التناقضات تحتدم

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

loading ad...

 

 آفي يسسخروف

قبل بضعة أسابيع، في اليوم الذي بحثت فيه حكومة إسرائيل في اقالة رونين بار، نلت شرف الحضور في احتفال تبديل منصب القيادة في أحد اقسام الشاباك، في ضوء معرفتي من عهد الخدمة النظامية لواحد من القادة. في مرحلة ما صعد للحديث رئيس الشاباك رونين بار. وكان كل الحاضرين تقريبا من رجال "المستوى المقاتل" في الجهاز ممن شاركوا في عمليات تقشعر لها الابدان ما كان لاي كاتب سيناريو أن يخلقها، بما في ذلك عمليات لإنقاذ رهائن في غزة. أناس كلمة واحدة فقط يمكنها أن تصفهم بامانة: أبطال. بالنسبة له، رونين بار كان قائد هؤلاء المقاتلين، وهو نفسه كان واحدا منهم. ثمة من سيقول ان هذا كان جمهورا "معروفا" وما يزال. عندما صعد رونين بار لإلقاء كلمته كان صعبا ألا نلاحظ إعجاب هؤلاء الأشخاص بقائدهم. فقد استقبلوه بتصفيق حاد وهو تحدث عن ان كل مقاتل في هذا القسم شهد الفشل، الإخفاق، لكن يجب معرفة كيف يأخذ المرء عن ذلك المسؤولية ويصلح خطأه. بالفعل، هذه هي الثقافة التنظيمية للشاباك على مدى سنوات غير قليلة (باستثناء حالات قليلة مثلما في خط 300) وقد أبدى رونين بار هذا امس.اضافة اعلان
يمكن التخمين بأن تقاليد اخذ المسؤولية وقول الحقيقة تلقاها رونين بار منذ خدمته النظامية في وحدة سييرت متال. لكن عندما ننظر الى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وتاريخه في عدم قول الحقيقة، يصعب قليلا التصديق بأن الاثنين، بار ونتنياهو، خدما في الوحدة العسكرية ذاتها. وحدة ليس فيها فقط قوة الإرادة والمثابرة ضرورة لكل من يريد أن يكون مقاتلا فيها بل وأيضا المصداقية وقول الحقيقة للقادة وللمرؤوسين. كل من خدم في وحدات من هذا النوع يعرف الاحتفال الدائم الذي يفترض بك فيه اذا ما فشلت ان تبلغ بفشلك. أن تأخذ المسؤولية. في التدريبات وفي العمليات، من الصغير وحتى الكبير، والتي بعدها يجرى تحقيق دقيق يشرح فيه القادة والمقاتلون اين اخطأوا وأين فشلوا وأين نجحوا أيضا. اما نتنياهو، وربما بسبب تعليمه في الولايات المتحدة فقد تمكن من أن ينسى هذه التقاليد، اما رونين بار فلا.
بخلاف ادعاء رجال نتنياهو وابواقه، لم يتمسك بار بقرون المذبح ولم يحاول خوض أي صراح خاص بل قاتل من اجل الجهاز ومن اجل دولتنا جميعا. من اجل الا تصبح دولة إسرائيل دكتاتورية، من اجل الا يكون الزعيم فوق القانون بل ان يطيعه. بار، الذي خاض غير قليل من المعارك، الذي شارك كمقاتل في عشرات ان لم يكن في مئات العمليات في ظل خطر دائم على الحياة، يقاتل في الأسابيع الأخيرة في معركة لم يعتد عليها، امام آلة سم منفلتة العقال وعديمة اللجام اباحت دمه. امام جيش من الابواق كل مهمتهم إبقاء بنيامين نتنياهو في منصبه، وهم سيفعلون كل شيء كي يتأكدوا من هذا. هم جعلوا بار البطل الحقيقي لكل مقياس، أسوأ أعداء إسرائيل.
غير أن فعل بار الان يبرز أكثر فأكثر فشل بنيامين "لم اسمع، لم أرَ، لم يوقظوني" نتنياهو. الرجل يظهر للجميع كيف لا يعمل الزعيم. كيف يهرب من أخذ المسؤولية. في نهاية معركة فاشلة، دارج ان يأخذ القائد المسؤولية ويقول: "أخفقت" – كي يغطي على جنوده. اما نتنياهو فيشير الى كل "جنوده" يقول: هم اخفقوا، فهم لم يوقظوني على الاطلاق". هذه ليست زعامة، هذا عار. لكن الان بالذات، حين لم يتبقَ في المحيط قادة او مسؤولون كانوا جزء من 7 أكتوبر، فان الإخفاق المدوي لنتنياهو سيبرز اكثر من كل شيء آخر. تجاهل تحذيرات قادة جهاز الامن، تجاهل طلب تصفية رؤساء المنظمة. في نهاية الامر، حتى نتنياهو "الساحر" لن ينجح في تفادي دفع الثمن على كل هذا وعلى كل الاخفاء الافظع الذي شهدته دولة إسرائيل منذ قيامها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق