loading ad...
تلتزم الدولة الحديثة باحترام حرية التعبير، وتستجيب لمطالب الشعوب فيما لا يتعارض مع مصالح الدولة، ويعود بالنفع للصالح العام، وقد تستغل هذه المساحات من الحرية عند أصحاب النظرة الضيقة للتحول إلى نهج المعارضة، وكأن المعارضة غاية في ذاتها، وليست وسيلة للمطالبة بالحقوق المشروعة، وتنتهي بالحصول عليها ضمن القنوات القانونية، ولذا قد تصبح المعارضة سيف ذو حدّين: إما أن تكون ضميراً يقظاً ينير الطريق لبناء مجتمع سليم، أو تتحول إلى معول هدم وخنجر مسموم في خاصرة الوطن، وبين المعارضة الشريفة والخيانة المقنعة خيط خفيّ، يظهر من خلال السلوكيات والقيم التي لا تخفيها الشعارات، ولا تغطيها الأقنعة.اضافة اعلان
فعندما تتماهى بعض الجهات المأزومة داخل الوطن مع الأبواق الخارجية لبث الفتنة، والتشكيك بالمؤسسات الوطنية، معنى ذلك نحن أمام خيانة مقنعة برداء الوطن، حيث تستخدم المنصات الخارجية للنيل من سمعة الوطن والتشكيك في إنجازاته بخاصة عندما تكون هذه الانجازات مرتبطة بمواقف إنسانية لا يمكن المساومة عليها، كالمساعدات التي يتم إرسالها إلى أهلنا في قطاع غزة المدمرة، فمثل هذه المواقف والتصرفات يجعلنا نعيد تعريف العلاقة بين الدولة والمعارضة، متى تكون شريفة ومتى تسقط في الخيانة ؟
فالمعارضة الشريفة في جوهرها هي فعل ناضج ينبني على الشعور العميق بالمسؤولية، فهي تعارض من أجل أن تبني لا من أجل أن تهدم أو تشوه، وتدافع عن الثوابت الوطنية في الوقت الذي تطالب فيه بالإصلاح، وتمييز بين الدولة ككيان مقدّس لا يجوز المساس به أو العبث، وبين الحكومة كأداة قابلة للنقد والتقويم، فحين تطال المعارضة ثوابت الدولة، وتحرض على مؤسساتها فإنها لا تكون ساعتئذ معارضة، بل خيانة مقنعة بقناع الحرص، وتتغذى على نار الفتنة.
المعارضة الشريفة قد تحاسب الحكومات على تقصيرها أو أدائها، فمن يعيش داخل وطنه ويقارع الرأي بالرأي، ويقف في وجه الخلل حباً في وطنه وخوفاً عليه، فهذا ترفع له القبعات، ولكنه لا يهاجم الأرض والتاريخ والرموز، ولا يتصيد في الماء العكر، ولا يختلق الوقائع ويضخم الأخطاء من أجل النيل من سمعة الوطن، والإخلال بصورته محلياً وعالمياً.
نحن في عصر أضحى الإعلام فيه مفتوحاً حيث يستطيع الشخص من على شرفة منزله، وهو يحتسي فنجاناً من القهوة أن يوصل صوته للعالم، ويعبر عن رأيه بضغطة زر، ولذا من يريد أن يعارض لا يحتاج إلى فم مفتوح فقط، بل إلى ضمير حيّ واعٍ، فليس كل معارضة يقصد منها الإصلاح، ولا كل معارضة جديرة بالاستماع إليها، فالخيانة قد تتسلل من نافذة المصالح الشخصية والحسابات الفئوية، وتغلّف بثوب الحقوق والخوف على المصالح الوطنية، فندخل بسببها في فتنة العصر، التي تربك العقول، وتفقد البوصلة، وتغري البسطاء بشعارات منمقة، قد تفتك بالمجتمع وتمزق وحدته.
والمعارضة الشريفة تعرف أن وقت الشدائد تُختبر المواقف وتنكشف النوايا، فهي تغلق كل الحسابات وتنسى الخصومات والمناكفات، وتضع الوطن في لحظات الشدة أولاً وثانياً وأخيراً، فلا قيمة لمعارضة لا ترى في الوطن ومصالحة خطاً أحمر، ولا كرامة لفكر يرفع شعارات وهو يتواطأ مع كل من يتربص بأمن البلاد واستقرارها.
الأردن الذي أثقلته الجغرافيا بالتحديات واستطاع بحنكة قيادته الحكيمة أن يتخطى كل الصعاب، لا يخشى معارضة شريفة تريد للوطن خيراً، فكم من ناقد في وطننا قد ساهم في الإصلاح، ودفع بمسيرة الديمقراطية إلى الإمام، ولكنه لا يرضى في نفس الوقت أن يكون بوقاً لأجندات خارجية قد تنال من ثوابت الوطن وسمعته.
وهنا نؤكد أن المعارضة الشريفة وجهاً آخر للوطنية، أما المعارضة المأجورة فهي صورة للخيانة، وإن ارتدت ثوباً نظيفاً، والوطن لا يحتاج إلى الذين يصرخون من الخارج ويسيؤون له بالهاشتاغات، بل هو يحتاج إلى من يبنيه من الداخل ويحمل همه في قلبه.
وأخيراً السؤال الذي يجب أن يطرح بجرأة : متى تتحول المعارضة إلى خيانة ؟
الجواب بدون تعقيد: عندما تنتقل المعارضة من ميدان النقد إلى معسكر التحريض ضد الوطن ومؤسساته، عندما تتحدث بلغة التخوين والتحطيم، بدل أن تتحدث بلغة البناء والحرص، عندما تنتقل من المطالبة بالإصلاح إلى التحالف مع خصوم الوطن لإضعافه، عندما تخرج عن الثوابت بحجة الحرص على الوطن.
فعندما تتماهى بعض الجهات المأزومة داخل الوطن مع الأبواق الخارجية لبث الفتنة، والتشكيك بالمؤسسات الوطنية، معنى ذلك نحن أمام خيانة مقنعة برداء الوطن، حيث تستخدم المنصات الخارجية للنيل من سمعة الوطن والتشكيك في إنجازاته بخاصة عندما تكون هذه الانجازات مرتبطة بمواقف إنسانية لا يمكن المساومة عليها، كالمساعدات التي يتم إرسالها إلى أهلنا في قطاع غزة المدمرة، فمثل هذه المواقف والتصرفات يجعلنا نعيد تعريف العلاقة بين الدولة والمعارضة، متى تكون شريفة ومتى تسقط في الخيانة ؟
فالمعارضة الشريفة في جوهرها هي فعل ناضج ينبني على الشعور العميق بالمسؤولية، فهي تعارض من أجل أن تبني لا من أجل أن تهدم أو تشوه، وتدافع عن الثوابت الوطنية في الوقت الذي تطالب فيه بالإصلاح، وتمييز بين الدولة ككيان مقدّس لا يجوز المساس به أو العبث، وبين الحكومة كأداة قابلة للنقد والتقويم، فحين تطال المعارضة ثوابت الدولة، وتحرض على مؤسساتها فإنها لا تكون ساعتئذ معارضة، بل خيانة مقنعة بقناع الحرص، وتتغذى على نار الفتنة.
المعارضة الشريفة قد تحاسب الحكومات على تقصيرها أو أدائها، فمن يعيش داخل وطنه ويقارع الرأي بالرأي، ويقف في وجه الخلل حباً في وطنه وخوفاً عليه، فهذا ترفع له القبعات، ولكنه لا يهاجم الأرض والتاريخ والرموز، ولا يتصيد في الماء العكر، ولا يختلق الوقائع ويضخم الأخطاء من أجل النيل من سمعة الوطن، والإخلال بصورته محلياً وعالمياً.
نحن في عصر أضحى الإعلام فيه مفتوحاً حيث يستطيع الشخص من على شرفة منزله، وهو يحتسي فنجاناً من القهوة أن يوصل صوته للعالم، ويعبر عن رأيه بضغطة زر، ولذا من يريد أن يعارض لا يحتاج إلى فم مفتوح فقط، بل إلى ضمير حيّ واعٍ، فليس كل معارضة يقصد منها الإصلاح، ولا كل معارضة جديرة بالاستماع إليها، فالخيانة قد تتسلل من نافذة المصالح الشخصية والحسابات الفئوية، وتغلّف بثوب الحقوق والخوف على المصالح الوطنية، فندخل بسببها في فتنة العصر، التي تربك العقول، وتفقد البوصلة، وتغري البسطاء بشعارات منمقة، قد تفتك بالمجتمع وتمزق وحدته.
والمعارضة الشريفة تعرف أن وقت الشدائد تُختبر المواقف وتنكشف النوايا، فهي تغلق كل الحسابات وتنسى الخصومات والمناكفات، وتضع الوطن في لحظات الشدة أولاً وثانياً وأخيراً، فلا قيمة لمعارضة لا ترى في الوطن ومصالحة خطاً أحمر، ولا كرامة لفكر يرفع شعارات وهو يتواطأ مع كل من يتربص بأمن البلاد واستقرارها.
الأردن الذي أثقلته الجغرافيا بالتحديات واستطاع بحنكة قيادته الحكيمة أن يتخطى كل الصعاب، لا يخشى معارضة شريفة تريد للوطن خيراً، فكم من ناقد في وطننا قد ساهم في الإصلاح، ودفع بمسيرة الديمقراطية إلى الإمام، ولكنه لا يرضى في نفس الوقت أن يكون بوقاً لأجندات خارجية قد تنال من ثوابت الوطن وسمعته.
وهنا نؤكد أن المعارضة الشريفة وجهاً آخر للوطنية، أما المعارضة المأجورة فهي صورة للخيانة، وإن ارتدت ثوباً نظيفاً، والوطن لا يحتاج إلى الذين يصرخون من الخارج ويسيؤون له بالهاشتاغات، بل هو يحتاج إلى من يبنيه من الداخل ويحمل همه في قلبه.
وأخيراً السؤال الذي يجب أن يطرح بجرأة : متى تتحول المعارضة إلى خيانة ؟
الجواب بدون تعقيد: عندما تنتقل المعارضة من ميدان النقد إلى معسكر التحريض ضد الوطن ومؤسساته، عندما تتحدث بلغة التخوين والتحطيم، بدل أن تتحدث بلغة البناء والحرص، عندما تنتقل من المطالبة بالإصلاح إلى التحالف مع خصوم الوطن لإضعافه، عندما تخرج عن الثوابت بحجة الحرص على الوطن.
0 تعليق