loading ad...
عمان- وسط أجواء نابضة بالألوان والحركة والحياة، تحولت المساحة المفتوحة إلى معرض فني نابض بأعمال 22 فنانا من الأردن وأوروبا، عبرت رسوماتهم عن عوالم متخيلة وقصص إنسانية متقاطعة، تجاوزت حدود اللغة والجغرافيا، مؤكدة قدرة السرد البصري على خلق حوار مشترك بين الثقافات.
جاء المعرض أول من أمس، برعاية الأميرة وجدان الهاشمي، وتنظيم الاتحاد الأوروبي ومجموعة معاهد EUNIC في الأردن للنسخة الخامسة من "أسبوع الكوميكس"، تحت شعار "الكوميكس بلا حدود"، وذلك في روف قرية الصويفية أول من أمس، ويستمر الحدث حتى الرابع من أيار (مايو) 2025.
الكوميكس.. فن يتخطى الكلمات
الكوميكس، أو القصص المصورة، هو نوع فني يجمع بين الكلمة المرسومة والنص المكتوب لرواية قصة أو نقل فكرة بشكل بصري. يتكون الكوميكس عادة من تسلسل من الإطارات، حيث تتطور الأحداث من خلال صور مرسومة وحوارات مختصرة أو نصوص سردية.
تعود جذور الكوميكس إلى الرسوم الهزلية التي ظهرت في الصحف في أواخر القرن التاسع عشر، لكنه تطور لاحقا ليصبح شكلا أدبيا وفنيا قائما بذاته، يشمل أعمالا ترفيهية، نقدية، اجتماعية، وسياسية.
اليوم، يمتد عالم الكوميكس ليشمل روايات مصورة كاملة (Graphic Novels)، وقصصا خيالية أو توثيقية، ويعتبر وسيلة فنية قوية تتجاوز حواجز اللغة والجغرافيا، حيث إن الصور والرموز البصرية قادرة على نقل المشاعر والأفكار بشكل مباشر إلى جميع الفئات العمرية والثقافات المختلفة.
لمحة عن أسبوع الكوميكس
لا يقتصر الاحتفاء بالكوميكس على الأردن فقط، فأسبوع الكوميكس فعالية دولية تنظم في مدن عدة حول العالم، بهدف تسليط الضوء على هذا الفن السردي المتفرد الذي يجمع بين الكلمة والصورة. ومن خلال المعارض والورش والعروض التفاعلية، يحتفي الفنانون والناشرون والجمهور بشغفهم المشترك بالكوميكس، الذي بات وسيلة إبداعية عالمية للتعبير عن الأفكار والقصص والهويات الثقافية المتنوعة. ويأتي تنظيم النسخة الأردنية ضمن هذا السياق العالمي، ليعزز حضور الأردن على خريطة الفعاليات الفنية الدولية.
وفي كلمة ألقاها خلال الافتتاح، أكد سفير الاتحاد الأوروبي في الأردن، بيير-كريستوف شاتزيسافاس، أهمية هذه الفعالية قائلا:
"في عامه الخامس، أصبح أسبوع الكوميكس جسرا ثقافيا راسخا بين الأردن والاتحاد الأوروبي. نحن نستكشف مع الفنانين والجمهور الأردني قوة السرد البصري، وشعار العام الحالي، "الكوميكس بلا حدود" يذكرنا أن الفن يتحدث بجميع اللغات ويوحد الجميع".
المعرض ضم أعمالا متنوعة، حملت كل منها بصمة فنية خاصة: مشاهد اجتماعية، مغامرات خيالية، نقد ساخر، ورؤى بصرية عكست قضايا معاصرة بروح الكاريكاتير والكوميكس الحديث. فاللوحات، التي زينت الجدران بألوانها وخطوطها المتدفقة، حولت المكان إلى رحلة بين الحلم والواقع.
ولم يقتصر الحدث على العرض الفني فحسب، بل شمل ورش عمل تفاعلية للأطفال والكبار، أدارها فنانون محترفون متخصصون في مجال القصص المصورة. وتنوعت مواضيع الورش بين تصميم الشخصيات وتقنيات رسم وتسلسل المشاهد السردية، مما أتاح للحضور فرصة استكشاف خبايا هذا الفن والإبداع بأنفسهم.
حينما تتحول الرسوم إلى رسائل
على امتداد تاريخه، أثبت الكوميكس أنه أكثر من مجرد رسومات مسلية، إنه وسيلة تعبير قوية تحمل رسائل إنسانية واجتماعية عميقة. عبر خطوط بسيطة وكلمات موجزة، يستطيع الكوميكس أن يناقش قضايا كبرى مثل: الحرية، العدالة، السلام، والهويات الثقافية.
وبفضل بساطته الظاهرة، يصل هذا الفن إلى مختلف الأعمار والخلفيات، ناقلا قصصا وأحلاما وتحديات تتجاوز حدود اللغة والمكان، ليؤكد أن الإبداع البصري قادر على إلهام التغيير وبناء جسور الفهم المشترك.
اختيار روف قرية الصويفية كموقع للفعالية أضفى بعدا إضافيا للحدث، فقد وفرت المساحة الرحبة والإطلالة المفتوحة بيئة مثالية لتفاعل الزوار مع الأعمال الفنية، مع توزيع مدروس للوحات يتيح لكل عمل فني أن يحظى بمساحته الخاصة ليقرأ ويتأمل بتمعن.اضافة اعلان
يعد أسبوع الكوميكس 2025 منصة مفتوحة لكل عشاق الفن السردي المصور من العائلات والطلاب والفنانين والجمهور العام، حيث يدعوهم إلى الغوص في عالم من الحكايات البصرية التي تتجاوز كل الحدود، مجسدا رسالة الفن كوسيلة للتواصل الإنساني العابر لكل الحواجز.
0 تعليق