loading ad...
عمان - لم تعد تلك الرسائل التحذيرية التي يبثها مشاهير السوشال ميديا و"البلوجرز" من رحم تجارب شخصية مؤلمة، قادرة على ردع ملايين المراهقين والأطفال عن تجربة "الفيب" ومجاراة هذا "التريند" بتقليد الآخرين.اضافة اعلان
المتابعات والإعجابات تحصد أرقاما بالملايين مع كل مقطع يومي ينشره أحد المشاهير، غير أن المبادرة التوعوية التي أطلقها البلوجر السعودي أسامة داوود، عبر مقطع مصور من داخل المستشفى، لم تحقق التأثير المتوقع، وكأن وقعها أضعف من أن تحدث الفرق.
داوود، الذي ظهر وهو على سرير المرض، وجه رسالة صادقة للشباب والمراهقين، محذرا إياهم من مخاطر تدخين "الفيب" والسجائر الإلكترونية، مستعرضا معاناته الصحية التي أكد الأطباء أن سببها الرئيسي يعود إلى تدخينه المفرط لها.
وتحدث داوود عن تجربته، قائلا إنه بدأ باستخدام الفيب كبديل عن السجائر، ظنا منه أنه أقل ضررا ورائحته ألطف، كما وجد فيه نوعا من "البرستيج" والمظهر الجذاب، إضافة إلى سهولة استخدامه في الأماكن المغلقة. إلا أن هذا الوهم سرعان ما تبدد مع تدهور حالته الصحية يوما بعد آخر، حتى فقد أحد أصدقائه بسبب مضاعفات مشابهة، وهو ما شكل صدمة كبيرة له.
واختتم داوود رسالته بألم، معبرا عن حزنه لرؤية شباب ومراهقين دون العشرين من أعمارهم يقبلون على تدخين "الفيب" بلا وعي أو رقابة حقيقية من الأهل والمحيطين بهم.
لاحقا، توالت المنشورات التي تحث المراهقين وصغار السن على الإصغاء لتلك التحذيرات والابتعاد عن تجربة تدخين "الفيب"، خاصة بعد قصة "البلوجر" أسامة داوود.
فرغم معرفتهم بالمخاطر، ما يزال كثير من اليافعين يعتقدون أن "الفيب" وسيلة لإبراز الجمال والحضور، وتقليد أقرانهم أو من هم أكبر سنا. الأخطر من ذلك، أن هذه الظاهرة باتت تمنحهم إحساسا زائفا بـ"التحرر والتمدن"، وكأنهم يجربون كل جديد في عالم التدخين، مقتدين بمشاهير السوشال ميديا.
وفي هذا السياق، يقول استشاري الأمراض الصدرية والتنفسية الدكتور عبد الرحمن العناني لـ"الغد": "إن هذا النوع من التدخين انتشر بسرعة كبيرة على مستوى العالم، وليس في الأردن فقط، نتيجة وجود مفاهيم خاطئة تعتبر الفيب أقل ضررا من التدخين التقليدي".
ويشير العناني إلى أن النيكوتين الموجود في "الفيب" يكون بتركيز عال جدا، وغالبا ما يستهلكه المراهق بكميات كبيرة من دون أن يدرك، بسبب سهولة استخدامه ونكهاته المتنوعة؛ حيث لا يتطلب إشعالا كالسجائر، بل يستخدم مباشرة بـ"سحب الدخان"، وهو ما جعله أكثر انتشارا وسرعة في الإدمان.
ويضيف أن هذه السهولة تؤدي إلى تعود سريع، ثم إلى فقدان المتعة من النيكوتين الموجود في "الفيب"، ما يدفع البعض إلى الجمع بينه وبين التدخين العادي، ويضاعف من المخاطر الصحية. ويستشهد العناني بدراسة أميركية حديثة أظهرت أن 80 % من مدخني "الفيب" انتقلوا لاحقا إلى التدخين العادي بشراهة.
وفي هذا الإطار، تتحدث ختام نصار عن ابنها البالغ من العمر ستة عشر عاما، الذي يلح عليها باستمرار كي تسمح له بتجربة "الفيب"، ولو لمرة واحدة، أثناء خروجه مع أصدقائه، كونه الوحيد بينهم الذي لا يدخن.
ورغم أنه لم يسبق له تجربة أي نوع من أنواع التدخين، وملتزم تماما بالامتناع عنها تماشيا مع توجيهات والديه، إلا أن الإلحاح المستمر جعله يبدو متأثرا بضغط الأقران، خاصة مع محاولته تبرير رغبته بأن "الفيب مش دخان وما فيه ضرر، وكل صحابي بدخنوا فيب".
وتعرب نصار عن حيرتها من إصرار ابنها وأقرانه على خوض هذه التجربة في هذا العمر المبكر، والأكثر استغرابا، كما تقول، أن بعض الأهالي لا يعارضون ذلك بل يتساهلون فيه، معتقدين أن "الفيب" أقل ضررا من الدخان التقليدي، رغم ما تثبته الأبحاث من عكس ذلك.
ولأن تدخين "الفيب" بات سلوكا شائعا بين المراهقين، وأحيانا حتى بين الأطفال، كما تظهر كثير من المقاطع المنتشرة على منصات التواصل الاجتماعي، تشدد الاستشارية الأسرية واختصاصية علم النفس والنمو الدكتورة خولة السعايدة على أهمية دور الأهل في حماية أبنائهم من هذا التقليد الأعمى.
وتقول السعايدة "إن متابعة المراهقين للمحتوى الذي يقدمه مشاهير السوشال ميديا باتت تشكل نوعا من "التسليم التام" لما يشاهدونه؛ حيث يسعون إلى محاكاة ما يرونه من دون وعي أو رقابة ذاتية، ما يستدعي وعيا ومتابعة حثيثة من الأهل، لضمان عدم انجراف الأبناء وراء هذه السلوكيات التي تحمي من المخاطر".
وترى السعايدة، أن المراهقين والأطفال غالبا ما يتأثرون بالمحتوى الذي يتوافق مع أهوائهم، خاصة حين يقدم من قبل مشاهير المنصات الاجتماعية.
وبحسب السعايدة، يبحثون عما يعكس اندفاعهم وتفكيرهم غير المكتمل، ويتبعون ما يعرف بـ"التريند"، ما يجعلهم أكثر ميلا للتقليد، خصوصا إذا لاقى الأمر قبولا داخل مجموعتهم أو "الشلة". ويمكن ملاحظة ذلك بسهولة في تشابه الأصدقاء من حيث أسلوب الكلام واللباس وحتى عادات التدخين، بما يتماشى مع حاجتهم للانتماء والتميز في هذه المرحلة العمرية.
وتضيف السعايدة "أن الفيب بات يتصدر الدراسات الحديثة المتعلقة بالتدخين، لما يسببه من أضرار صحية يتغاضى عنها كثيرون، خاصة أنه أصبح يرتبط بسلوك تقليدي جذاب، بفضل رائحته الزكية ونكهاته المتنوعة التي تحبب الشباب فيه. إلى جانب أن كثيرا من الأهالي لا يتعاملون معه بالجدية نفسها التي ينظر بها إلى السجائر التقليدية، بل هناك من يتغاضى عن استخدام الأبناء له باعتباره "ليس تدخينا حقيقيا"، ما فاقم من انتشاره وجعل السيطرة عليه أكثر صعوبة".
وتشير دراسة حديثة إلى تصريح لأحد مالكي العلامات التجارية المتخصصة في صناعة السجائر الإلكترونية، أقر فيه بأن المصنعين يتعمدون استخدام النكهات لجذب الأطفال، كما يتم تصميم بعض أجهزة "الفيب" بأحجام صغيرة، تشبه في شكلها الـUSB، لتسهيل إخفائها عن الأهل والمعلمين.
ووفق ما ورد في الدراسة ذاتها، فإن هذه الممارسات تهدد بخلق جيل مدمن على هذا النوع من التدخين مدى الحياة.
وبين تقرير صدر عن موقع "Surgeon General" الأميركي "أن التأثيرات السلبية على أدمغة المراهقين تزداد مع ارتفاع نسبة النيكوتين الموجودة في الفيب، مما يؤدي إلى اضطرابات في التركيز والذاكرة، ويؤثر سلبا على نمو الدماغ".
ورغم تأكيد استشاري الأمراض الصدرية والتنفسية الدكتور عبد الرحمن العناني، أن "الفيب" يحتوي على نسبة أقل من بعض المواد السامة مقارنة بالسجائر التقليدية، إلا أنه يحذر من مادة الجليسيرين الموجودة فيه، والتي عند احتراقها تسهم في حدوث مخاطر صحية خطيرة، أبرزها الانسداد الرئوي، إضافة لكونها مادة مسرطنة قد تسبب أنواعا متعددة من الأمراض في الجسم.
ويشدد العناني على أن جميع أنواع التدخين، سواء كانت سجائر تقليدية أو إلكترونية، تحمل مستويات خطورة عالية، ولا يمكن اعتبار بعضها أقل ضررا من الآخر، خصوصا لدى الفئات العمرية الصغيرة. فالتدخين في سن مبكرة، كما يقول، يضاعف حجم المخاطر الصحية مع مرور الوقت، مما يحتم على الأهل منع أطفالهم ومراهقيهم من الانجرار وراء هذه العادات مهما كانت الأسباب، تماما كما يحرصون على حمايتهم من السموم الخطيرة، لافتا إلى أن "الفيب" يعد من أخطر هذه السموم التي تدمر الصحة ببطء وتفتح الباب أمام الإدمان على أنواع أخرى من التدخين لاحقا.
وتوضح الدكتورة خولة السعايدة، أن أكثر ما يجذب الأطفال والمراهقين حاليا عبر المنصات الرقمية هو مقاطع "الريلز" القصيرة التي تجمع بين الفكاهة، الغرابة، الأغاني الحديثة وأفكار التقليد السريع، ما يجعلها أكثر تأثيرا عليهم واستمرارا في متابعتهم لها. وفي المقابل، فإن المحتوى التوعوي أو الإرشادي، أو ذاك الذي يخرج عن إطار "أهوائهم اللحظية"، غالبا ما لا يحظى باهتمامهم أو يؤثر في سلوكهم.
وتبرز هذه الإشكالية بوضوح فيما حدث مع مقطع "البلوجر" السعودي الذي استعرض تجربته مع تدخين "الفيب" وما تعرض له من مضاعفات خطيرة، حيث بات العديد من المراهقين ممن يستخدمون "الفيب" في مرحلة "المدخن الرسمي"، غير قادرين على التراجع بسهولة عن هذه العادة، رغم معرفتهم بالمخاطر، ما يستدعي، بحسب العناني، ضرورة أن يتخذ الأهل إجراءات صارمة وسريعة لحماية أبنائهم.
المتابعات والإعجابات تحصد أرقاما بالملايين مع كل مقطع يومي ينشره أحد المشاهير، غير أن المبادرة التوعوية التي أطلقها البلوجر السعودي أسامة داوود، عبر مقطع مصور من داخل المستشفى، لم تحقق التأثير المتوقع، وكأن وقعها أضعف من أن تحدث الفرق.
داوود، الذي ظهر وهو على سرير المرض، وجه رسالة صادقة للشباب والمراهقين، محذرا إياهم من مخاطر تدخين "الفيب" والسجائر الإلكترونية، مستعرضا معاناته الصحية التي أكد الأطباء أن سببها الرئيسي يعود إلى تدخينه المفرط لها.
وتحدث داوود عن تجربته، قائلا إنه بدأ باستخدام الفيب كبديل عن السجائر، ظنا منه أنه أقل ضررا ورائحته ألطف، كما وجد فيه نوعا من "البرستيج" والمظهر الجذاب، إضافة إلى سهولة استخدامه في الأماكن المغلقة. إلا أن هذا الوهم سرعان ما تبدد مع تدهور حالته الصحية يوما بعد آخر، حتى فقد أحد أصدقائه بسبب مضاعفات مشابهة، وهو ما شكل صدمة كبيرة له.
واختتم داوود رسالته بألم، معبرا عن حزنه لرؤية شباب ومراهقين دون العشرين من أعمارهم يقبلون على تدخين "الفيب" بلا وعي أو رقابة حقيقية من الأهل والمحيطين بهم.
لاحقا، توالت المنشورات التي تحث المراهقين وصغار السن على الإصغاء لتلك التحذيرات والابتعاد عن تجربة تدخين "الفيب"، خاصة بعد قصة "البلوجر" أسامة داوود.
فرغم معرفتهم بالمخاطر، ما يزال كثير من اليافعين يعتقدون أن "الفيب" وسيلة لإبراز الجمال والحضور، وتقليد أقرانهم أو من هم أكبر سنا. الأخطر من ذلك، أن هذه الظاهرة باتت تمنحهم إحساسا زائفا بـ"التحرر والتمدن"، وكأنهم يجربون كل جديد في عالم التدخين، مقتدين بمشاهير السوشال ميديا.
وفي هذا السياق، يقول استشاري الأمراض الصدرية والتنفسية الدكتور عبد الرحمن العناني لـ"الغد": "إن هذا النوع من التدخين انتشر بسرعة كبيرة على مستوى العالم، وليس في الأردن فقط، نتيجة وجود مفاهيم خاطئة تعتبر الفيب أقل ضررا من التدخين التقليدي".
ويشير العناني إلى أن النيكوتين الموجود في "الفيب" يكون بتركيز عال جدا، وغالبا ما يستهلكه المراهق بكميات كبيرة من دون أن يدرك، بسبب سهولة استخدامه ونكهاته المتنوعة؛ حيث لا يتطلب إشعالا كالسجائر، بل يستخدم مباشرة بـ"سحب الدخان"، وهو ما جعله أكثر انتشارا وسرعة في الإدمان.
ويضيف أن هذه السهولة تؤدي إلى تعود سريع، ثم إلى فقدان المتعة من النيكوتين الموجود في "الفيب"، ما يدفع البعض إلى الجمع بينه وبين التدخين العادي، ويضاعف من المخاطر الصحية. ويستشهد العناني بدراسة أميركية حديثة أظهرت أن 80 % من مدخني "الفيب" انتقلوا لاحقا إلى التدخين العادي بشراهة.
وفي هذا الإطار، تتحدث ختام نصار عن ابنها البالغ من العمر ستة عشر عاما، الذي يلح عليها باستمرار كي تسمح له بتجربة "الفيب"، ولو لمرة واحدة، أثناء خروجه مع أصدقائه، كونه الوحيد بينهم الذي لا يدخن.
ورغم أنه لم يسبق له تجربة أي نوع من أنواع التدخين، وملتزم تماما بالامتناع عنها تماشيا مع توجيهات والديه، إلا أن الإلحاح المستمر جعله يبدو متأثرا بضغط الأقران، خاصة مع محاولته تبرير رغبته بأن "الفيب مش دخان وما فيه ضرر، وكل صحابي بدخنوا فيب".
وتعرب نصار عن حيرتها من إصرار ابنها وأقرانه على خوض هذه التجربة في هذا العمر المبكر، والأكثر استغرابا، كما تقول، أن بعض الأهالي لا يعارضون ذلك بل يتساهلون فيه، معتقدين أن "الفيب" أقل ضررا من الدخان التقليدي، رغم ما تثبته الأبحاث من عكس ذلك.
ولأن تدخين "الفيب" بات سلوكا شائعا بين المراهقين، وأحيانا حتى بين الأطفال، كما تظهر كثير من المقاطع المنتشرة على منصات التواصل الاجتماعي، تشدد الاستشارية الأسرية واختصاصية علم النفس والنمو الدكتورة خولة السعايدة على أهمية دور الأهل في حماية أبنائهم من هذا التقليد الأعمى.
وتقول السعايدة "إن متابعة المراهقين للمحتوى الذي يقدمه مشاهير السوشال ميديا باتت تشكل نوعا من "التسليم التام" لما يشاهدونه؛ حيث يسعون إلى محاكاة ما يرونه من دون وعي أو رقابة ذاتية، ما يستدعي وعيا ومتابعة حثيثة من الأهل، لضمان عدم انجراف الأبناء وراء هذه السلوكيات التي تحمي من المخاطر".
وترى السعايدة، أن المراهقين والأطفال غالبا ما يتأثرون بالمحتوى الذي يتوافق مع أهوائهم، خاصة حين يقدم من قبل مشاهير المنصات الاجتماعية.
وبحسب السعايدة، يبحثون عما يعكس اندفاعهم وتفكيرهم غير المكتمل، ويتبعون ما يعرف بـ"التريند"، ما يجعلهم أكثر ميلا للتقليد، خصوصا إذا لاقى الأمر قبولا داخل مجموعتهم أو "الشلة". ويمكن ملاحظة ذلك بسهولة في تشابه الأصدقاء من حيث أسلوب الكلام واللباس وحتى عادات التدخين، بما يتماشى مع حاجتهم للانتماء والتميز في هذه المرحلة العمرية.
وتضيف السعايدة "أن الفيب بات يتصدر الدراسات الحديثة المتعلقة بالتدخين، لما يسببه من أضرار صحية يتغاضى عنها كثيرون، خاصة أنه أصبح يرتبط بسلوك تقليدي جذاب، بفضل رائحته الزكية ونكهاته المتنوعة التي تحبب الشباب فيه. إلى جانب أن كثيرا من الأهالي لا يتعاملون معه بالجدية نفسها التي ينظر بها إلى السجائر التقليدية، بل هناك من يتغاضى عن استخدام الأبناء له باعتباره "ليس تدخينا حقيقيا"، ما فاقم من انتشاره وجعل السيطرة عليه أكثر صعوبة".
وتشير دراسة حديثة إلى تصريح لأحد مالكي العلامات التجارية المتخصصة في صناعة السجائر الإلكترونية، أقر فيه بأن المصنعين يتعمدون استخدام النكهات لجذب الأطفال، كما يتم تصميم بعض أجهزة "الفيب" بأحجام صغيرة، تشبه في شكلها الـUSB، لتسهيل إخفائها عن الأهل والمعلمين.
ووفق ما ورد في الدراسة ذاتها، فإن هذه الممارسات تهدد بخلق جيل مدمن على هذا النوع من التدخين مدى الحياة.
وبين تقرير صدر عن موقع "Surgeon General" الأميركي "أن التأثيرات السلبية على أدمغة المراهقين تزداد مع ارتفاع نسبة النيكوتين الموجودة في الفيب، مما يؤدي إلى اضطرابات في التركيز والذاكرة، ويؤثر سلبا على نمو الدماغ".
ورغم تأكيد استشاري الأمراض الصدرية والتنفسية الدكتور عبد الرحمن العناني، أن "الفيب" يحتوي على نسبة أقل من بعض المواد السامة مقارنة بالسجائر التقليدية، إلا أنه يحذر من مادة الجليسيرين الموجودة فيه، والتي عند احتراقها تسهم في حدوث مخاطر صحية خطيرة، أبرزها الانسداد الرئوي، إضافة لكونها مادة مسرطنة قد تسبب أنواعا متعددة من الأمراض في الجسم.
ويشدد العناني على أن جميع أنواع التدخين، سواء كانت سجائر تقليدية أو إلكترونية، تحمل مستويات خطورة عالية، ولا يمكن اعتبار بعضها أقل ضررا من الآخر، خصوصا لدى الفئات العمرية الصغيرة. فالتدخين في سن مبكرة، كما يقول، يضاعف حجم المخاطر الصحية مع مرور الوقت، مما يحتم على الأهل منع أطفالهم ومراهقيهم من الانجرار وراء هذه العادات مهما كانت الأسباب، تماما كما يحرصون على حمايتهم من السموم الخطيرة، لافتا إلى أن "الفيب" يعد من أخطر هذه السموم التي تدمر الصحة ببطء وتفتح الباب أمام الإدمان على أنواع أخرى من التدخين لاحقا.
وتوضح الدكتورة خولة السعايدة، أن أكثر ما يجذب الأطفال والمراهقين حاليا عبر المنصات الرقمية هو مقاطع "الريلز" القصيرة التي تجمع بين الفكاهة، الغرابة، الأغاني الحديثة وأفكار التقليد السريع، ما يجعلها أكثر تأثيرا عليهم واستمرارا في متابعتهم لها. وفي المقابل، فإن المحتوى التوعوي أو الإرشادي، أو ذاك الذي يخرج عن إطار "أهوائهم اللحظية"، غالبا ما لا يحظى باهتمامهم أو يؤثر في سلوكهم.
وتبرز هذه الإشكالية بوضوح فيما حدث مع مقطع "البلوجر" السعودي الذي استعرض تجربته مع تدخين "الفيب" وما تعرض له من مضاعفات خطيرة، حيث بات العديد من المراهقين ممن يستخدمون "الفيب" في مرحلة "المدخن الرسمي"، غير قادرين على التراجع بسهولة عن هذه العادة، رغم معرفتهم بالمخاطر، ما يستدعي، بحسب العناني، ضرورة أن يتخذ الأهل إجراءات صارمة وسريعة لحماية أبنائهم.
0 تعليق