أكد وزير الإعلام الباكستاني عطا الله تارار أن بلاده على استعداد تام لإجراء تحقيق محايد ومستقل بشأن الهجوم الذي وقع في منطقة باهالجام بكشمير، والذي حاولت الهند تحميل باكستان مسؤوليته دون تقديم أي دليل ملموس. وقال تارار في لقاء تلفزيوني عبر برنامج "سنتر ستيج" إن الهند اختلقت رواية الحادث لتحقيق أهداف سياسية داخلية.
وأضاف أن مكان وقوع الهجوم يبعد نحو 500 كيلومتر عن الحدود الباكستانية، ما يجعل اتهام باكستان أمرًا غير منطقي. وشدد على أن بلاده حريصة على كشف الحقيقة عبر تحقيق شفاف يشمل جميع الأطراف المعنية، داعيًا المجتمع الدولي إلى دعم هذا التوجه لضمان العدالة.
فشل استخباراتي هندي ومحاولة للتلاعب بالرأي العام
وصف الوزير الحادث بأنه فشل استخباراتي ذريع للسلطات الهندية، مشيرًا إلى أن الهند تسعى لاستغلال الحادث لإخفاء إخفاقاتها الأمنية أمام شعبها. وأكد أن الهند اعتادت اختلاق سيناريوهات مشابهة لتبرير سياساتها الداخلية والخارجية، معتبرًا أن الحملة الدعائية التي شنتها ضد باكستان هذه المرة باءت بالفشل أمام العالم.
وأشار إلى أن الصوت المرتفع في الداخل الهندي، والانتقادات الموجهة للحكومة هناك، تثبت أن محاولة توريط باكستان لم تقنع حتى الرأي العام الهندي نفسه.
تحذير من تعليق اتفاقية نهر السند
في سياق متصل، حذر تارار من أن باكستان لن تقف مكتوفة الأيدي إذا ما حاولت الهند تعليق العمل باتفاقية مياه نهر السند، مشددًا على أن هذه الاتفاقية لا يمكن إنهاؤها أو تعطيلها من طرف واحد، كونها معاهدة دولية ملزمة قانونًا.
وأوضح أن باكستان تحتفظ بكل الخيارات للرد على أي تجاوزات هندية، بما في ذلك الخيار العسكري إذا تطلب الأمر حماية حقوقها المائية. وأكد أن رئيس الوزراء الباكستاني قد أوضح بجلاء أن بلاده سترد بقوة على أي محاولة للمساس بحقوقها السيادية.
التأكيد على الوحدة الوطنية والدعم الكامل للجيش
وتطرق الوزير إلى أهمية التماسك الوطني في هذه المرحلة الحساسة، مؤكداً أن الشعب الباكستاني بكل أطيافه يقف صفًا واحدًا خلف قواته المسلحة في الدفاع عن الوطن. وقال: "نحن متحدون كأمة واحدة، ولسنا منقسمين إلى جماعات"، معربًا عن ثقته في قدرة باكستان على التصدي لأي تهديد أو محاولة ابتزاز سياسي من قبل الهند.
وشدد على أن الوحدة الداخلية تمثل الدرع الحقيقي لمواجهة أي عدوان خارجي أو محاولات لزعزعة استقرار البلاد.
الهند متورطة في الإرهاب دوليًا
وفي حديثه عن سجل الهند في دعم الإرهاب، أكد تارار أن باكستان تمتلك أدلة دامغة على تورط نيودلهي في تنفيذ عمليات إرهابية داخل الأراضي الباكستانية وخارجها. واستشهد باعتقال الجاسوس الهندي كولبوشان ياداف، الذي ضبط متورطًا في أنشطة إرهابية داخل باكستان.
كما أشار إلى تورط الهند في حوادث إرهابية في دول أخرى، مثل كندا، حيث قدمت السلطات الكندية أدلة واضحة على تورط عملاء هنود في اغتيال مواطنين من الجالية السيخية. وأضاف أن الهند تسعى دوماً لتقديم نفسها كضحية على الساحة الدولية بينما تمارس في الخفاء أنشطة عدائية تهدد الأمن والسلم العالميين.
دعوة للمجتمع الدولي
وفي ختام حديثه، دعا وزير الإعلام المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف واضح وحازم تجاه السياسات الهندية التي تهدد استقرار المنطقة برمتها. وأكد أن باكستان ستظل متمسكة بخيار السلام، ولكنها جاهزة للدفاع عن مصالحها بكل الوسائل المشروعة إذا اضطرت لذلك.
0 تعليق