أبريل 29, 2025 4:03 م
كاتب المقال : حازم عياد

أسوار القدس تسقط واحدة تلو الاخرى، سواء تلك الفلسطينية او العربية او الاسلامية او الدولية، فإغلاق قوات الاحتلال اليوم الثلاثاء مكتب صندوق ووقفية القدس الاهلية المستقلة بناء على توجيه من الوزير في حكومة الائتلاف ايتمار بن غفير، سبقه اغلاق مدارس وكالة الغوث الدولية (الاونروا) ومكاتبها؛ في مؤشر واضح على انهيار الدفاعات، وسهولة تفكيكها مهما علا وسما مركزها.
صباح اليوم الثلاثاء لم يعد استثنائيا المزيد من التفكيك والتحلل والمزيد من اعلام الاحتلال التي تخفي الاسورار خلفها، المزيد من الاقتحامات لباحات المسجد الاقصى بمشاركة 300 من المستوطنين، ليتفوق عددهم يوما بعد الآخر على عدد المصلين والعاملين في الحرم الشريف.
القدس لم تكن منسية يوما كما هي الآن بعد ان تجاوت مرحلة الحصار والاقتحام لمسجدها وحرمها الشريف نحو مرحلة التطهير الثقافي والديني للحضور العربي والاسلامي.
فالاحتلال انتقل الى مرحلة اكثر تقدما بتطهير الحرم الشريف والمدينة القديمة من هويتها ومواطنيها، وبدون مقاومة تذكر من داخلها او خارجها او من محيطها العربي والاسلامي والدولي.
القدس اليوم وحيدة خالية من مظاهر السيادة الفلسطينية والدولية والعربية والاسلامي، فالاونروا اخرجت من حياضها واغلقت مدارسها، ومنعت خدماتها، والمؤسسات الخيرية والوقفية تغلق واحدة تلو الاخرى، ولن يطول الامر حتى نشهد مشاركة السفير الاميركي مايكل هكابي في اقتحامات الحرم الشريف بعد ان شارك في اقتحام حائط البراق ليضع طلاسم كتبها دونالد ترمب في احد الشقوق والصدوع في سور حرمها الشريف.
الموقف العربي والاسلامي والدولي من المدنية وحرمها ومقدساتها بات اكثر تقبلا وخضوعا للامر الواقع الذي فرضه وزير مالية الاحتلال بتسلئيل سموتريتش، ووزير الامن القومي ايتمار بن غفير، واكثر استعدادا للتعايش مع التقسيم الزماني والمكاني الذي تجاوزه بن غفير وسموترينش ونتنياهو نحو المطالبة بإقامة “الهيكل” الذي بات قاب قوسين او ادنى؛ لغياب المناعة العربية والاسلامية والدولية، وهو ما قد يشجع ترمب مستقبلا على المشاركة في اقتحام الحرم الشريف، وما الذي سيمنعه؟ القانون الدولي!
اختفت اسوار القدس او أنها سُرقت لا فرق، وليس من الغريب ان نشهد مستقبلا اختفاء حرمها الشريف، وسرقة آخر معالمها العربية الاسلامية، مخاوفُ مشروعة وحقيقية تؤكدها الوقائع اليومية في المدينة.
0 تعليق