"شفاه الفيلر" الممتلئة .. لماذا يختلف رأي الرجال عن النساء؟

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

loading ad...

رغم أن الشفاه الممتلئة أصبحت رمزًا للجاذبية الأنثوية في عالم الجمال الحديث، إلا أن دراسة جديدة كشفت أن الرجال في الغالب يفضّلون الشفاه الطبيعية على الشفاه المنفوخة، في حين تميل النساء إلى تفضيل المظهر الممتلئ للشفاه على وجوه النساء الأخريات.اضافة اعلان


الدراسة التي أجرتها جامعة سيدني شملت 32 طالبًا (16 رجلًا و16 امرأة)، حيث طُلب منهم تقييم جاذبية 168 صورة رقمية لوجوه بأحجام شفاه متفاوتة — من نحيلة إلى كبيرة للغاية.


وقد أظهرت النتائج أن كلًا من الرجال والنساء فضّلوا الشفاه النحيلة على وجوه الذكور. لكن عند النظر إلى تقييمهم للوجوه النسائية، ظهرت المفارقة هي أن  الرجال قيّموا الوجوه النسائية ذات الشفاه الطبيعية كالأكثر جاذبية (على غرار إيما واتسون أو ناتالي بورتمان). فيما النساء فضّلن الشفاه الممتلئة (مثل كايلي جينر أو أنجلينا جولي.


وخلص الباحثون إلى أن "العمليات التجميلية المكلفة التي تهدف إلى تكبير الشفاه قد لا تكون جذابة فعلًا في نظر الرجال".

لماذا تُفضّل النساء الشفاه الممتلئة؟ 


بحسب خبراء علم النفس الجمالي، يعود انجذاب النساء إلى الشفاه الممتلئة لعدة أسباب نفسية وسلوكية:


- رمز للأنوثة
: تاريخيًا، ارتبطت الشفاه الممتلئة بالخصوبة والصحة والشباب، ما يجعلها عنصرًا بصريًا يوحي بالأنوثة الطاغية.
- تأثير الثقافة البصرية: منصات مثل تيك توك وإنستغرام ترسّخ صورة معينة للجمال، حيث يُروَّج للشفاه المنفوخة بوصفها "المعيار الجديد". هذا التكرار المستمر يعيد تشكيل مفاهيم الجاذبية لدى النساء، ويدفعهن إلى تقليد هذا النمط.
- الحاجة للمطابقة: كثير من النساء يشعرن بضغط داخلي لمجاراة التوجهات الجمالية السائدة، خاصةً في البيئات الاجتماعية أو المهنية التي تُعلي من المظهر الخارجي.
- الإشباع النفسي والتحكم: في بعض الحالات، تمثل عمليات التجميل وسيلة للسيطرة على الجسد وتعديل ما يعتبرنه "عيبًا" في مظهرهن، ما يعزز شعورًا زائفًا بالثقة.

هل يمكن أن تتحول إلى اضطراب؟


يحذّر الباحثون من أن التعرّض المتكرر للشفاه المنفوخة، خاصةً عبر وسائل التواصل، يمكن أن يخلق "دائرة ارتجاع بصري" تجعل الشخص لا يجد الجاذبية إلا في الشفاه الأكبر فأكبر. وقد يؤدي ذلك إلى ما يُعرف بـ اضطراب تشوّه شكل الشفاه (Lip Dysmorphia) — حيث يفقد الشخص إدراكه الواقعي لشكل شفتيه، ويشعر بحاجة مستمرة للمزيد من التعديل حتى في غياب أي خلل فعلي.


وبحسب الدراسة المنشورة في دورية Proceedings of the Royal Society B، فإن التعرّض طويل الأمد للملامح المعدّلة (مثل الشفاه المحقونة) يجعل الأشخاص يعتادون عليها ويعتبرونها المعيار الجديد للجمال، ما يدفعهم لمزيد من الإجراءات التجميلية لتقليدها.


