مؤسسة قطر تختتم قمة “بالعربي”.. نحو لغة عربية حاضرة بأصوات مؤثرة

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

loading ad...

الدوحة- الغد- أسدلت مؤسسة قطر الستار على فعاليات النسخة الافتتاحية من قمة "بالعربي"، التي انعقدت على مدى يومين في مبنى "ملتقى" (مركز طلاب المدينة التعليمية)، وسط مشاركة واسعة من المفكرين، والمبدعين، ورواد الفكر والسياسة والثقافة من مختلف أنحاء العالم العربي.اضافة اعلان


جمعت القمة أكثر من 800 مشاركًا، توافدوا للاستماع إلى ما يزيد عن 20 متحدثًا ومحاضرة، ووفّرت فضاءً واسعًا لتبادل القصص الملهمة والتجارب المتنوعة، التي تعكس عمق وغنى التجربة العربية المعاصرة، إذ ركّزت جلساتها وأنشطتها التفاعلية على استشراف آفاق جديدة للتواصل الثقافي والفكري بين مختلف المجتمعات العربية.
وفي هذا الصدد، قال عبدالواحد زينل، أحد متحدثي قمّة "بالعربي" ومؤسس أكاديمية كاملكود: "تأتي مبادرة بالعربي لتنشر الوعي بأهمية تعزيز الحضور الرقمي للغتنا، ونأمل أن تكون هذه الخطوة بداية انطلاقة حقيقية نحو تحقيق هذا الهدف".
وأضاف قائلًا: "تتمحور فكرة مشروعنا حول تعليم أطفال هذا الجيل إحدى أهم المهارات التي ينبغي أن يتقنوها اليوم، ألا وهي التكنولوجيا، بما تحمله من مفاهيم كالذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، ومجالات البرمجة المختلفة. أطفالنا يقضون أوقاتًا طويلة أمام الشاشات، فرغبنا في تقديم بدائل تعليمية هادفة لهم، تساعدهم في أن يكونوا منتجين ومبدعين، لا مجرد مستهلكين".
من جهته، قال الدكتور سعيد إسماعيل، رئيس معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة بالإنابة، عضو مؤسسة قطر، إن مبادرة "بالعربي" تمثّل محطة فارقة لإعادة إحياء اللغة العربية، لا بوصفها مجرّد تراث لغوي، بل كمحرّك حيّ للإبداع ورافعة للابتكار في زمن العلم والتكنولوجيا.
وأضاف: "نحن لا ننظر إلى اللغة العربية كتراث جامد، بل لغة حية قادرة على استيعاب التطوّرات العلمية والتكنولوجية وصياغتها برؤية عربية أصيلة. ولقد أثبتت هذه القمّة أنّ اختلافنا لا يفرّقنا، بل يصنع منّا لوحةً أوسع أفقًا، وأغزر معنى، وأن في تباين لهجاتنا وثقافاتنا ما يشكّل ثراءً لا نضوب له، وإنّ اجتماعنا هنا ليس احتفالًا بالماضي فحسب، بل بناءٌ مشترك للمستقبل يستلهم من ماضينا العريق، ويتفاعل مع تحديات الحاضر، ويبتكر حلولًا تليق بطموحاتنا الجماعية".
تميّز اليوم الثاني من القمّة بتنوّع زوايا الطرح وتداخلها، بين جلسات فكرية ومحاضرات تحفيزية، وعروض فنية تفاعلية أضاءت على التراث والهوية والتنوّعالثقافي العربي. ففي جلسة "عوامل امتصاص الصدمة"، قدّم الدكتور براء السراج، من سوريا، قراءة نفسية اجتماعية لمفهوم الصدمة الثقافية ومناعة المجتمعات. وفي "المهن هوية"، شاركت شوق العلوي، من البحرين، تجربة ذاتية حول علاقة المهنة بالانتماء والهوية.
أما في جلسة "إرث حفيدة ملكة سبأ"، فقد قدّمت الدكتورة عميدة شعلان، من اليمن، قراءة نسوية للتاريخ العربي من منظور الهوية والمقاومة. فيما حملت محاضرة الدكتور ليث علاونة، من الأردن، "خط الدفاع عن هويتنا" دعوة ملحّة إلى التمسّك باللغة والثقافة في وجه التحديات الرقمية.
على مدار يومين، استكشف المشاركون مساحات عرض تفاعلية، وساحات سرد حيّ، ومنصّات حوارية. وقد احتضنت القمّة جلسات نوعية شارك فيها الروائي مهند الدابي، من السودان، وتيمور الحديدي، من مصر، وسمية الميمني، من الكويت، ناقشوا خلالها موضوعات تتراوح بين التكنولوجيا والهوية، والريادة العربية، والثقافة الرقمية، وتحديات الذكاء الاصطناعي، والتعددية اللغوية، فضلا عن جلسة خاصة بعنوان "البودكاست العربي: كيف نرتقي بالمحتوى الرقمي العربي"" بمشاركة محمد الرماش "بودكاست أثير"، وبشر النجار" بودكاست منبت – صوت".
كما أتيحت للمشاركين فرصة الانخراط في نقاشات مفتوحة، جرى خلالها استعراض تجارب حيّة ومبادرات شبابية، ومقاربات علمية وفنيّة، تكشف عن الوجه المتجدّد للغة العربية بوصفها أداةً للابتكار لا موروثًا ساكنًا، وقد مثّل التنوع الثقافي جوهرًا أصيلًا في القمّة، حيث شهدت مشاركة واسعة من دول المشرق والمغرب والخليج العربي، بما أتاح فرصة فريدة لتبادل التجارب والرؤى حول سبل تعزيز الحضور العربي في المشهد المعرفي العالمي.
واختتم اليوم بعرض فنيّ مبهر من الخطاط كريم جبّاري، الذي مزج الخط العربي بفن الأداء الحيّ، في لوحة بصرية تختصر شعار القمة: "للأفكار صوتٌ وصدى".
حظيت قمّة "بالعربي" بدعم لافت من مؤسسات ثقافية وتعليمية عديدة، منها مؤسسة محمد بن سلمان "مسك"، ومركز "مناظرات قطر"، الذي أسسته مؤسسة قطر، ومبادرة "قطر تقرأ"- مكتبة قطر الوطنية، ومؤسسة قطر الدولية، وإذاعة "صوت"، و"الديوان"، و"فنار" التابع لجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر،و"منتدى الشرق"، و"عربي كويست"، ومجموعة "سرد"، و"الجزيرة 360".
"بالعربي" هي مبادرة جديدة أطلقتها مؤسسة قطر تحت شعار "للأفكار صوتٌ وصدى". ومن خلالها نحتفي بجمال لغتنا العربية، وتنوع ثقافتها وأفكارها، ونعزّز أصوات الناطقين بلغة الضاد، ونسلّط الضوء على قصصهم وإبداعاتهم، كما نثري العقول من أجل بناء مجتمعات متفاعلة تنهض بالقيم الإنسانية.
هذه المبادرة بمثابة حراكٍ نابضٍ يستلهم قوته من التاريخ والهوية المشتركة، وتهدف إلى استكشاف الأفكار الملهمة، والتشجيع على التفكير الإبداعي، وإحياء التفاعل الثقافي وتعميق الحوار الفكري، عبر تقديم محتوى متنوّع ومُلهم يعكس ما تتمتع به اللغة العربية من ثراء حضاري.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق