كيف وقع رئيس أركان جيش الاحتلال في فخ نصبه لنفسه؟

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
غزة الاحتلال

السبيل- أكد مسؤول عسكري سابق بجيش الاحتلال الإسرائيلي، أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، وقع في الفخ الذي نصبه لنفسه، عندما فضّل الإدلاء بتصريح كان يعلم مسبقاً أنه غير قادر على تنفيذه، عندما صرح أنه سيهزم حماس، حتى يُنظر إليه على أنه رئيس أركان هجومي، وبالتالي يتم انتخابه لهذا المنصب ويكون لديه لغة مشتركة مع المستوى السياسي.

وقال اللواء احتياط في جيش الاحتلال إسحاق بريك، والذي شغل مناصب رفيعة في جيش الاحتلال: إنه في نقاش مجلس الوزراء الإسرائيلي الذي عقد في 22 أبريل/نيسان 2025، انتقد وزير المالية اليميني بتسلئيل سموتريتش رئيس الأركان بسبب مماطلة وتخبط الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، وطالبه بالتحرك بقوة يحتل فيها الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ويقيم حكومة عسكرية هناك، مما يؤدي إلى انهيار حماس، أو أنه سيغادر منصبه.

وأضاف بريك: “ليس لدي أي فكرة عما كان سيكون رد فعل رئيس الأركان، إن كان له رد فعل، ولكنني مقتنع أن رئيس الأركان أدرك في تلك اللحظة أنه نصب لنفسه فخاً عندما أعلن عند توليه منصبه أنه على عكس سلفه، سوف يهزم حماس، ويقيم حكومة عسكرية، ويؤدي إلى استبدال حكومة حماس. والآن يواجه موقفًا يتوجب عليه فيه سداد الفاتورة، وهو غير قادر على فعل ذلك.

وتابع: “بدلاً من عرض حقيقة أن الجيش الإسرائيلي يجب أن يخضع لإعادة بناء فورية، وأنه في وضعه الحالي غير قادر على النجاح في هزيمة حماس وإقامة حكومة عسكرية في قطاع غزة، كما لم يتمكن الجيش من القيام بذلك في العام والنصف الماضيين، فضل رئيس الأركان الإدلاء ببيان كان يعلم مسبقًا أنه غير قادر على تنفيذه، حتى يُنظر إليه على أنه رئيس أركان هجومي، وبالتالي يتم انتخابه لهذا المنصب ويكون لديه لغة مشتركة مع المستوى السياسي. ولكن كما نعلم جميعا، في النهاية يتم الكشف عن الحقيقة، مما يضع رئيس الأركان في موقف مستحيل بالنسبة له. من ناحية، فهو يفهم أنه يجب عليه أن يفي بوعده، ولكن من ناحية أخرى، فهو يفهم أن الجيش غير قادر على القيام بذلك”.

ورأى بريك أن رئيس الأركان ما زال لا يفهم أنه إذا فشل الجيش، في إخضاع حماس فإن المسؤولية سوف تقع عليه وعلى الجيش. وسيقول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأصدقاؤه للجمهور الإسرائيلي، إنهم وثقوا بكلام رئيس الأركان في بداية ولايته، والذي ادعى أنه سيكون قادرا على هزيمة حماس، على عكس سلفه.

ملف فشل

ورأى بريك، أن كلام سموتريتش، لرئيس الأركان في الحكومة، والصمت التام من جانب نتنياهو إزاء كلام سموتريتش الخطير، يشهدان أمام أكثر من ألف شاهد على أن هذه المجموعة بدأت بإعداد ملف الفشل الذي سيُلقى بالكامل على عاتق رئيس الأركان إيال زامير.

وقال المسؤول العسكري الإسرائيلي إنه لهزيمة حماس، وإقامة حكومة عسكرية، واستبدال حكمها، يتعين على الجيش البري أن يكون أكبر بعدة فرق أخرى. إن تقليص ستة فرق من هيكل القوة خلال العشرين سنة الماضية أدى إلى وضع حيث أصبح حجم الجيش البري اليوم حوالي ثلث حجمه قبل عشرين سنة، وهذا لا يسمح له بالبقاء في الأماكن التي احتلها، حيث لا توجد وحدات احتياطية يمكنها أن تحل محل القوات المقاتلة.

وأوضح أنه بما أنه من غير الممكن إشراك الجنود في قتال لا ينتهي ودون خيار، فقد تحول الجيش الإسرائيلي إلى أسلوب الغارات، وهذا ليس خيارا طوعيا، إذ أن أسلوب الغارات يسمح للجنود بالتوقف عن القتال والراحة، لكنه لا يسمح لهم بالفوز في الحرب، حيث عادت حماس مرارا وتكرارا إلى نفس الأماكن التي احتلها الجيش ثم هجرها. وكانت المشكلة الحرجة الأخرى التي تواجه الجيش هي تدمير الأنفاق.

وأضاف أنه بما أن الجيش الإسرائيلي كان لديه لسنوات عديدة مفهوم مفاده أنه لن تكون هناك حرب في غزة بمعنى احتلال القطاع، فقد توقفت جميع الخطط لتطوير وسائل لتفجير مئات الكيلومترات من الأنفاق، ولم يكن لديه مخزون من الشحنات اللازمة لتفجير تلك الأنفاق. بالإضافة إلى كل هذا، لم يتم إنشاء وحدات احترافية إضافية قادرة على تدمير مئات الكيلومترات من الأنفاق، والقوة الموجودة هي بمثابة قطرة في محيط، ولذلك خلال عام ونصف من الحرب تم تفجير أقل من 10% من الأنفاق.

وأكد أنه على النقيض من المرة السابقة، فإن العودة إلى القتال في غزة متعمدة، بهدف الحفاظ على حكم بنيامين نتنياهو. وهذا يعني أن جميع القتلى والجرحى في صفوف قواتنا، وكذلك قتلى الأسرى في الأنفاق، سوف تقع مسؤوليتها المباشرة على عاتق أولئك الذين قرروا مواصلة الحرب، مع علمهم بأنهم لا يستطيعون هزيمة حماس في ظل الوضع الحالي للجيش، وكل جندي قتيل أو جريح من الجيش وكل شخص مأسور يموت في الأنفاق سيكون مسؤوليتهم، وسوف يتحملون اللوم والعار والعار إلى نهاية أيامهم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق