loading ad...
في ندوة حول معركة الكرامة والأرض ، أقامتها لجنة فلسطين مؤخراً، تحدث فيها العقيد الركن سالم الخضير والباحث صبحي طه وأدارها الكاتب الباحث عليان عليان ، وتخللها مداخلات هامة.اضافة اعلان
استهل العقيد الركن سالم الخضير محاضرته بالقول : لقد تركت حرب الخامس من حزيران عام 1967 آثارا سلبية على معنويات الجيش العربي الأردني والجيوش العربية المشاركة في تلك الحرب ، حيث احتل جيش الكيان الصهيوني الضفة الغربية وهضبة الجولان وسيناء وذلك بسبب غياب وانعدام التنسيق ما بين الجيوش العربية المشاركة في تلك الحرب، وبات أبناء الجيش العرب الأردني اليوم الذي يواجهون به جيش الكيان الصهيوني لكي يثأروا لأنفسهم ويعيدوا الثقة لجيشهم وقيادتهم.
وقال: لقد كانت أجهزة الاستخبارات والمراقبات الأمامية تتابع كل حركة صغيرة او كبيرة على الواجهة مع الكيان الصهيوني وتجمع المعلومات وتحللها وترصد كافة الاتصالات بكل الوسائل المتاحة ، الى ان تمكنت من اكتشاف خطة العدو التي تهدف الى اجتياح الضفة الشرقية واحتلال الأغوار وصولا الى مرتفعات السلط وعمان والكرك .
وأضاف، لقد أصبح الجيش العربي الأردني على اطلاع بخطة العدو كان متأهبا وفرحا في كتلك الليلة ، حيث لم تغمض اعينهم وباتوا وايديهم على الزناد منتظرين ساعة الصفر شعارهم ( النصر او الشهاده )، وما ان بدأت قوات العدو المهاجمه بعبور الضفة الشرقية من النهر على كافة المقتربات مسندة بالمدفعية والدبابات وبغطاء جوي كثيف ، حتى قامت القوات المسلحة الأردنية بوابل من النيران من كافة الأسلحة أدت إلى إرباك العدو وفقدانه عنصر المفاجأة وتدمير جسور العبور على المقتربات الأمر الذي أدى الى قطع خطوط الاتصال وصعوبة تعزيز القوات المهاجمة بأية قوات إضافية ، ودارت المعركة بشراسة لم يسبق لها مثيل وببسالة عز نظيرها .
لقد أبدع الجيش العربي الأردني في اقتناص دبابات العدو على مدى 15 ساعة ، وعندما قام بإنزال جوي ( مظليين ) في بلدة الكرامة جرى الاشتباك بالسلاح الأبيض مع بين قوات العدو وقواتنا المسلحة وفصائل المقاومة الفلسطينية الأمر الذي اضطر العدو إلى طلب وقف إطلاق النار ولأول مره منذ حرب 1948.
من جانبه قال الباحث صبحي طه أن يوم الأرض عام 1076 شكل محطة نوعية في مسار النضال الفلسطيني ، مشيراً إلى أن هذه الذكرى تأتي في خضم حرب عدوانية غير مسبوقة على قطاع غزة ، اتخذت طابعاً وجودياً تشمل الأرض والشعب ، بل حاضر ومستقبل المنطقة ومؤكداً أن تداعيات عملية طوفان الأقصى ، أسقطت السردية الصهيونية ، القائمة على مقولة " أرض الميعاد" ، والشرعية المزعومة للدولة اليهودية ، وكشفت عورات الكيان الصهيوني وأزماته ومآزقه، الأمر الذي جعل من مسألة انهياره قضية قابلة للتحقيق.
وأضاف : " إذا كانت ملحمة يوم الأرض ، التي شهدتها مناطق الجليل والمثلث وسائر مدن وقرى فلسطين المحتلة عام 1948 قد أفشلت مخططات العدو " لأسرلة المجتمع العربي وتهويد الأرض ، وإخضاع الشعب والتأثير عن انتمائه العربي ، فإن طوفان الأقصى وتداعياته ، أعاد الصراع إلى جذوره الأولى ، باعتباره صراعاً وجودياً وملحمياً لا يقبل المساومة .
وقال أيضا، إذا كان تمسك شعبنا في مناطق 1948 بأرضه ومقاومته ، قد أفشل مشاريع العدو في تفتيت المجتمع الفلسطيني ، فإن الصمود الأسطوري لشعبنا في غزة والضفة الغربية قد أفشل أيضا سياسة التهجير والابتلاع والتطير العرقي ، في وقت بات فيه التزايد الديموغرافي الفلسطيني ، يقض مضاجع الكيان الصهيوني.
وختم الباحث صبحي طه مداخلته بتأكيده على أن العدو يخوض حربه العدوانية وهو يستند إلى جبهة داخلية هشة مشيراً إلى الانقسام العميق داخل المجتمع السياسي والحزبي والطائفي والديني ، في حين أن المقاومة رغم ما ألم بقطاع غزة من حرب إبادة ، إلا أنها لا زالت تحمل مقومات الصمود والتصدي وتمتلك القدرة على المواجهة.
الباحث شوكت السعدون قال إن المعركة في بعدها العسكري كشفت فشل العدو في تطبيق(مباديء الحرب ) وفي مقدمتها :( مبدأ الاستخبارات) ،حيث تمكن جيشنا من تحديد نوايا العدو ،وقد وقع العدو في محذور :( عدم التناسب بين أهدافه ووسائل وإمكاناته وموارده )،فهو لم يقدر مدى اتساع مسرح العمليات التي قام بها .عدا عن فشله في تحقيق :(حشد القوه) الناجم عن ضرب الجسور وهذا تكتيك نجح جيشنا في تطبيقه، اضافةلفشل تطبيق مبدأ :(حشد القوه ) وايضا تطبيق:( الشؤون الاداريه ) بسبب تكتيك ضرب الجسور .
وأضاف : من عوامل نجاح معركة الجيش العربي الأردني أنه طبق مبدأ: (الشؤون المعنويه )بنجاح ،حيث تمتع جيشنا بالمعنويات العاليه وامتلاك ارادة النصر ، وكذلك :(معرفة الارض والتمسك بها) وهي ارض الوطن مثلما هي ارض معركه ، وتمكن في إطار التكتيك أيضا من إفقاد العدو تطبيق (السيطره الجويه ) ، لأن الالتحام الجسور لقواتنا بقوات العدو افقده:(حرية العمل والمبادأه). وبالتالي فقد العدو يده الطولى.
وأشار السعدون إلى أن المعركة في حساب موازين القوى ، بينت انه رغم تفوق العدو في ميزان القوة الذي يميل لصالحه ،فإن امتلاك إرادة النصر كانت كفيله بإفقاد العدو ميزة تفوقه في ميزان القوى :(والتفوق في الوسائط والنار) ، وأن امتلاك إرادة النصر والدفاع عن الوطن تشكل دوما عوامل أساسية للنصر.
من جانبه قال الباحث محمد أزوقة : إن التلاحم البطولي لنشامى قواتنا المسلحة وأسود المقاومة على أرض الكرامة ، شكل أكبر حافز لشباب الوطن العربي كله على الانضمام إلى حركة المقاومة وتناميها ، وبتنا نرى الجيل الثاني من المقاتلين يجترحون المعجزات ، يفجرون الدبابات ويسقطون المسيرات ، ويقتلون جنود العدو والمرتزقة ، ويقصفون حصون العدو بصواريخ من صنع أيديهم ، ويرسمون للأمة معالم طريق التحرير.
0 تعليق