الجوع ليس السبب الوحيد.. لماذا يتناول البعض الطعام بإفراط؟

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يبدو من الوهلة الأولى أن تناول الطعام بإفراط هو مجرد عادة سيئة ناتجة عن الجوع، لكن الحقيقة أكثر تعقيدًا من ذلك بكثير، فالإفراط في الأكل ليس فقط سلوكًا عابرًا، بل قد يكون انعكاسًا لحالة نفسية أو بيئية أو حتى فسيولوجية تؤثر بشكل مباشر على طريقة تعامل الإنسان مع الطعام، فهناك من يأكل هربًا من مشاعره، ومنهم من يأكل بدافع العادة أو الضغط الاجتماعي أو بسبب اضطراب داخلي لا يستطيع تفسيره.

العوامل النفسية وتأثيرها على الشهية

في كثير من الأحيان يلجأ الأشخاص إلى تناول الطعام كنوع من التهدئة النفسية أو الهروب من التوتر، فالحزن والقلق والإجهاد يمكن أن تدفع العقل إلى البحث عن متعة فورية تعوضه عن الإحساس السلبي، وهنا يأتي الطعام كوسيلة سهلة وسريعة للشعور بالراحة، خاصة إذا كان غنيًا بالدهون أو السكر، وقد يتحول هذا النمط من الأكل إلى سلوك متكرر يصعب كسره مع الوقت، مما يؤدي إلى الإفراط دون وعي.

دور العادات اليومية في تعزيز الإفراط

كثير من السلوكيات اليومية تشجع بشكل غير مباشر على تناول كميات أكبر من الطعام، مثل تناول الطعام أمام التلفاز أو أثناء تصفح الهاتف، وهي عادات تقلل من وعي الإنسان بكمية ما يأكله، كما أن الارتباط الاجتماعي بالطعام، كالخروج لتناول العشاء مع الأصدقاء أو التواجد في مناسبات مليئة بالأطباق المتنوعة، يعزز الرغبة في الأكل حتى لو لم يكن هناك جوع فعلي، بل مجرد استجابة لعوامل خارجية تدفع إلى التذوق والمضغ باستمرار.

الهرمونات والخلل في إشارات الشبع

يلعب الجسم دورًا كبيرًا في تنظيم الشهية، لكن في بعض الأحيان يحدث خلل في إفراز الهرمونات التي تنبه الإنسان بالشبع مثل هرمون اللبتين، مما يؤدي إلى عدم الشعور بالاكتفاء حتى بعد تناول وجبة كبيرة، وقد يكون هذا الخلل ناتجًا عن عوامل وراثية أو زيادة في الدهون في الجسم أو حتى بسبب قلة النوم المستمرة، مما يؤثر بدوره على التوازن الهرموني ويزيد الرغبة في الأكل بشكل غير طبيعي.

اضطرابات الأكل وتأثيرها في السلوك الغذائي

بعض الأشخاص يعانون من اضطرابات حقيقية تؤثر على علاقتهم بالطعام، مثل اضطراب الشراهة عند الأكل، والذي يتسم بنوبات من الإفراط في الأكل تتبعها مشاعر من الذنب أو الخجل، وهؤلاء الأشخاص غالبًا ما يتناولون الطعام بسرعة كبيرة دون توقف أو إدراك للكميات، وقد يجدون صعوبة في التحكم بهذا السلوك حتى مع إدراكهم لأضراره، وهو ما يستدعي تدخلًا نفسيًا وطبيًا في كثير من الحالات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق