خطط تحريج 20 ألف دونم في عجلون.. أهمية بيئية وتنموية بمواجهة التقطيع الجائر والحرائق

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

loading ad...

عجلون - في خطوة وصفها مسؤولون وناشطون في محافظة عجلون بالمهمة والإيجابية، أعلنت الحكومة، مؤخرا، عن عزمها تحريج مساحات شاسعة في المحافظة تبلغ 20 ألف دونم، مؤكدين أنها ذات أهمية بيئية وتنموية ستعزز من خصوصية المحافظة السياحية، وتسهم في جذب الاستثمارات.اضافة اعلان
وشددوا على أهمية رعاية هذه الأشجار الحرجية وريها بشكل منتظم لضمان نموها، وتوزيعها على المساحات الخالية في مناطق المحافظة، خصوصا القريبة من مصادر المياه.
وكان رئيس الوزراء جعفر حسان، قال خلال اجتماع مجلس الوزراء في المحافظة الأسبوع الماضي، إن التنوع البيئي والطبيعي والتاريخي في محافظة عجلون، يشكل فرصة مهمة لا بد من اغتنامها، عبر دعم التنمية فيها وتعزيز القطاعات الإنتاجية، مشيرا إلى تحريج 20 ألف دونم في عجلون ضمن مشروع التحريج الوطني.
كما بين وزير الزراعة خالد الحنيفات، خلال الاجتماع، أن الوزارة تعمل على تحقيق أهداف حيادية الأراضي المتدهورة وتأهيل محطات الحراج والأبحاث في محافظة عجلون، فضلا عن حفر آبار تجميع المياه وإنشاء وتأهيل قنوات الري، وتطوير وسائل الري وإدارة المياه في المحافظة، وبرامج الإقراض الزراعي.
وعرض وزير البيئة معاوية الردايدة عددا من المشاريع التي تعمل عليها الوزارة في المحافظة، كتحريج واستدامة 20 ألف دونم باستخدام المياه العادمة المعالجة بالتعاون مع وزارة الزراعة، ومشروع التتبع الإلكتروني لصهاريج نقل المياه العادمة؛ حيث يتم العمل على بدء أعمال المرحلة الثانية في محافظات المملكة كافة، ومنها عجلون، وتوزيع حاويات معدنية وبلاستيكية وسلال معدنية معلقة في المناطق السياحية والمناطق المستهدفة، مشيرا إلى أنه تم الانتهاء من المرحلة الأولى من مشروع متنزه صخرة البيئي، ويتم العمل على بدء المرحلة الثانية واستكمال الأعمال.
المواقع القريبة من المشاريع السياحية
إلى ذلك، يقول الناشطون إن على الجهات الرسمية المعنية، وكذلك الجهات الأهلية والتطوعية في المحافظة، أن تسعى بشكل دائم إلى تنظيم الحملات السنوية لتحريج المساحات الخالية، وذلك بهدف تعويض الأشجار المتضررة والفاقد جراء التعديات والحرائق وتنفيذ المشاريع، وضمان زيادة الرقعة الخضراء في المحافظة.
وفي المقابل، تقول تلك الجهات إن حملاتها المنفذة تضمنت تجميل الطرق والساحات والحدائق، والحفاظ على المساحات الخضراء وزيادتها، لضرورتها البيئية والتنموية، مؤكدة أنها تتخذ التدابير المتاحة لضمان نجاحها.
ووفق الناشط سليمان هاشم، فإن المحافظة تحتاج، باستمرار، إلى تنظيم حملات غراس لأشجار برية من مختلف الجهات الرسمية والأهلية والتطوعية، باعتبارها رأسمال المحافظة، وأحد أهم الأسباب التي بدأت تسهم بتنميتها، وتشجع على جذب الاستثمارات المختلفة إليها، مشيدا بتوجه الحكومة لتحريج مساحات كبيرة خلال الفترة المقبلة.
