
هذا هو الوصف الذي اختارته منظمة العفو الدولية، في تقريرها السنوي، لما يحدث في قطاع غزة.
إنها “إبادة جماعية على الهواء مباشرة” يمارسها الكيان ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة يوميا.
المنظمة الحقوقية وثقت في تقريرها أنّ الكيان تصرّف بـ”قصد محدّد وهو تدمير الفلسطينيين في غزة، مرتكبا بذلك إبادة”.
وحين تتحدث المنظمة الحقوقية الأبرز في العالم عن إبادة على الهواء مباشرة فهي تعني ما تقول، فهي إبادة بإمكان العالم كله مشاهدتها إن هو أراد طبعا!!
وقعت مجازر في العالم قديما وحديثا، وربما هي أبشع مما يحدث في قطاع غزة، لكن لم يحدث أن كانت الإبادة تنقل في بث حي ومباشر، حيث مشاهد القتل والدماء والأشلاء، ومشاهد التدمير والتفجير. فهذه سابقة لم تحدث في التاريخ القديم ولا الحديث.
لم يحصل أن كان مرتكب الإبادة بهذه الوقاحة التي تجعله لا يأبه بالكم الكبير من جرائمه الوحشية.
حديث الإبادة في بث مباشر فيه إدانة كاملة للمجتمع الدولي الذي يراقب الإبادة ويقف إما عاجزا أو متواطئا.
وهو إدانة كاملة لمواقف الأطراف التي تصر حتى الآن على أن الكيان إنما يدافع عن نفسه وعلى رأسها أمريكا ودول أوروبية على رأسها ألمانيا.
وهو إدانة كاملة للأنظمة العربية والإسلامية التي تقف عاجزة أمام تلك الإبادة بحق شعب عربي مسلم.
وهو إدانة كاملة لكل الشعوب العربية والإسلامية التي لا تملك من أمرها شيئا، لا بل إن بعضها لا يملك حرية التضامن مع الشعب المضطهد.
وهو إدانة كاملة للسلطة الفلسطينية التي لم تملك حتى الآن اتخاذ قرار بإيقاف التنسيق الأمني مع مرتكب الإبادة بحق شعبها.
إنها إدانة كاملة لكل فرد عربي ومسلم يتجاهل تلك الإبادة ويضع رأسه في الرمال.
0 تعليق