loading ad...
عمان- هل سبق لك أن شعرت بالإرهاق بعد لقاء شخص معين، دون سبب واضح؟ هل وجدت نفسك محبطا بعد محادثة قصيرة مع زميل دائم الشكوى؟ ربما لم تدرك ذلك، لكنك كنت تتعرض للطاقة السلبية دون أن تشعر. اضافة اعلان
كيف تؤثر هذه الطاقة على حياتنا، وكيف نحمي أنفسنا منها؟
نعيش في عالم مليء بالتحديات والضغوط، مما يجعلنا محاطين بأشخاص تختلف مشاعرهم وطاقاتهم. بعضهم يمنحنا الدعم والتحفيز، بينما يحمل آخرون طاقة سلبية قد تؤثر علينا دون أن ندرك.
فالأشخاص الذين يعتادون على التذمر المستمر، التشاؤم، ونشر الإحباط يمكن أن ينقلوا هذه المشاعر لمن حولهم، مما يؤدي إلى انخفاض المعنويات والشعور بالإرهاق النفسي.
وتظهر الشخصية السامة بوضوح في حياة الكثيرين، حيث يكون موقفها دائما سلبيا، تنشر اليأس وتقلل من قيمة النجاحات، مما يستنزف طاقة الآخرين النفسية والعاطفية.
مثل هؤلاء الأشخاص يجعلونك تشعر بالذنب حتى دون أن ترتكب أي خطأ.
لذلك، من الضروري التخلص من "مصاصي الطاقة" الذين يتغذون على الإيجابية ويحولونها إلى تشاؤم وإحباط. لا يجب قبول السلوكيات السامة مهما كانت الظروف، لأن تأثيرها لا يقتصر على اللحظة، بل يمتد ليؤثر على راحة الإنسان وسلامه الداخلي.
استنزاف لطاقة الآخر
لم تكن ليلى، الطالبة الطموحة والمليئة بالحياة، تتوقع أن دخول شخص واحد إلى حياتها سيغيرها بهذا الشكل الجذري. كانت تدرس التخصص الذي تحبه، تضع أهدافا واضحة لمستقبلها، وتملأ يومها بالإنجازات، معروفة بين أصدقائها بروحها المرحة وطاقتها الإيجابية.
لكن كل ذلك بدأ يتلاشى تدريجيا عندما دخل حياتها شخص رأته في البداية مميزا، واعتقدت أنه يكملها. لم تكن تدرك أن هذا الشخص سيصبح مصدر استنزاف لطاقة حياتها، وأن تأثيره السلبي سيتغلغل في تفاصيل يومها دون أن تلاحظ.
تقول ليلى إنه في البداية، كنت أعتقد أنني قادرة على تغيير طريقة تفكيره، وكنت أقول لنفسي إنه فقط يحتاج إلى الدعم. لكنه لم يكن مجرد شخص متشائم، بل كان يغرق في السلبية، يرفض كل شيء، "يستهزئ بأحلامي، ويشعرني دائما أن لا شيء يستحق المحاولة".
مع مرور الوقت، بدأت ليلى تشعر أنها تفقد شغفها بالحياة. أصبح يسلط الضوء على العيوب بدلا من المزايا، يعبر عن قلقه المستمر، ويشكك في قراراتها وطموحاتها، مما جعلها تفقد الثقة بنفسها شيئا فشيئا.
لحسن الحظ، قررت ليلى أن تبدأ رحلتها نحو التعافي. ابتعدت عن العلاقة السامة، وأخذت وقتا لتكتشف ذاتها من جديد. عادت لممارسة أنشطتها المفضلة، تواصلت مع أصدقائها الحقيقيين، وركزت على دراستها ومستقبلها. في البداية، كان الأمر صعبا، لكنها تدريجيا استعادت توازنها النفسي واكتشفت قوتها الداخلية.
تختم ليلى قصتها قائلة: اليوم، أستطيع أن أقول إنني تعافيت. لقد تعلمت أنني يجب أن أكون قوية في مواجهة السلبية وألا أسمح لأي شخص بأن يستنزف طاقتي.
التأثير العميق للطاقة السلبية
تؤثر الطاقة السلبية على حياتنا بطرق قد لا ندركها في البداية، لكنها تمتد لتشمل صحتنا النفسية والجسدية وسلوكياتنا اليومية. وفقا لرأي المستشارة الدكتورة مرام بني مصطفى، فإن الشخص السلبي هو الذي يرى العالم بنظرة تشاؤمية، يركز على المشكلات بدلا من الحلول، وينشر الطاقة المحبطة لمن حوله.
مثل هؤلاء الأشخاص غالبا ما يكونون كثيري التذمر، يبالغون في الشعور بالظلم، ويلعبون دور الضحية، مما يجعلهم مصدر ضغط نفسي لمن يتعامل معهم.
وتضيف الدكتورة أن التعرض المستمر لهذه الطاقة يمكن أن يترك أثرا نفسيا عميقا، حيث يؤدي إلى الإحباط، فقدان الدافعية، انخفاض المزاج، القلق المستمر، والتوتر العاطفي.
كما أكدت أن بعض الأشخاص أكثر عرضة للتأثر من غيرهم، خاصة الحساسين والعاطفيين الذين يمتصون مشاعر الآخرين بسهولة ويعيشون التجربة وكأنها جزء من واقعهم. ومع الوقت، قد تتحول هذه المشاعر إلى عبء ثقيل يضعف تقدير الذات ويؤدي إلى حالة من الإرهاق النفسي.
ولا تقتصر التأثيرات على الجانب النفسي فقط، بل تمتد إلى الصحة الجسدية، حيث يمكن أن يؤدي التعامل المستمر مع الطاقة السلبية إلى ظهور أعراض جسدية واضحة مثل الصداع، آلام المعدة، اضطرابات النوم، آلام العضلات، والإرهاق المزمن. فالتوتر المستمر يضع الجسم في حالة تأهب دائمة، مما يؤثر على الجهاز العصبي ويؤدي إلى مشكلات صحية طويلة الأمد. وفق المستشارة بني مصطفى
أما البيئة، فهي تلعب دورا حاسما في تشكيل طريقة تفكير الإنسان وشعوره وسلوكياته. الشخص الذي يعيش في بيئة مشحونة بالسلبية يصبح أكثر ميلا للتشاؤم، وقد يبدأ دون وعي في تبني نفس الأفكار والسلوكيات.
لذلك، تؤكد الدكتورة بني مصطفى على أهمية الوعي بهذه التأثيرات ووضع حدود واضحة عند التعامل مع الأشخاص السلبيين، مع الحرص على تعزيز الطاقة الإيجابية من خلال ممارسة أنشطة تبعث على الراحة النفسية، مثل التأمل، الرياضة، والتفاعل مع الأشخاص الداعمين والمحفزين ، فكلما كنا أكثر وعيا بكيفية تأثير المحيط علينا، أصبحنا أكثر قدرة على الحفاظ على توازننا النفسي والعاطفي.
دور علم الطاقة بفهم الطاقة السلبية
وفي حديثها لـ"الغد"، أوضحت خبيرة الطاقة الدكتورة فيروز مصطفى، أن الطاقة السلبية ليست مجرد شعور داخلي، بل هي ترددات وموجات تنشأ نتيجة تراكم المشاعر والأفكار السلبية في العقل الباطن، مما يجعلها تؤثر على هالة الشخص وتنعكس على سلوكه وتفاعلاته مع الآخرين.
بحسب الخبيرة فيروز، فإن بعض الأشخاص يمتلكون طاقة سلبية يمكن أن تؤثر على من حولهم، وتختلف قابلية الأشخاص للتأثر بهذه الطاقة وفقا لحالتهم النفسية، فالأشخاص الذين يمرون بأزمات وصدمات يكونون أكثر عرضة لاستقبال الطاقة السلبية، نظرا لأن العقل اللاواعي لديهم يسعى إلى تفسير المجهول وربط الأحداث بمشاعر الخوف والتشكيك.
كما أشارت إلى أن مخالطة الأشخاص السلبيين لفترات طويلة قد تؤدي إلى تبني طباعهم دون وعي، فالبشر كائنات اجتماعية تتبادل الأفكار والمشاعر، تماما كما تتأثر اللغة والعادات عند الانتقال إلى بيئة جديدة.
كيف تنتقل الطاقة السلبية بين الأشخاص؟
توضح الدكتورة فيروز، أن كل شخص لديه هالة طاقية أو مجال مغناطيسي يحيط به، وبسبب التفاعل المستمر مع الآخرين، يتم تبادل هذه الطاقات بشكل غير واع.
بعض الفئات تكون أكثر عرضة للتأثر بهذه الطاقات، مثل الأشخاص الذين يمرون بتغيرات هوياتية، مثل المراهقين وأزمة منتصف العمر، والأشخاص الذين عاشوا صدمات نفسية أو كوارث، حيث يكونون في حالة ضعف عاطفي تجعلهم أكثر تأثرا بالطاقة المحيطة بهم.
ومن أبرز المؤشرات التي تدل على تأثرك بطاقة شخص سلبي، الشعور بالإرهاق النفسي والجسدي دون سبب واضح، المزاج السيئ المستمر، وفقدان الرغبة في أداء المهام اليومية. وعلى المدى الطويل، قد يؤدي ذلك إلى تغيير في الشخصية، والشعور بعدم وضوح الهوية.
أما الأشخاص الذين يُعرفون بـ"مصاصي الطاقة"، فهم أولئك الذين يستنزفون طاقة الآخرين من خلال نشر الشكوى المستمرة، النقد السلبي، أو إثارة المشاعر السلبية، مما يترك الآخرين في حالة من الإنهاك العاطفي بعد التفاعل معهم.
كيف نحمي أنفسنا من الطاقة السلبية؟
تؤكد الدكتورة فيروز، أن الحماية تبدأ بالوعي بأنماط الأشخاص المحيطين بنا، وتقييمهم بناء على أفعالهم وسلوكياتهم، وليس فقط على كلامهم.
ومن الإستراتيجيات المهمة أيضا، تذكر الاختصاصية فيروز: التحصين النفسي ويتم من خلال تطوير مشاعر الطمأنينة والتوكل، وعدم السماح للأخبار السلبية أو الأحداث المحبطة بالتأثير على الحالة الداخلية. والتفريغ الطاقي حيث يوجد عدة تقنيات للتخلص من الطاقة السلبية، أهمها:
• التأريض: مثل المشي حافي القدمين على التراب أو العشب.
• الاستحمام بالملح: حيث يعتقد البعض أن أنواعا معينة من الملح تساعد في امتصاص الطاقة السلبية.
• استخدام البخور واللبان: وهي طرق قديمة يُقال إنها تساعد في تنظيف الهالة الطاقية.
• الرقية الشرعية وقراءة الأذكار: إذ يؤمن البعض بأن قراءة سور معينة بعدد محدد يمكن أن تحصن النفس.
• التأمل والتنفس العميق: حيث تعدّ تقنيات التنفس من أقوى الأدوات التي تساعد في التخلص من التوتر وإعادة التوازن للطاقة.
• الحجامة: يُعتقد أنها تساعد في تخفيف المشاعر السلبية وتنظيف الجسم من الطاقات المتراكمة.
ألوان وأحجار وزيوت لتعزيز الطاقة الإيجابية
هناك بعض العوامل التي قد تساهم في رفع الطاقة الإيجابية، مثل: الألوان حيث يُقال إن الألوان الفاتحة والمشرقة تعزز الحالة المزاجية. والأحجار الكريمة مثل العقيق، الكوارتز، والأماتيست، والتي يعتقد بعض الناس أنها تساعد في تنقية الطاقة. وأيضا الزيوت العطرية حيث أثبتت بعض الدراسات أن زيت اللافندر، على سبيل المثال، يساعد في تخفيف التوتر وتحفيز الاسترخاء.
تأثير الطاقة السلبية
على الصحة النفسية
وفي حديثه لـ "الغد"، أوضح الدكتور حسن صباريني، رئيس قسم الإرشاد النفسي في جامعة اليرموك، أن الطاقة السلبية تعدّ من العوامل التي تؤثر بشكل مباشر على الصحة النفسية، حيث تجعل الفرد أكثر عرضة للاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب، وتحدّ من قدرته على التفكير الإيجابي واتخاذ القرارات السليمة.
وأشار إلى أن الأشخاص الذين يعيشون وسط بيئة سلبية، سواء في المنزل أو العمل، قد يكونون أكثر عرضة لاكتساب هذه الطاقة والتأثر بها، لا سيما إذا كان المحيطون بهم ينشرون مشاعر الإحباط والتشاؤم باستمرار.
وبيّن أن التعرض المستمر للطاقة السلبية قد يؤدي إلى انخفاض مستوى الرضا عن الحياة، وزيادة الشعور بالإرهاق النفسي والتوتر المزمن، مما ينعكس سلبا على الأداء اليومي والعلاقات الاجتماعية.
وأوضح الدكتور صباريني أن الطاقة السلبية لا تقتصر على الشعور الداخلي للفرد، بل قد تمتد لتؤثر على من حوله، حيث يمكن أن تنتقل هذه المشاعر عبر التفاعل اليومي، مما يخلق بيئة مشحونة تؤثر على الجميع.
كما أشار إلى أن بعض الدراسات النفسية أكدت أن التعرض المستمر للطاقة السلبية قد يؤثر على الجهاز المناعي للجسم، مما يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض جسدية مرتبطة بالتوتر مثل الصداع المزمن، واضطرابات الجهاز الهضمي، وأمراض القلب.
ويظهر الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة بمؤشرات واضحة، مثل التشاؤم المستمر، الميل إلى النقد الدائم، انعدام المبادرة، وانخفاض مستوى الحماس والطموح، بالإضافة إلى تغيرات سلوكية مثل الانسحاب الاجتماعي أو العصبية الزائدة.
وعن سبل مواجهة هذه التأثيرات، يؤكد الدكتور صباريني على أهمية بناء حصانة نفسية قائمة على الثقة بالنفس والوعي الذاتي، بالإضافة إلى تجنب الأشخاص ذوي التأثير السلبي، والحرص على تطوير مهارات التعامل مع الضغوط.
عادات صحية مثل الرياضة والتأمل
كما ينصح بممارسة العادات الصحية مثل الرياضة والتأمل، حيث تساعد هذه الأنشطة على تحسين الحالة المزاجية وتقليل التوتر. وتُعدّ ممارسة الامتنان والتفكير الإيجابي من الوسائل الفعالة في إعادة توجيه الطاقة نحو جوانب أكثر إشراقا في الحياة، مما يعزز الشعور بالراحة النفسية والتفاؤل.
الى ذلك؛ الاستفادة من الخدمات التي تقدمها مراكز الإرشاد النفسي، حيث يمكن للفرد الحصول على الدعم النفسي والاستشارات التي تساعده في إدارة مشاعره والتعامل مع التحديات بطريقة أكثر توازنا.
وفي ظل التأثير المتزايد لوسائل التواصل الاجتماعي، يلفت الدكتور صباريني إلى أن هذه المنصات أصبحت مصدرا رئيسا للطاقة السلبية في حياة الكثيرين، حيث تؤثر المحتويات السلبية والمقارنات المستمرة مع الآخرين على الصحة النفسية.
وقد أظهرت بعض الأبحاث أن الاستخدام المفرط لهذه الوسائل يرتبط بارتفاع معدلات القلق والاكتئاب، خاصة لدى الشباب والمراهقين. لذلك فإن استخدام هذه الوسائل بوعي، والحد من التعرض للمحتويات السلبية، يمكن أن يساهم بشكل كبير في الحفاظ على التوازن النفسي وتعزيز الطاقة الإيجابية.
كيف تؤثر هذه الطاقة على حياتنا، وكيف نحمي أنفسنا منها؟
نعيش في عالم مليء بالتحديات والضغوط، مما يجعلنا محاطين بأشخاص تختلف مشاعرهم وطاقاتهم. بعضهم يمنحنا الدعم والتحفيز، بينما يحمل آخرون طاقة سلبية قد تؤثر علينا دون أن ندرك.
فالأشخاص الذين يعتادون على التذمر المستمر، التشاؤم، ونشر الإحباط يمكن أن ينقلوا هذه المشاعر لمن حولهم، مما يؤدي إلى انخفاض المعنويات والشعور بالإرهاق النفسي.
وتظهر الشخصية السامة بوضوح في حياة الكثيرين، حيث يكون موقفها دائما سلبيا، تنشر اليأس وتقلل من قيمة النجاحات، مما يستنزف طاقة الآخرين النفسية والعاطفية.
مثل هؤلاء الأشخاص يجعلونك تشعر بالذنب حتى دون أن ترتكب أي خطأ.
لذلك، من الضروري التخلص من "مصاصي الطاقة" الذين يتغذون على الإيجابية ويحولونها إلى تشاؤم وإحباط. لا يجب قبول السلوكيات السامة مهما كانت الظروف، لأن تأثيرها لا يقتصر على اللحظة، بل يمتد ليؤثر على راحة الإنسان وسلامه الداخلي.
استنزاف لطاقة الآخر
لم تكن ليلى، الطالبة الطموحة والمليئة بالحياة، تتوقع أن دخول شخص واحد إلى حياتها سيغيرها بهذا الشكل الجذري. كانت تدرس التخصص الذي تحبه، تضع أهدافا واضحة لمستقبلها، وتملأ يومها بالإنجازات، معروفة بين أصدقائها بروحها المرحة وطاقتها الإيجابية.
لكن كل ذلك بدأ يتلاشى تدريجيا عندما دخل حياتها شخص رأته في البداية مميزا، واعتقدت أنه يكملها. لم تكن تدرك أن هذا الشخص سيصبح مصدر استنزاف لطاقة حياتها، وأن تأثيره السلبي سيتغلغل في تفاصيل يومها دون أن تلاحظ.
تقول ليلى إنه في البداية، كنت أعتقد أنني قادرة على تغيير طريقة تفكيره، وكنت أقول لنفسي إنه فقط يحتاج إلى الدعم. لكنه لم يكن مجرد شخص متشائم، بل كان يغرق في السلبية، يرفض كل شيء، "يستهزئ بأحلامي، ويشعرني دائما أن لا شيء يستحق المحاولة".
مع مرور الوقت، بدأت ليلى تشعر أنها تفقد شغفها بالحياة. أصبح يسلط الضوء على العيوب بدلا من المزايا، يعبر عن قلقه المستمر، ويشكك في قراراتها وطموحاتها، مما جعلها تفقد الثقة بنفسها شيئا فشيئا.
لحسن الحظ، قررت ليلى أن تبدأ رحلتها نحو التعافي. ابتعدت عن العلاقة السامة، وأخذت وقتا لتكتشف ذاتها من جديد. عادت لممارسة أنشطتها المفضلة، تواصلت مع أصدقائها الحقيقيين، وركزت على دراستها ومستقبلها. في البداية، كان الأمر صعبا، لكنها تدريجيا استعادت توازنها النفسي واكتشفت قوتها الداخلية.
تختم ليلى قصتها قائلة: اليوم، أستطيع أن أقول إنني تعافيت. لقد تعلمت أنني يجب أن أكون قوية في مواجهة السلبية وألا أسمح لأي شخص بأن يستنزف طاقتي.
التأثير العميق للطاقة السلبية
تؤثر الطاقة السلبية على حياتنا بطرق قد لا ندركها في البداية، لكنها تمتد لتشمل صحتنا النفسية والجسدية وسلوكياتنا اليومية. وفقا لرأي المستشارة الدكتورة مرام بني مصطفى، فإن الشخص السلبي هو الذي يرى العالم بنظرة تشاؤمية، يركز على المشكلات بدلا من الحلول، وينشر الطاقة المحبطة لمن حوله.
مثل هؤلاء الأشخاص غالبا ما يكونون كثيري التذمر، يبالغون في الشعور بالظلم، ويلعبون دور الضحية، مما يجعلهم مصدر ضغط نفسي لمن يتعامل معهم.
وتضيف الدكتورة أن التعرض المستمر لهذه الطاقة يمكن أن يترك أثرا نفسيا عميقا، حيث يؤدي إلى الإحباط، فقدان الدافعية، انخفاض المزاج، القلق المستمر، والتوتر العاطفي.
كما أكدت أن بعض الأشخاص أكثر عرضة للتأثر من غيرهم، خاصة الحساسين والعاطفيين الذين يمتصون مشاعر الآخرين بسهولة ويعيشون التجربة وكأنها جزء من واقعهم. ومع الوقت، قد تتحول هذه المشاعر إلى عبء ثقيل يضعف تقدير الذات ويؤدي إلى حالة من الإرهاق النفسي.
ولا تقتصر التأثيرات على الجانب النفسي فقط، بل تمتد إلى الصحة الجسدية، حيث يمكن أن يؤدي التعامل المستمر مع الطاقة السلبية إلى ظهور أعراض جسدية واضحة مثل الصداع، آلام المعدة، اضطرابات النوم، آلام العضلات، والإرهاق المزمن. فالتوتر المستمر يضع الجسم في حالة تأهب دائمة، مما يؤثر على الجهاز العصبي ويؤدي إلى مشكلات صحية طويلة الأمد. وفق المستشارة بني مصطفى
أما البيئة، فهي تلعب دورا حاسما في تشكيل طريقة تفكير الإنسان وشعوره وسلوكياته. الشخص الذي يعيش في بيئة مشحونة بالسلبية يصبح أكثر ميلا للتشاؤم، وقد يبدأ دون وعي في تبني نفس الأفكار والسلوكيات.
لذلك، تؤكد الدكتورة بني مصطفى على أهمية الوعي بهذه التأثيرات ووضع حدود واضحة عند التعامل مع الأشخاص السلبيين، مع الحرص على تعزيز الطاقة الإيجابية من خلال ممارسة أنشطة تبعث على الراحة النفسية، مثل التأمل، الرياضة، والتفاعل مع الأشخاص الداعمين والمحفزين ، فكلما كنا أكثر وعيا بكيفية تأثير المحيط علينا، أصبحنا أكثر قدرة على الحفاظ على توازننا النفسي والعاطفي.
دور علم الطاقة بفهم الطاقة السلبية
وفي حديثها لـ"الغد"، أوضحت خبيرة الطاقة الدكتورة فيروز مصطفى، أن الطاقة السلبية ليست مجرد شعور داخلي، بل هي ترددات وموجات تنشأ نتيجة تراكم المشاعر والأفكار السلبية في العقل الباطن، مما يجعلها تؤثر على هالة الشخص وتنعكس على سلوكه وتفاعلاته مع الآخرين.
بحسب الخبيرة فيروز، فإن بعض الأشخاص يمتلكون طاقة سلبية يمكن أن تؤثر على من حولهم، وتختلف قابلية الأشخاص للتأثر بهذه الطاقة وفقا لحالتهم النفسية، فالأشخاص الذين يمرون بأزمات وصدمات يكونون أكثر عرضة لاستقبال الطاقة السلبية، نظرا لأن العقل اللاواعي لديهم يسعى إلى تفسير المجهول وربط الأحداث بمشاعر الخوف والتشكيك.
كما أشارت إلى أن مخالطة الأشخاص السلبيين لفترات طويلة قد تؤدي إلى تبني طباعهم دون وعي، فالبشر كائنات اجتماعية تتبادل الأفكار والمشاعر، تماما كما تتأثر اللغة والعادات عند الانتقال إلى بيئة جديدة.
كيف تنتقل الطاقة السلبية بين الأشخاص؟
توضح الدكتورة فيروز، أن كل شخص لديه هالة طاقية أو مجال مغناطيسي يحيط به، وبسبب التفاعل المستمر مع الآخرين، يتم تبادل هذه الطاقات بشكل غير واع.
بعض الفئات تكون أكثر عرضة للتأثر بهذه الطاقات، مثل الأشخاص الذين يمرون بتغيرات هوياتية، مثل المراهقين وأزمة منتصف العمر، والأشخاص الذين عاشوا صدمات نفسية أو كوارث، حيث يكونون في حالة ضعف عاطفي تجعلهم أكثر تأثرا بالطاقة المحيطة بهم.
ومن أبرز المؤشرات التي تدل على تأثرك بطاقة شخص سلبي، الشعور بالإرهاق النفسي والجسدي دون سبب واضح، المزاج السيئ المستمر، وفقدان الرغبة في أداء المهام اليومية. وعلى المدى الطويل، قد يؤدي ذلك إلى تغيير في الشخصية، والشعور بعدم وضوح الهوية.
أما الأشخاص الذين يُعرفون بـ"مصاصي الطاقة"، فهم أولئك الذين يستنزفون طاقة الآخرين من خلال نشر الشكوى المستمرة، النقد السلبي، أو إثارة المشاعر السلبية، مما يترك الآخرين في حالة من الإنهاك العاطفي بعد التفاعل معهم.
كيف نحمي أنفسنا من الطاقة السلبية؟
تؤكد الدكتورة فيروز، أن الحماية تبدأ بالوعي بأنماط الأشخاص المحيطين بنا، وتقييمهم بناء على أفعالهم وسلوكياتهم، وليس فقط على كلامهم.
ومن الإستراتيجيات المهمة أيضا، تذكر الاختصاصية فيروز: التحصين النفسي ويتم من خلال تطوير مشاعر الطمأنينة والتوكل، وعدم السماح للأخبار السلبية أو الأحداث المحبطة بالتأثير على الحالة الداخلية. والتفريغ الطاقي حيث يوجد عدة تقنيات للتخلص من الطاقة السلبية، أهمها:
• التأريض: مثل المشي حافي القدمين على التراب أو العشب.
• الاستحمام بالملح: حيث يعتقد البعض أن أنواعا معينة من الملح تساعد في امتصاص الطاقة السلبية.
• استخدام البخور واللبان: وهي طرق قديمة يُقال إنها تساعد في تنظيف الهالة الطاقية.
• الرقية الشرعية وقراءة الأذكار: إذ يؤمن البعض بأن قراءة سور معينة بعدد محدد يمكن أن تحصن النفس.
• التأمل والتنفس العميق: حيث تعدّ تقنيات التنفس من أقوى الأدوات التي تساعد في التخلص من التوتر وإعادة التوازن للطاقة.
• الحجامة: يُعتقد أنها تساعد في تخفيف المشاعر السلبية وتنظيف الجسم من الطاقات المتراكمة.
ألوان وأحجار وزيوت لتعزيز الطاقة الإيجابية
هناك بعض العوامل التي قد تساهم في رفع الطاقة الإيجابية، مثل: الألوان حيث يُقال إن الألوان الفاتحة والمشرقة تعزز الحالة المزاجية. والأحجار الكريمة مثل العقيق، الكوارتز، والأماتيست، والتي يعتقد بعض الناس أنها تساعد في تنقية الطاقة. وأيضا الزيوت العطرية حيث أثبتت بعض الدراسات أن زيت اللافندر، على سبيل المثال، يساعد في تخفيف التوتر وتحفيز الاسترخاء.
تأثير الطاقة السلبية
على الصحة النفسية
وفي حديثه لـ "الغد"، أوضح الدكتور حسن صباريني، رئيس قسم الإرشاد النفسي في جامعة اليرموك، أن الطاقة السلبية تعدّ من العوامل التي تؤثر بشكل مباشر على الصحة النفسية، حيث تجعل الفرد أكثر عرضة للاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب، وتحدّ من قدرته على التفكير الإيجابي واتخاذ القرارات السليمة.
وأشار إلى أن الأشخاص الذين يعيشون وسط بيئة سلبية، سواء في المنزل أو العمل، قد يكونون أكثر عرضة لاكتساب هذه الطاقة والتأثر بها، لا سيما إذا كان المحيطون بهم ينشرون مشاعر الإحباط والتشاؤم باستمرار.
وبيّن أن التعرض المستمر للطاقة السلبية قد يؤدي إلى انخفاض مستوى الرضا عن الحياة، وزيادة الشعور بالإرهاق النفسي والتوتر المزمن، مما ينعكس سلبا على الأداء اليومي والعلاقات الاجتماعية.
وأوضح الدكتور صباريني أن الطاقة السلبية لا تقتصر على الشعور الداخلي للفرد، بل قد تمتد لتؤثر على من حوله، حيث يمكن أن تنتقل هذه المشاعر عبر التفاعل اليومي، مما يخلق بيئة مشحونة تؤثر على الجميع.
كما أشار إلى أن بعض الدراسات النفسية أكدت أن التعرض المستمر للطاقة السلبية قد يؤثر على الجهاز المناعي للجسم، مما يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض جسدية مرتبطة بالتوتر مثل الصداع المزمن، واضطرابات الجهاز الهضمي، وأمراض القلب.
ويظهر الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة بمؤشرات واضحة، مثل التشاؤم المستمر، الميل إلى النقد الدائم، انعدام المبادرة، وانخفاض مستوى الحماس والطموح، بالإضافة إلى تغيرات سلوكية مثل الانسحاب الاجتماعي أو العصبية الزائدة.
وعن سبل مواجهة هذه التأثيرات، يؤكد الدكتور صباريني على أهمية بناء حصانة نفسية قائمة على الثقة بالنفس والوعي الذاتي، بالإضافة إلى تجنب الأشخاص ذوي التأثير السلبي، والحرص على تطوير مهارات التعامل مع الضغوط.
عادات صحية مثل الرياضة والتأمل
كما ينصح بممارسة العادات الصحية مثل الرياضة والتأمل، حيث تساعد هذه الأنشطة على تحسين الحالة المزاجية وتقليل التوتر. وتُعدّ ممارسة الامتنان والتفكير الإيجابي من الوسائل الفعالة في إعادة توجيه الطاقة نحو جوانب أكثر إشراقا في الحياة، مما يعزز الشعور بالراحة النفسية والتفاؤل.
الى ذلك؛ الاستفادة من الخدمات التي تقدمها مراكز الإرشاد النفسي، حيث يمكن للفرد الحصول على الدعم النفسي والاستشارات التي تساعده في إدارة مشاعره والتعامل مع التحديات بطريقة أكثر توازنا.
وفي ظل التأثير المتزايد لوسائل التواصل الاجتماعي، يلفت الدكتور صباريني إلى أن هذه المنصات أصبحت مصدرا رئيسا للطاقة السلبية في حياة الكثيرين، حيث تؤثر المحتويات السلبية والمقارنات المستمرة مع الآخرين على الصحة النفسية.
وقد أظهرت بعض الأبحاث أن الاستخدام المفرط لهذه الوسائل يرتبط بارتفاع معدلات القلق والاكتئاب، خاصة لدى الشباب والمراهقين. لذلك فإن استخدام هذه الوسائل بوعي، والحد من التعرض للمحتويات السلبية، يمكن أن يساهم بشكل كبير في الحفاظ على التوازن النفسي وتعزيز الطاقة الإيجابية.
0 تعليق