليدي تحت اسم "جائزة البحرين الكبرى"، فيما جاء الثاني على المسار الخارجي تحت عنوان "جائزة الصخير الكبرى"، وكان هذا إنجازًا تنظيميًا غير مسبوق، أثبت خلاله المارشال البحريني أن النجاح لا يُقاس فقط بعدد السباقات، بل بقدرة الرجال على صنع الفارق في أحلك الظروف.

ثقة دولية.. ومكانة عالمية

لم تأتِ ثقة الاتحاد الدولي للسيارات (FIA) في المارشال البحريني من فراغ، بل بُنيت على سنوات من العمل الجاد، والانضباط، والتألق المتكرر في ميادين سباقات السيارات، فلقد أصبح المارشال البحريني عنصراً مهماً لا غنى عنه في خريطة الفورمولا واحد، ومثالاً على الكفاءة الخليجية والعربية القادرة على إدارة أبرز الفعاليات الرياضية العالمية بأعلى المعايير، فالمارشال البحريني ليس مجرد مشارك في الحدث، بل هو من يصنع الحدث.