loading ad...
في إطار التقلبات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الشديدة التي تمر بها المنطقة العربية، ونحن منها، وستبقى كذلك لفترة ليست قصيرة، وفي إطار الأفكار المتباينة التي تحملها الفئات والاحزاب والجمعيات ومنظمات المجتمع المدني وتيار العولمة ووسائط التواصل على أنواعها، فإن فئة الشباب والتي تكونّ 63 % من المجتمع الأردني لمن هم أقل من 30 سنة، هي الأكثر تأثراً بالتحولات الدولية والإقليمية من جانب والتيارات المجتمعية من جانب آخر. اضافة اعلان
وإذا أخذنا شريحة الشباب المبكر، أي بين 15 سنة إلى 24 سنة، والتي تكون 20 % من السكان أي ما يقرب من 2.4 مليون شاب وشابة، نجد أنها هي الفئة الأكثر حاجة للمساندة والمساعدة لتثبيت أقدامها على أرض صلبة من الوطنية والعلم والثقة بالنفس حتى لا تختطفها الأحداث، أو تغرر بها التيارات المتعصبة والمجموعات المتطرفة، أو تغرق في بحر الإهمال واللامبالاة.
ومن منظور اقتصادي فإن المشاركة الاقتصادية للشباب عموماً تقع لدينا في حدود 24 % (حيث يحظى الذكور بنسبة 33.5 % والاناث 9.6 %) بينما نجدها 47 % في أميركا للشباب بين 15 الى 24.
ومن هنا ولان الشباب هم من يصنعون المستقبل، ومن يحافظ على الإنجاز التراكمي للوطن ويضيفون إليه، فإن تأهيل الشباب لرسم المستقبل الشخصي الذي يحلم به كل فرد منهم، وتعزيز قدراتهم للتعامل مع متطلبات المستقبل من منظور وطني اقتصادي سياسي اجتماعي تصبح ضرورة قصوى بسبب المستجدات التي يشهدها العالم كل يوم وخاصة في المجالات التعليمية والتكنولوجية والعلمية والتوظيفية والمناخية. هذا إضافة إلى تقلبات المنطقة التي يصعب التنبؤ بما ستنتهي إليه. كل ذلك يستدعي التركيز على عدد من المداخل التي يجب أن تكون أركانا رئيسية في برامج التمكين الشبابي وربما على النحو التالي:
اولاً: المسألة الوطنية. ذلك أن الشباب بحاجة إلى استيعاب المسألة الوطنية في فصولها المختلفة والتفاعل معها منذ الصغر وحتى النضج التام. وهذا الاستيعاب ينبغي أن يقوم على الانخراط في العمل والاستكشاف والممارسة والمشاركة التي توصل إلى الاقتناع الكامل بل المطلق بالمكانة السامية للوطن بكل مكوناته من قيادة ومجتمع ومؤسسات ونظام وادارة.
ثانياً: الإصلاح والتغيير تمكين الشباب من تفهم الآليات المجدية في الإصلاح والتغيير، وهي العمل مع الآخرين في إطار القانون، والدفع من خلال مؤسسات الدولة نحو الطموحات التي قد يتطلع اليها أو يحلم بها الشباب، مع المحافظة الدائمة على سلامة الدولة وانتظام أعمالها. بمعنى ان تجري التغييرات والإضافات بل والإصلاحات دون تعطيل ماكنة الدولة بمؤسساتها تحت أي عذر مهما كان.
ثالثاً: حقوق الإنسان والمواطنة فالشباب بحاجة إلى التفهم العميق للمواطنة من منظور الحقوق والواجبات والتكافؤ والمساواة والعدل والإنصاف، والتمرن على ممارسة كل ذلك من خلال عمل الفريق والنشاط الجمعي وخدمة المجتمع، والتعامل مع البيئة الوطنية بكل فيها وبكل مكوناتها.
رابعاً: التسامح فالظروف التي تمر بها المنطقة والمحاولات البائسة التي تساهم فيها قوى أجنبية، بما فيها الكيان الصهيوني، لتفتيت أو تفكيك المجتمع من خلال النعرات الدينية والطائفية والجهوية والعرقية والماضوية، كل ذلك يجعل تربية الشباب على التسامح والتمكن من ممارسته بكل انفتاح مسألة ذات أهمية كبيرة. التسامح بمعنى الاعتراف الطبيعي بحقوق الآخر والنظر إلى الاختلاف باعتباره مجرد تنوع وليس تضاد، سواء في الفكر أو الرأي أو الثقافة أو المعتقد .
خامساً: مهارات الريادية والمشاريع فلا يجوز أن ينتظر الشاب أو الشابة سنوات حتى يجد وظيفة جاهزة لدى دائرة حكومية أو شركة خاصة. ومثل هذا الانتظار هو واحد من الأسباب التي رفعت بنسبة البطالة لدينا لتكون 21.4 %. وهي نسبة بالغة الارتفاع وتتعدى 3 أضعاف المتوسط العالمي للبطالة. إن مهارات الريادية وإدارة المشاريع الصغيرة يجب أن تصبح ركنا ثابتا في التعليم والتدريب والتأهيل والتكنولوجيا الحديثة في المراحل المختلفة. لتقترن بتمكين الشاب أو الشابة من الانطلاق بمشروعه بنفسه. وهذا يفسر لماذا ترتفع مشاركة الشباب في دول كثيرة مثل أوروبا وأميركا وشرق آسيا. ذلك بسبب تمكنهم من الريادية وابتكار المشاريع بينما تنخفض المشاركة في المنطقة العربية عموما ولدينا بشكل خاص بسبب ثقافة الوظيفية الجاهزة.
سادساً: الإبداع والابتكار لقد اصبحت المهارة والإبداع والابتكار تمثل السمة الرئيسية للقرن الحادي والعشرين أي للحاضر والمستقبل. وهذه آفاق لا حدود لها. غير انها بحاجة إلى التأهيل والتوجيه والتمرس والدفع باتجاه الاهتمام بهذا الشأن، حتى يستطيع الشاب والشابة أن يتفاعلا مع محيطهما الخاص
ومحيطهم العام ويطلقا ما لديهما من تعلم لتوظيف منجزات العلم والتكنولوجيا. سابعاً: المهارات الرقمية التي أصبحت تغطي كل منحى من مناحي الحياة. والتمكين هنا ينبغي أن يكون من مداخل تطبيقية عملية دون الغوص في فضاء التواكلية الإلكترونية الرقمية مثل اللجوء إلى الذكاء الاصطناعي قبل اجتياز التعليم وإتقان التعلم.
ثامناً: مهارة صنع الأشياء حيث يفتقد معظم الشباب لدينا القدرة على أن يصنعوا الأشياء التي يفكرون بها أو حتى يصنعون نماذج أولية لها. ومن هنا فإن تمكين الشباب من هذه المهارة سوف يساعد على كسر الحاجز بين الرؤية النظرية والواقع العملي.
وأخيراً فإن مسؤولية تمكين الشباب بما تقدم إضافة إلى اللغات والتفاعل الاجتماعي هي مسؤولية المدرسة والجامعة والمؤسسات الشبابية والثقافية
والإعلامية وبشكل أساسي الإدارة العامة للدولة. كما أن مشاركة القطاع الخاص من خلال التشبيك الفعال مع المؤسسات الشبابية والتعليمية لها دور أساسي. ان صنع المستقبل يقوم به الشباب المتمكن من مهارات العصر حين يتفاعلون معها في وقت مبكر وبالأسلوب الصحيح القائم على الوطنية والعلم والعقل المستنير والثقة بالدولة والحرص على مؤسساتها.
وإذا أخذنا شريحة الشباب المبكر، أي بين 15 سنة إلى 24 سنة، والتي تكون 20 % من السكان أي ما يقرب من 2.4 مليون شاب وشابة، نجد أنها هي الفئة الأكثر حاجة للمساندة والمساعدة لتثبيت أقدامها على أرض صلبة من الوطنية والعلم والثقة بالنفس حتى لا تختطفها الأحداث، أو تغرر بها التيارات المتعصبة والمجموعات المتطرفة، أو تغرق في بحر الإهمال واللامبالاة.
ومن منظور اقتصادي فإن المشاركة الاقتصادية للشباب عموماً تقع لدينا في حدود 24 % (حيث يحظى الذكور بنسبة 33.5 % والاناث 9.6 %) بينما نجدها 47 % في أميركا للشباب بين 15 الى 24.
ومن هنا ولان الشباب هم من يصنعون المستقبل، ومن يحافظ على الإنجاز التراكمي للوطن ويضيفون إليه، فإن تأهيل الشباب لرسم المستقبل الشخصي الذي يحلم به كل فرد منهم، وتعزيز قدراتهم للتعامل مع متطلبات المستقبل من منظور وطني اقتصادي سياسي اجتماعي تصبح ضرورة قصوى بسبب المستجدات التي يشهدها العالم كل يوم وخاصة في المجالات التعليمية والتكنولوجية والعلمية والتوظيفية والمناخية. هذا إضافة إلى تقلبات المنطقة التي يصعب التنبؤ بما ستنتهي إليه. كل ذلك يستدعي التركيز على عدد من المداخل التي يجب أن تكون أركانا رئيسية في برامج التمكين الشبابي وربما على النحو التالي:
اولاً: المسألة الوطنية. ذلك أن الشباب بحاجة إلى استيعاب المسألة الوطنية في فصولها المختلفة والتفاعل معها منذ الصغر وحتى النضج التام. وهذا الاستيعاب ينبغي أن يقوم على الانخراط في العمل والاستكشاف والممارسة والمشاركة التي توصل إلى الاقتناع الكامل بل المطلق بالمكانة السامية للوطن بكل مكوناته من قيادة ومجتمع ومؤسسات ونظام وادارة.
