الشعب السوري الامتنان الجماعي

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

منذ أن أعلن ترامب عن رفع العقوبات عن سوريا ومشهد ولي العهد السعودي، وهو يعبر عن امتنانه للرئيس الأمريكي؛ لأنه استجاب لطلبه وصوت تصفيق السعوديين فرحاً بالقرار، وهذا المشهد ملأ الدنيا شرقاً وغرباً، وانتشر منذ الدقائق الأولى انتشار النار في الهشيم.وعلى مدى يومين سمعنا ما سمعناه من تحليل وتوصيف وغوص في معاني ذلك المشهد السياسي الذي سيخلده التاريخ، فالصورة هي صورة العام، وكل الأعوام اللاحقة فعلاً.إنما استوقفتني صورة ومشهد قد يبدو أنه من مشاهد الكواليس أو ارتدادات الفعل، وهو التعبير الجماعي «بالامتنان» عن أهل سوريا، ووقفت كثيراً عند هذه الالتقاطة.إن «الامتنان» للعطاء السعودي كان قاعدة عند كل السوريين بلا استثناء، وليس عند قلة نلتقطهم التقاط الإبرة من القش كما تعودنا في الآونة الأخيرة.«الامتنان» صفة كدنا ننساها بين العرب، الامتنان الذي كان من الطبيعي أن يقابل عطاء دول الخليج وبالأخص المملكة العربية السعودية، إنما أصبح ذلك عملة نادرة، ولم نرَ غير جحود ونكران، وطعن في الظهر، ورغم أن ذلك لم يمنع المملكة من الاستمرار في عطائها دون انتظار جزاء ولا شكور، إنما هذا الامتنان السوري الجماعي الذي اتخذ صوراً شتى أعاد الاعتبار لتلك الصفة الجميلة الرائعة التي كدنا أن ننساها، تذكرنا أنها صفة من صفات العربي الحر، وأنها ترجمة لعبارة لا يشكر الله من لا يشكر الناس، وأن لا يقدر عليها إلا الشجعان، والأجمل أنها كانت جماعية من صغار وكبار، ومن شيوخ وأطفال، ومن نساء ورجال، ومن داخل سوريا، ومن المغتربين خارج سوريا، مشهد يقشعر له البدن لجماله، كان ذلك أكثر ما رفع الأدرنالين عندي، ولم أترك الهاتف إلا حين تملكني التعب ظللت أتابع ردود الأفعال الفردية والجماعية السورية، حتى تذكرت أن هناك شيئاً اسمه «قومية عربية» وكأن مازال بها رمق أخير!قد تكون تلك عاطفة جياشة لامرأة تأسرها الكلمة، إنما ظني بأنه حتى الامتنان الخليجي السعودي كان جماعياً أيضاً، لا عند السعوديين فحسب، بل عند كل أهل الخليج كذلك، رداً على الامتنان السوري الجماعي.لذلك أناشد السوريين (دخيلكن) حافظوا على ما أنقذتموه وأكملوا عملية الإنقاذ لجثة كنا سنشيعها إلى مثواها الأخير ألا وهي «العروبة».ملاحظة:هذه التقاطة وجدت لها قيمة قد لا تقل عن قيمة كل ما ذكر على مدى اليومين السابقين من تحليلات سياسية للمشهد التي رافقت القمة السعودية الأمريكية.أكتب هذا المقال صباح الأربعاء أي قبل القمة الخليجية الأمريكية، وقد تتمخض عنها المزيد من الأخبار المفرحة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق