على الرغم من التراجعات الحادة التي شهدها هذا الأسبوع، حقق الدولار أول مكسب أسبوعي منذ منتصف مارس/آذار، بعد أن منحت الصين بعض الإعفاءات من الرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية مما أثار الآمال في أن الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم ربما تكون أقرب إلى الانحسار.
وتلقت العملة الأمريكية ضربات قوية هذا الأسبوع بسبب تضارب الإشارات بشأن خفض التصعيد في العلاقات المتوترة بين واشنطن وبكين.
وأشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء: «لإمكانية تهدئة حرب الرسوم الجمركية المتبادلة وأكد أن هناك محادثات مباشرة تجري بالفعل».

إعفاء الواردات الأمريكية

وقالت شركات تلقت إخطارات بتغييرات، الجمعة: «إن الصين منحت بعض الإعفاءات من الرسوم الجمركية البالغة 125% على واردات أمريكية، وطلبت من الشركات تحديد سلع قد تكون مؤهلة للإعفاء من الرسوم».
وقال ترامب، في مقابلة مع مجلة تايم نُشرت الجمعة: «إن إدارته تُجري محادثات مع الصين لإبرام اتفاق بشأن الرسوم الجمركية، مضيفاً أن الرئيس الصيني شي جين بينغ اتصل به». لكن بكين لا تزال تُشكك في التوصيف الأمريكي للمحادثات.
وارتفع الدولار مقابل سلة من العملات بنحو 0.21%، الجمعة، محققاً مكسباً أسبوعياً متواضعاً 0.51% هو الأول منذ منتصف مارس/آذار.

اتجاه نحو التهدئة

وقالت فيونا سينكوتا، خبيرة استراتيجيات السوق في سيتي إندكس: «لا أعتقد أن أي شيء أصبح أوضح الآن، ولكن يبدو أنه لم يعد هناك أي تصعيد. يبدو أن الأمور تسير في الاتجاه المعاكس، بل يبدو أنها تتجه نحو التهدئة أكثر من التصعيد».
ومع ذلك، وحتى مع صدور بعض الإعفاءات، لم يكن هناك وضوح في الصورة الأكبر بما يكفي لعكس تحولات المستثمرين، بعيداً عن الدولار، بشكل كامل، حيث انخفض 4% منذ أن أعلن ترامب لأول مرة عن فرض الرسوم خلال ما أسماه «يوم التحرير» في الثاني من إبريل/ نيسان.
وقالت سينكوتا: «شهدنا هذا التراجع عن منطقة ذروة البيع. ولكن من السابق لأوانه بالتأكيد أن نفتح الباب أمام تعافي الدولار، فنحن لم نصل إلى هذه المرحلة بعد».
وارتفع الدولار 0.82% مقابل الين الياباني ليصل إلى 143.775 ين، وصعد 0.42% مقابل الفرنك السويسري ليصل إلى 0.82985 فرنك.
وانخفض اليورو 0.24% ليصل إلى 1.1363 دولار، بينما تراجع الجنيه الإسترليني 0.12% ليصل إلى 1.332 دولار، حتى بعد صدور أرقام مبيعات التجزئة البريطانية القوية بشكل غير متوقع.
وتسبب ترامب في موجة تراجع للدولار هذا الأسبوع عندما هدد بإقالة رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي جيروم باول لعدم خفضه أسعار الفائدة بالسرعة الكافية. وعاد الدولار للارتفاع يوم الثلاثاء عندما قال ترامب: «إنه لم يكن ينوي أبداً الاستغناء عن رئيس البنك المركزي». (رويترز)