الشفاه الممتلئة تُعد رمزًا للأنوثة والخصوبة والثقة بالنفس. وعلى مر السنوات، أصبحت من أبرز معايير الجمال الأنثوي في الثقافة المعاصرة، ليس فقط عبر نجمات مثل أنجلينا جولي أو كايلي جينر، بل أيضًا من خلال قوة وسائل التواصل الاجتماعي في تشكيل الذوق العام.


لكن، لماذا تحديدًا الشفاه؟ ولماذا تُقبل النساء من جميع الأعمار على تكبيرها؟


د. باري إيبيلي، جراح التجميل من إنديانابوليس، يرى أن هناك أساسًا بيولوجيًا ونفسيًا لهذا التوجه.


"الشفاه منطقة حساسة ومعبّرة في الوجه، تُعد مؤشرًا بصريًا للخصوبة والأنوثة بفعل تأثير الإستروجين،" يوضح إيبيلي. "حقن الفيلر أو حتى أحمر الشفاه يلعبان على هذا البُعد الفسيولوجي، مما يجعل المرأة تبدو - ولو وهميًا - أكثر جاذبية وخصوبة في نظر الآخرين."


ويُضيف: “ الرجال لا يطلبون تكبير شفاههم. لم أتلقَ طلبًا واحدًا من رجل لذلك، مقارنة بآلاف النساء. الشفاه الممتلئة ترتبط أكثر بالشعور بالثقة والتأثير الأنثوي."

ففي دراسة جديدة نُشرت في دورية Proceedings of the Royal Society B، كشف باحثون من جامعة سيدني، بقيادة البروفيسور ديفيد ألايس، أن حجم الشفاه يلعب دورًا كبيرًا في كيفية إدراك الجاذبية — وأن هذا الإدراك يتغيّر بحسب الجنس، والخبرة البصرية الحديثة.

النتائج الأساسية:


- تفضيلات مبنية على النوع، النساء فضّلن الشفاه الممتلئة على الوجوه النسائية، والرجال فضّلوا الشفاه الطبيعية غير المعدّلة.
- تأثير التعرّض البصري: بعد مشاهدة شفاه ممتلئة أو رفيعة لفترة قصيرة، تغيّرت تقييمات المشاركين لاحقًا وفقًا لما شاهدوه مسبقًا.
- استقلالية إدراك الشفاه: حتى عندما عُرضت الشفاه دون الوجه بالكامل، استمر المشاركون في تعديل تقييمهم للجاذبية، ما يشير إلى أن الدماغ يُعالج الشفاه كعنصر منفصل إدراكيًا.

ما تفسير هذه الفجوة بين تفضيلات النساء والرجال؟


النساء يسعين للتماهي مع الصورة المثالية المنتشرة عبر الإعلام. في بعض الحالات، لا يتعلق الأمر بجذب الجنس الآخر، بل بالمنافسة بين النساء أو الشعور بالقبول الاجتماعي.


فيما الرجال يفضّلون المظهر الطبيعي، وفقًا للدراسات، ويجدون الشفاه الطبيعية أكثر جاذبية من تلك المعدّلة تجميليًا.

اتجاهات الشفاه في 2025 


بحسب خبراء التجميل واتجاهات الموضة:
- لا تزال الشفاه الممتلئة الناعمة تحظى بشعبية كبيرة، لكن بأسلوب أقرب إلى الطبيعة، بعيدًا عن المبالغة.
- درجات الأحمر الكلاسيكي والوردي الدافئ تسيطر على صيحات المكياج. 
- تشهد منصات الموضة عودة قوية لـ"الشفاه المحددة طبيعيًا" بدلًا من خطوط الكونتور الحادة.

وتشير تقارير الأكاديمية الأمريكية لجراحة التجميل إلى أن ما يقرب من 75٪ من جراحي التجميل لاحظوا زيادة في الطلب على "الفيلر" بين الشباب تحت سن الثلاثين، وتحديدًا في منطقة الشفاه. هذا ما يؤكد أن تأثير الاتجاهات البصرية والجمالية أصبح أعمق مما يبدو، ويؤثر على قرارات الناس تجاه أجسادهم.