وأكد هاشم، ضرورة التركيز على زراعة المواقع القريبة من المشاريع السياحية والمواقع الأثرية، وتوفير صهاريج مياه وكوادر مخصصة من قبل الزراعة والبلديات ومجلس الخدمات لري هذه الأشجار بشكل منتظم لضمان نجاحها، خصوصا في ظل الجفاف وتراجع معدل الأمطار.
ويقول الناشط أبو خالد الخطاطبة "إنه ينبغي علينا أن ندرك كأبناء للمحافظة، بأن من واجبنا الحفاظ على الرقعة الخضراء وزيادتها، عبر التوسع في مشاريع التحريج، وزراعة المساحات الخالية، أو التي تعرضت للتقطيع والحرائق لتعويض الفاقد"، داعيا إلى "تنظيم حملات لغرس الأشجار، ضمانا لرعايتها ونجاحها، وألا نتركها للظروف، كما كان يحدث في مشاريع تحريج، وينتهي بجفاف وموت كثير من تلك الغراس".
كما دعا الخطاطبة إلى "زيادة الرقعة الخضراء في المناطق الجرداء، شريطة ألا نتركها مهددة بالجفاف، وعدم الاكتفاء بغرس تلك الأشجار، بل توفير الرعاية الضرورية لإنجاح زراعتها، بمتابعتها الدائمة وسقايتها طوال العام، والتركيز على المناطق القريبة من مصادر المياه، وإنشاء خزانات لتجميع مياه الأمطار أو تعبئتها بالصهاريج دوريا".
النباتات النادرة أو المهددة بالانقراض
ويرى رئيس جمعية البيئة الأردنية علي فريحات، أن الحفاظ على المساحات الخضراء في محافظة عجلون، وزيادتها وتعويض الفاقد جراء الحرائق والتعديات الناجمة عن تحطيبها، وتنفيذ المشاريع، كلها أمور تستدعي استمرار حملات التحريج على نحو دوري ومنظم، وضرورة رعايتها وريها باستمرار لضمان نجاحها، والتركيز على تحريج المساحات الخالية بالقرب من مصادر المياه والأودية لسهولة ريها.
وأضاف أن الحرائق والتعديات والجفاف الطبيعي لبعض الأشجار جراء التغيرات المناخية، قد تهدد الغابات، وتؤدي إلى تراجع المساحات الخضراء على المديين المتوسط والبعيد، لافتا إلى أن عزم الحكومة على تحريج مساحات كبيرة، يؤكد أنها مدركة تماما بأن بيئة المحافظة وغاباتها وطبيعتها الجميلة، ذات ارتباط مباشر بالتنمية السياحية التي بدأت تشهدها المحافظة، ما يستدعي مضاعفة الجهود لرعاية هذه الثروة التي تعد رأسمال المحافظة.
وطالب فريحات بضرورة توفير الغراس الحرجية باستمرار، وتزويد السكان بها، وزراعة الأشجار الحرجية الملائمة لطبيعة المحافظة في المواقع التي تعرضت للتعدي والحرائق، وتكليف عمال لريها دوريا، مؤكدا أن للغابات العديد من الفوائد البيئية والاقتصادية والصحية، كما أنها ضرورية في التنوع الحيوي، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
أما الناشط علي القضاة، فطالب بتكثيف حملات التوعية والتثقيف المجتمعي بخطورة الحرائق، وأثرها السلبي على الغابات والبيئة والتنوع الحيوي والأشجار المعمرة والغطاء النباتي، خاصة للنباتات النادرة أو المهددة بالانقراض، والحفاظ على الثروة الحرجية والحد من الحرائق، لافتا إلى دور البلديات والجمعيات البيئية ومؤسسات المجتمع المدني، وأندية حماية البيئة المدرسية والمراكز الشبابية والجمعيات البيئية بتنفيذ الأنشطة والبرامج التوعوية، وتشجير المناطق التي تعرضت للحرائق لزيادة الرقعة الخضراء.
يذكر أن مناطق عديدة في المحافظة كانت شهدت في أعوام سابقة زراعة أشجار حرجية، لا سيما في الاحتفالات بيوم الشجرة، إلا أنه كان يلاحظ بأن كثيرا منها لم تنمُ، أو جفت لإهمالها، ما يستدعي توفير الرعاية الكافية لتلك الغراس.
وكان الأردن حصل، قبل نحو أربعة أعوام، على منحة من صندوق المناخ الأخضر بقيمة 25 مليون دولار لغايات تتعلق بالمناخ والاستدامة، والتوسع بزراعة الأشجار من الجهات الرسمية والمنظمات المدنية والجمعيات البيئية وعمليات الحصاد المائي.
وبدأت وزارتا الزراعة والبيئة في العام 2019 بتنفيذ خطة لتحريج وزراعة ألف دونم من أشجار الملول والكينا والسدر في منطقة مراعي راجب، التي تبلغ مساحتها 4700 دونم، بينما نفذت مشاريع أخرى جاءت بدعم من مشروع العمالة المكثفة التابع لمنظمة العمل الدولية في محطة تحريج منطقة السماحيات في كفرنجة، إذ تم حفر 5000 حفرة للغراس.
مواجهة التقطيع الجائر والحرائق المفتعلة
من جهته، بين مدير زراعة المحافظة المهندس رامي العدوان، أن العام الحالي شهد حملات بمشاركة فعاليات مختلفة لغرس الأشجار الحرجية، بحيث كان من بينها غرس مئات الأشجار بمحيط محطة حراج ومراعي راجب، وأخرى بمحيط التلفريك بمنطقة الصوان التنموية، وذلك بهدف زيادة الرقعة الخضراء في الساحات وجوانب الطرقات، خصوصا في عموم المنطقة التنموية بمحافظة عجلون، والبالغة مساحتها زهاء 700 دونم.
وأكد "أن محافظة عجلون تتمتع بطبيعة خلابة جدا لا مثيل لها، ما يجعلنا مطالبين جميعا بالحفاظ على هذه الطبيعة الخلابة، بالتوسع بزراعة الأشجار فيها، والحفاظ على الثروة الحرجية الموجودة في المحافظة والتي لا تقدر بثمن".
كما أكد العدوان، ضرورة الحفاظ على الثروة الحرجية بشتى الطرق والسبل، ومنع الاعتداء عليها، سواء بالتقطيع الجائر أو الحرائق المفتعلة.
واقترح فرض عقوبات مشددة على مكرري الاعتداء على الغابات، من بينها حجب ومنع الخدمات الحكومية كافة عمن يثبت اعتداؤه من خلال القضاء على الثروة الحرجية بقصد التجارة، والمكرر للاعتداءات لأكثر من مرة، والحجز على أمواله المنقولة وغير المنقولة، بحيث لا تخفف هذه الإجراءات إلا ببراءة ذمة من مديرية الحراج بوزارة الزراعة، وأخذ تعهد حازم وصارم وقابل للتنفيذ الفوري من قبل الحكام الإداريين على كل معتد على هذه الثروة الوطنية، معتبرا أن هكذا قانون سيكون كفيلا بأن يحمي هذه الثروة الوطنية التي تبلغ نسبتها في الأردن أقل من 1 %.
وأشاد العدوان باهتمام الحكومة بثروة عجلون الحرجية، وعزمها الإكثار من زراعة الأشجار في كل منطقة من مناطق المحافظة، لزيادة رقعة الأرض المزروعة بمختلف أنواع الأشجار الحرجية، لافتا إلى ضرورة توعية المجتمع بأهمية الأشجار والغابات، والدعوة إلى المساهمة في الحفاظ على الغطاء النباتي وحمايته من الممارسات السلبية التي تهدده.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق