وذكر التلفزيون الإيراني أن عراقجي غادر إلى روما ضمن الجولة الثانية من المحادثات مع أميركا، على رأس وفد يضم نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي، ونائبه للشؤون القانونية والدولية كاظم غريب آبادي، بالإضافة إلى المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي.

ومساء الجمعة، وصل وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي، الذي تقوم بلاده بدور الوساطة بين طهران وواشنطن، إلى روما.

وأعلنت وزارة الخارجية العُمانية أن وزير الخارجية بدر البوسعيدي التقى بنظيره الإيطالي أنطونيو تاياني في روما، وذلك ضمن زيارة رسمية تسبق انطلاق جولة المحادثات بين إيران والولايات المتحدة.

وأكد بيان الخارجية العُمانية أن اللقاء تناول "سبل دعم الحوار والتفاهم لتقريب وجهات النظر بين جميع الأطراف، وتوفير أجواء تساعد على الوصول إلى حلول دبلوماسية مستدامة".

من جانبه، كشف مصدر في وزارة الخارجية الإيرانية، مساء الجمعة، أن عراقجي سيسلم المبعوث الأميركي الخاص، ستيف ويتكوف، ردًا رسميًا على تهديدات وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، بشأن تفعيل آلية "سناب باك" عبر الدول الأوروبية، وذلك خلال لقائهما المرتقب في روما السبت.

وفي وقت سابق، أكد مسؤول إيراني رفيع لوكالة "رويترز" أن إيران أبدت استعدادًا لقبول بعض القيود على برنامجها النووي، لكنها لن تتنازل عن خطوطها الحمراء، مثل تفكيك أجهزة الطرد المركزي أو وقف تخصيب اليورانيوم، مشددًا على أن برنامج إيران الصاروخي "غير قابل للتفاوض".

وفي السياق ذاته، كشفت تقارير صحفية أن المبعوث الأميركي الخاص، ستيف ويتكوف، اجتمع في باريس مع مسؤولين إسرائيليين بينهم وزير الشؤون الاستراتيجية ورئيس جهاز "الموساد"، بهدف "تنسيق الموقف قبيل انطلاق الجولة الجديدة من المحادثات".

ونقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مصادر قولها إن "تل أبيب" تسعى لإقناع واشنطن باتخاذ موقف أكثر تشددًا تجاه طهران، بينما أكد ويتكوف خلال اللقاء أن إدارة ترامب الحالية تفضّل "الحل الدبلوماسي" للأزمة النووية الإيرانية.

وفي موسكو، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع عراقجي بأن روسيا "تتفق بالكامل مع إيران فيما يخص الحفاظ على الاتفاق النووي"، متهمًا واشنطن بتقويض الاتفاق في العام 2018، ومؤكدًا دعم موسكو لأي جهود لاستعادة الاتفاق.

ورغم الأجواء الإيجابية التي سادت الجولة الأولى من المفاوضات في مسقط، والتي وصفها الجانبان بـ"الهادئة والمحترمة"، يواصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب تصعيد لهجته في الإعلام، مؤكدًا مرارًا أنه لن يسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي.

وفي المقابل، تؤكد طهران أن دستورها وعقيدتها العسكرية، المستندة إلى فتوى المرشد الأعلى علي خامنئي، ترفض إنتاج أو تخزين أو استخدام أي نوع من أسلحة الدمار الشامل، لكنها في الوقت نفسه تحتفظ بحق الردع الاستراتيجي في حال تصاعدت التهديدات.

 ومن المنتظر أن تُعقد الجولة الثانية من المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة في مقر سفارة سلطنة عُمان بالعاصمة الإيطالية روما، بحسب ما أفاد موقع "أكسيوس" الأميركي.

وأشارت المصادر إلى أن مدة الجلسة التفاوضية قد تمتد إلى خمس ساعات، ومن المقرر أن تُركّز المباحثات على الضمانات القانونية لعدم انسحاب واشنطن مستقبلًا من أي اتفاق، بالإضافة إلى الملف النووي ومسارات تخفيف العقوبات.