ثانياً: الإصلاح والتغيير تمكين الشباب من تفهم الآليات المجدية في الإصلاح والتغيير، وهي العمل مع الآخرين في إطار القانون، والدفع من خلال مؤسسات الدولة نحو الطموحات التي قد يتطلع اليها أو يحلم بها الشباب، مع المحافظة الدائمة على سلامة الدولة وانتظام أعمالها. بمعنى ان تجري التغييرات والإضافات بل والإصلاحات دون تعطيل ماكنة الدولة بمؤسساتها تحت أي عذر مهما كان.
ثالثاً: حقوق الإنسان والمواطنة فالشباب بحاجة إلى التفهم العميق للمواطنة من منظور الحقوق والواجبات والتكافؤ والمساواة والعدل والإنصاف، والتمرن على ممارسة كل ذلك من خلال عمل الفريق والنشاط الجمعي وخدمة المجتمع، والتعامل مع البيئة الوطنية بكل فيها وبكل مكوناتها.
رابعاً: التسامح فالظروف التي تمر بها المنطقة والمحاولات البائسة التي تساهم فيها قوى أجنبية، بما فيها الكيان الصهيوني، لتفتيت أو تفكيك المجتمع من خلال النعرات الدينية والطائفية والجهوية والعرقية والماضوية، كل ذلك يجعل تربية الشباب على التسامح والتمكن من ممارسته بكل انفتاح مسألة ذات أهمية كبيرة. التسامح بمعنى الاعتراف الطبيعي بحقوق الآخر والنظر إلى الاختلاف باعتباره مجرد تنوع وليس تضاد، سواء في الفكر أو الرأي أو الثقافة أو المعتقد .
خامساً: مهارات الريادية والمشاريع فلا يجوز أن ينتظر الشاب أو الشابة سنوات حتى يجد وظيفة جاهزة لدى دائرة حكومية أو شركة خاصة. ومثل هذا الانتظار هو واحد من الأسباب التي رفعت بنسبة البطالة لدينا لتكون 21.4 %. وهي نسبة بالغة الارتفاع وتتعدى 3 أضعاف المتوسط العالمي للبطالة. إن مهارات الريادية وإدارة المشاريع الصغيرة يجب أن تصبح ركنا ثابتا في التعليم والتدريب والتأهيل والتكنولوجيا الحديثة في المراحل المختلفة. لتقترن بتمكين الشاب أو الشابة من الانطلاق بمشروعه بنفسه. وهذا يفسر لماذا ترتفع مشاركة الشباب في دول كثيرة مثل أوروبا وأميركا وشرق آسيا. ذلك بسبب تمكنهم من الريادية وابتكار المشاريع بينما تنخفض المشاركة في المنطقة العربية عموما ولدينا بشكل خاص بسبب ثقافة الوظيفية الجاهزة.
سادساً: الإبداع والابتكار لقد اصبحت المهارة والإبداع والابتكار تمثل السمة الرئيسية للقرن الحادي والعشرين أي للحاضر والمستقبل. وهذه آفاق لا حدود لها. غير انها بحاجة إلى التأهيل والتوجيه والتمرس والدفع باتجاه الاهتمام بهذا الشأن، حتى يستطيع الشاب والشابة أن يتفاعلا مع محيطهما الخاص
ومحيطهم العام ويطلقا ما لديهما من تعلم لتوظيف منجزات العلم والتكنولوجيا. سابعاً: المهارات الرقمية التي أصبحت تغطي كل منحى من مناحي الحياة. والتمكين هنا ينبغي أن يكون من مداخل تطبيقية عملية دون الغوص في فضاء التواكلية الإلكترونية الرقمية مثل اللجوء إلى الذكاء الاصطناعي قبل اجتياز التعليم وإتقان التعلم.
ثامناً: مهارة صنع الأشياء حيث يفتقد معظم الشباب لدينا القدرة على أن يصنعوا الأشياء التي يفكرون بها أو حتى يصنعون نماذج أولية لها. ومن هنا فإن تمكين الشباب من هذه المهارة سوف يساعد على كسر الحاجز بين الرؤية النظرية والواقع العملي.
وأخيراً فإن مسؤولية تمكين الشباب بما تقدم إضافة إلى اللغات والتفاعل الاجتماعي هي مسؤولية المدرسة والجامعة والمؤسسات الشبابية والثقافية
والإعلامية وبشكل أساسي الإدارة العامة للدولة. كما أن مشاركة القطاع الخاص من خلال التشبيك الفعال مع المؤسسات الشبابية والتعليمية لها دور أساسي. ان صنع المستقبل يقوم به الشباب المتمكن من مهارات العصر حين يتفاعلون معها في وقت مبكر وبالأسلوب الصحيح القائم على الوطنية والعلم والعقل المستنير والثقة بالدولة والحرص على مؤسساتها.
0 تعليق