مودريتش.. من تمريرات لا يراها سواه إلى خطوة لم يتوقعها أحد

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

loading ad...

قضى لوكا مودريتش مسيرته في كرة القدم وهو يستمتع بتمريراته التي لا يراها سواه. ولذا، فربما من المناسب أن تتضمن مسيرته الآن خطوة غير متوقعة لا يراها أحد أيضًا.اضافة اعلان
نجم ريال مدريد السابق الفائز بالكرة الذهبية لم يغادر ملعب "سانتياجو برنابيو"، لكنه انتقل إلى موقع مختلف تمامًا: مجلس الإدارة في نادي سوانزي سيتي. فقد استثمر النجم الكرواتي البالغ من العمر 39 عامًا في النادي الويلزي، وحصل على حصة أقلية في ملكيته.
لكن ما الذي دفع ساحر ريال مدريد إلى أن يصبح شريكًا في نادٍ يلعب في دوري الدرجة الأولى الإنجليزي؟ سؤال ظل يشغل الأوساط الكروية منذ إعلان الخبر المفاجئ.
كيف حدث ذلك؟
يُعتقد أن سوانزي كان يعمل على هذه الصفقة منذ فترة. وقد أبدى بعضهم في النادي دهشتهم من أن الخبر لم يُسرّب قبل إعلان يوم الإثنين، الذي شكّل صدمة لعالم كرة القدم.
المجموعة المالكة للنادي، والمتمركزة في الولايات المتحدة، والتي استحوذت على سوانزي في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، كانت تبحث عن مستثمر يتمتع بمكانة عالمية ويضيف للنادي من خلال شخصيته وشهرته.
وتحت قيادة المالكين الرئيسيين بريت كرافات وجيسون كوهين، كانت الرغبة في إيجاد شخصية كروية ذات ثقل عالمي واضحة. وبما أن مودريتش فاز بدوري أبطال أوروبا ست مرات، فقد كان الخيار الأمثل.
وعندما تبين أن قائد منتخب كرواتيا لديه اهتمام بالاستثمار في الأندية، بادر سوانزي بتقديم عرض قاد في نهاية المطاف إلى الإعلان اللافت هذا الأسبوع.
لماذا سوانزي؟
التصريح الوحيد لمودريتش حتى الآن صدر ضمن بيان سوانزي الرسمي، قال فيه إنه أعجب بـ"هوية النادي القوية، وقاعدة جماهيره المذهلة، وطموحه للمنافسة على أعلى مستوى".
لكن البيان لم يوضح كثيرًا سبب اختياره لسوانزي تحديدًا.
توجد بعض التكهنات حول وجود رابط بين مودريتش والمجموعة المالكة الجديدة، التي ضمت عدة أسماء جديدة إلى مجلس الإدارة منذ استحواذها على النادي.
كما أن هناك من يشير إلى أن مودريتش، الذي واجه سوانزي مرتين عندما كان لاعبًا في توتنهام خلال موسم 2011-2012 في الدوري الإنجليزي الممتاز، ربما كان على دراية بأسلوب لعب النادي وشهرته، خصوصا في الفترة التي شهدت فوزه بكأس الرابطة الإنجليزية وتحقيقه لانتصارات بارزة محليًا وأوروبيًا.
وبهذه الخلفية، يبدو أن العرض الذي قدمه سوانزي لمودريتش كان مقنعًا بما فيه الكفاية لنجم بدأ في بناء حياة ما بعد الكرة من خلال استثمارات عقارية وتجارية.
ومع وجود أسماء مثل سيسك فابريجاس، وتييري هنري، وديفيد بيكام ممن دخلوا مجال ملكية الأندية، يرى أحد المصادر في سوانزي أن مودريتش يعتبر هذه الخطوة بداية تجربة مشابهة.
ما دور مودريتش؟
لا ينبغي لأحد أن يتوقع انتقال مودريتش إلى منتصف ميدان سوانزي هذا الصيف، رغم انتهاء عقده مع ريال مدريد بنهاية الموسم.
ومع اقتراب كأس العالم الصيف المقبل، وحتى في حال رحيله عن مدريد بعد 13 عامًا و28 لقبًا – ليصبح اللاعب الأكثر تتويجًا في تاريخ النادي – فإن دوري الدرجة الأولى الإنجليزي لن يشهد ظهور "جالاكتيكو" جديد.
بالنسبة لمودريتش وسوانزي، فإن التركيز يتمثل في دعم النادي وتحسينه، وليس التأثير المباشر على أرضية الملعب.
وقد أبلغ مسؤولي النادي بالفعل أنه يرغب في المساعدة بأي طريقة ممكنة، وأشار المدير التنفيذي للنادي توم جورينج إلى أن مودريتش أظهر اهتمامًا حقيقيًا ومتابعة دقيقة لأداء الفريق.
ولن يتأثر منصب المدير الرياضي الجديد ريتشارد مونتاجو بهذه الخطوة، لكن سوانزي يأمل في الاستفادة من خبرات مودريتش، خاصة وأن النادي واجه في السابق انتقادات بسبب غياب الكفاءة الكروية في صنع القرار.
لكن من غير المتوقع أن يقوم مودريتش بضخ أموال كبيرة في النادي.
ماذا تعني هذه الخطوة بالنسبة لسوانزي؟
لا يعرف على وجه التحديد حجم استثمار مودريتش أو قيمة حصته – وربما لن يتم الكشف عن ذلك إذا كانت مساهمته ضمن المجموعة الأميركية التي تمتلك حاليًا 77.4 % من النادي.
ومع ذلك، فإن ما يضيفه مودريتش يتجاوز المال، إذ تسعى إدارة النادي لاستثمار مكانته وشهرته عالميًا.
وقد أقرت الإدارة مؤخرًا بالحاجة إلى إيجاد مصادر دخل جديدة بعد تكبد خسائر مالية، وفي بيان إعلان انضمام مودريتش، تم التأكيد على هدف "جلب الانتباه العالمي للنادي".
وفي الواقع، فإن حساب مودريتش على إنستجرام – الذي نشر عبره خبر الاستثمار – يضم 37.2 مليون متابع، أي أكثر من العديد من أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، بما في ذلك آرسنال.
ووصف أحد المصادر الصفقة بأنها خطوة مهمة "لوضع سوانزي على الخريطة" في ظل المنافسة الشديدة في دوري الدرجة الأولى، مع إمكانية تحسين فرص التعاقد مع لاعبين جدد، وزيادة العائدات التجارية والرعاية.
وقد أثارت هذه الخطوة حالة من الحماس داخل الفريق، إذ تحدثت تقارير عن حماس اللاعبين في مركز تدريب النادي "فيروود" بعد الإعلان عن الشريك الجديد غير المتوقع.
ومع تبقي موسم لمودريتش في ريال مدريد، وعدم وجود مؤشرات على نيته الاعتزال قريبًا، فإن دوره في سوانزي سيكون في الغالب عن بُعد، وليس متجذرًا في جنوب ويلز.
لكن بالنظر إلى الأثر الكبير لخطوته المفاجئة من نجم ملهم إلى مالك ومستثمر، فليس هناك مشكلة في أن يكون دوره رمزيًا.
ونشرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، رسالة مفتوحة من ستيفن كارول، مشجع سوانزي، إلى لوكا مودريتش، بهذه الماسبة، أوضح من خلالها أمنياته بشأن تأثير وجود النجم الكرواتي.
وقال المشجع في الرسالة: "مرحبًا بك في عاصمة كرة القدم الويلزية. واجهناك خلال الموسم 2011-2012، في أول موسم لنا في الدوري الممتاز منذ قرابة ثلاثة عقود. بقينا هناك لسبعة مواسم، ومع مساعدتك، نأمل أن نعود من جديد".
وأضاف: "لسوانزي تاريخ كروي عريق. العديد من نجوم منتخب ويلز الذي تأهل إلى كأس العالم 1958 وُلدوا في المدينة، ومن بينهم الأسطورة جون تشارلز، الذي اختير أعظم لاعب أجنبي في تاريخ الدوري الإيطالي. أما على صعيد المأكولات المحلية، فسوانزي مشهورة بخبز "لافربريد" وآيس كريم "جو". وتضم سواحل خلابة، منها "خليج روسيلي" الذي صُنف ضمن أفضل 50 شاطئًا في العالم سنة 2023".
وتابع: "لكن بالعودة إلى كرة القدم، فمنذ أن تولى روبرتو مارتينيز تدريب الفريق عام 2007، أصبح أسلوب لعب سوانزي معروفًا بـ"الاستحواذ الهادف" – كما أحب أن أسميه. إذا استطعت أن تساعدنا في التعاقد مع لاعبين يناسبون هذه الفلسفة ويساهمون في تحسين الفريق والعودة للدوري الممتاز، فستكون قد أديت مهمة عظيمة. وبالمناسبة، إن قررت إنهاء مسيرتك هنا بدلًا من مدريد، فلن نعترض على ذلك أبدًا!".
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق