مرض التصلب المتعدد.. أنواع الألم والعلاج

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

loading ad...

عمان- يعاني ما يصل إلى ثلثي الأشخاص المصابين بالتصلب المتعدد (MS)، من مجموعة واسعة من الأعراض المرتبطة بالألم، بدءا من الصداع وآلام الظهر إلى التشنجات التوترية المؤلمة (ألم التشنج والشد)، الألم الحارق المستمر في الأطراف.اضافة اعلان
يمكن أن يكون الألم المرتبط بالتصلب المتعدد حادا (مؤقتا) أو مزمنا (طويلا)، ويمكن تصنيفه أيضا على أنه أولي أو ثانوي اعتمادًا على ما إذا كان ينبع مباشرة من تلف في الجهاز العصبي المركزي، أو ينتج بشكل غير مباشر عن أعراض وضغوط أخرى للتصلب المتعدد.
- الألم العصبي: ينشأ الإحساس بالألم بسبب تلف أجزاء الجهاز العصبي المسؤولة عادة عن اكتشاف الألم، هو متلازمة الألم الأولية والنوع الأكثر شيوعا من الألم الذي يعاني منه الأشخاص المصابون بالتصلب المتعدد.
- الألم العضلي الهيكلي: هو متلازمة الألم الثانوية التي تحدث نتيجة لنشاط عضلي غير طبيعي مثل التشنج لدى مرضى التصلب المتعدد. يمكن أن تحدث التشنجات والتصلبات في الأطراف من دون سابق إنذار، وتؤثر على مجموعات العضلات أو الجسم بأكمله.
تشمل بعض أنواع الألم العصبي الذي قد يعاني منه مرضى التصلب المتعدد ما يأتي:
- ألم العصب الثلاثي التوائم: هو المصطلح المستخدم لوصف الألم الوجهي المرتبط بتلف العصب الثلاثي التوائم، أو العصب القحفي الخامس - وهو العصب الأكبر بين 12 زوجا من الأعصاب القحفية في الجسم وأحد أكثر الأعصاب انتشارا في الرأس.
- خلل الإحساس: الأحاسيس المتغيرة وغير السارة والمؤلمة التي قد يعاني منها مرضى التصلب المتعدد، التي توصف في كثير من الأحيان بأنها شعور بالحرقان والألم، إذا أثرت على الجذع، إحساس "بالتطويق" في جميع أنحاء الجسم، (يعرف شعبيا باسم "عناق التصلب المتعدد").
- التهاب العصب البصري: ينتج عن التهاب العصب البصري، العصب الذي ينقل المعلومات من العينين إلى المخ، أو من الآفات التي تتكون على طول المسارات العصبية المسؤولة عن حركة العينين والتنسيق البصري.
- احمرار الجلد: إحساس شديد بالحرقان يؤثر عادة على القدمين أو اليدين، مصحوبًا بجلد قد يبدو محمرًا عند اللمس.
تشير دراسة أجريت العام 2021، إلى أن الأعراض بما في ذلك اضطرابات النوم والألم قد تسبق ظهور الأعراض الأكثر شهرة لمرض التصلب المتعدد، بما يصل إلى خمس سنوات. إن فهم هذه الأعراض الأولية قد يساعد في التشخيص المبكر، مما يسمح ببدء العلاج في المراحل الأولية من المرض.
أحاسيس غير عادية أخرى
قد يعاني الأشخاص المصابون بالتصلب المتعدد من أحاسيس أخرى، مثل الخدران أو الوخز أو الحكة غير المنضبطة، التي قد تسبب عدم الراحة.
يشمل خلل الإحساس أيضا الحكة، التي غالبا ما تكون شديدة وغير مريحة. وبما أن الحكة تحدث نتيجة تلف الأعصاب، فهي لا تستجيب لكريمات الحكة الموضعية وتتطلب رعاية متخصصة.
قد يعاني الأشخاص المصابون بالتصلب المتعدد أيضا مما يسمى بـ"علامة ليرميت"، التي توصف بأنها إحساس مفاجئ يشبه الصدمة الكهربائية التي تمر عبر الجزء الخلفي من رقبة الشخص إلى العمود الفقري، التي قد تنتشر بعد ذلك إلى الأطراف. عادة ما تتم إثارة "علامة ليرميت" عن طريق ثني الرأس للأمام باتجاه الصدر.
متلازمة تململ الساقين، وهو الاسم الذي يطلق على الانزعاج الشديد الذي يشعر به الأشخاص في أطرافهم السفلية، مصحوبا برغبة لا تقاوم في تحريكها، تؤثر على مرضى التصلب المتعدد بشكل أكثر شيوعا من عامة الناس. يتم العثور عليها في كثير من الأحيان لدى هؤلاء المرضى الذين يعانون من درجة أعلى من الإعاقة وآفات العمود الفقري.
في العام 2019، قام باحثون في جامعة ميشيغان بالتحقيق بالتفصيل في الآليات الكامنة وراء الحكة الميكانيكية المزمنة، بحثا عن طرق علاجية محتملة. وبدراسة هذا التأثير لدى الفئران، وجد الباحثون أن دائرة الخلايا العصبية، الممتدة من الجلد إلى النخاع الشوكي، هي المسؤولة على الأرجح عن الإحساس بالحكة المستمرة التي يمكن أن تؤثر على الأشخاص المصابين بالتصلب المتعدد.
وصف الألم
يعاني الأشخاص المصابون بالتصلب المتعدد من الألم أكثر مما كان يعتقد الأطباء في السابق، ولكنهم غالبا ما يواجهون صعوبة في تحديد ووصف الألم الذي يعانون منه، ربما لأن الأحاسيس التي يشعرون بها يمكن أن تختلف بشكل كبير. يمكن أن تشكل هذه الصعوبة عائقا أمام إدارة الألم.
إن المرضى الذين يستطيعون وصف طبيعة الألم الذي يعانون منه بشكل فعال هم الأكثر قدرة على إيجاد طريقة لعلاجه أو تخفيفه؛ وفي الوقت نفسه، يجب على الأطباء أن يدركوا أيضًا أن الألم هو أحد الأعراض الحقيقية لمرض التصلب المتعدد، ولا ينبغي لهم تجاهل شكاوى المرضى.
تتراوح أنواع الألم المرتبطة بالتصلب المتعدد الموصوفة بشكل شائع بين الأحاسيس غير المريحة بالبرودة أو الحرارة والوخز والإبر، إلى الإحساس بالطعن المشابه للصدمة الكهربائية، أو الإحساس بالحرق أو الألم غالبا حول الساقين أو الجذع.
علاج الألم
- الأدوية: الأدوية المتاحة من دون وصفة طبية والأدوية الموصوفة طبيًا بما في ذلك الإيبوبروفين، ومضادات الاختلاج، ومثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية، والستيرويدات؛ ويمكن أن تشمل القنب أيضًا.
- العلاج الطبيعي والعلاج المهني: العلاج الموجه للألم الذي يعمل على تحسين الحركة والوظيفة، إضافة إلى تقنيات لتقليل الألم أو تجنبه تماما.
- العلاجات البديلة: تشمل التدليك، والضغط على نقاط معينة من الجسم، الوخز بالإبر، العلاج بتقويم العمود الفقري، إطلاق العضلات اللفافية، التأمل، اليوغا،وعلم المنعكسات، والتغذية الراجعة الحيوية.
- العلاج السلوكي المعرفي: لا يقضي على الألم، لكنه يمكن أن يساعد المرضى على إدارة استجابة الألم حتى يتمكنوا من الاستمرار في العمل عندما لا تكون الأدوية أو العلاجات الأخرى فعالة أو متاحة.
- الأجهزة الطبية: يزداد استخدام العلاج بالتحفيز العصبي، مع إمكانية الاستفادة من الأجهزة والغرسات.
فئة من الجزيئات تسمى منظمات التآزر الإيجابية، أو PAMs، مفيدة في علاج الألم الناجم عن تلف الأعصاب لدى مرضى التصلب المتعدد، وفقًا لدراسة أجريت العام 2021، ألقت الضوء على كيفية عمل هذه الجزيئات. 
ويقول الباحثون إن نتائجهم تسلط الدراسات الضوء على إمكانات هذه الأدوية المسكنة للألم، لتكون بمثابة بديل غير أفيوني لإدارة الألم المزمن.
الصيدلي إابراهيم علي أبورمان/ وزارة الصحة

أخبار ذات صلة

0 تعليق