الفرق في التفضيلات

- الرجال: يفضلون وجوه النساء بشفاه طبيعية، مستشهدين بجمال ناعم مثل إيما واتسون وناتالي بورتمان.
- النساء: ينجذبن إلى الشفاه الممتلئة، مقتديات بمظهر نجمات مثل كايلي جينر وأنجلينا جولي.

وبحسب المتخصصة في علم النفس الجمالي د. تينا مافيس، هناك أربع دوافع رئيسية خلف تفضيل النساء للشفاه المنفوخة:

 

الشعور بالقوة والتحكم في الجسد


تقول مافيس: "الشفاه الممتلئة تُشعر المرأة بأنها أكثر إثارة وسيطرة على مظهرها. إنها بمثابة إعلان بصري للثقة."

التأثر بالثقافة البصرية المهيمنة


المنصات مثل تيك توك وإنستغرام رسّخت صورة موحدة للجمال تعتمد على الشفاه البارزة، الخدود المرتفعة، والبشرة المشدودة. وعند تكرار مشاهدة هذه المعايير، تبدأ النساء برؤية هذه الملامح كـ"طبيعية"، رغم أنها مصطنعة.

الانتماء والتطابق الاجتماعي


تشعر كثير من النساء أن الشفاه الممتلئة أصبحت شرطًا ضمنيًا للقبول الاجتماعي، سواء في الدوائر المهنية أو العاطفية، خصوصًا مع توسّع ثقافة "الانفلونسر" والجمال المثالي المعدّل.


وفي دراسة منشورة بمجلة Body Image، وُجد أن النساء اللواتي يستخدمن الفيلر بشكل متكرر يعانين في كثير من الأحيان من صورة ذاتية مهزوزة، ويشعرن بأن "جمالهن الطبيعي لا يكفي".


وتحذر د. نادين السكاكيني، أخصائية العلاج النفسي التجميلي، من أن "الإفراط في تعديل الشفاه قد يقود إلى حالة تُعرف بـتشوّه صورة الشفاه (Lip Dysmorphia)، حيث لا تعود المرأة ترى شفتيها كما هي، بل تظل تشعر أن هناك ما يحتاج لتعديل، حتى دون سبب واقعي".

ما هو البديل الآمن و الخيار الأوفر؟


الفيلر (حقن حمض الهيالورونيك) هو الخيار الأكثر شيوعًا، ويستمر من 6 إلى 12 شهرًا، وتبدأ أسعاره من 200 إلى 600 دولار للجلسة الواحدة.
أوفر بديل؟ منتجات Lip Plumping Gloss أو Serums اليومية التي تمنح مظهرًا مؤقتًا ممتلئًا دون تدخل جراحي، وتكلف ما بين 20 إلى 50 دولارًا.
الخيارات الدائمة مثل الجراحة أو زرع السيليكون تُعتبر أكثر تكلفة (من 1500 إلى 3000 دولار)، وترافقها مخاطر أعلى مثل الالتهاب، الرفض، أو التشوه.

قد تكون الشفاه الممتلئة مجرد مظهر خارجي، لكنها في الحقيقة تعبّر عن شعور داخلي لدى كثير من النساء — الحاجة للقبول، للسيطرة، وللتطابق مع الصورة المثالية التي ترسمها عدسات الإنستغرام.

وبينما قد ترى النساء الشفاه الممتلئة رمزًا للجاذبية والثقة، إلا أن الرجال – كما توضح الدراسة – لا يتشاركون بالضرورة هذا التصور. في عالم يهيمن عليه الفلتر والفيلر، يبدو أن إعادة تعريف الجمال باتت تُبنى على توقعات مشوشة أكثر منها واقعية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق