سيد حسين القصاب

تكثيف الحملات للحَدّ من ظاهرة الباعة الجائلين بالمنامة

ناقش مجلس أمانة العاصمة خلال جلسته صباح أمس، التي ترأستها نائب رئيس المجلس د.خلود القطان، أبرز متطلبات واحتياجات الدائرة الثانية، لاسيما في مناطق العاصمة المنامة والقفول، وسط دعوات واضحة لإعادة الطابع السكني الأصيل للمنطقة ومعالجة قضايا الاكتظاظ وسوء استغلال المساحات العامة.واستعرض المنسق الإداري سيد فيصل جملة من الاحتياجات الأساسية للدائرة، شملت صيانة الحدائق والمنتزهات، وتوفير ألعاب جديدة للأطفال، وزيادة الرقعة الخضراء لتحسين البيئة العامة، إضافة إلى تنظيم السكن الجماعي للحد من التكدس السكاني، وإزالة إشغالات الطرق التي تعيق حركة السير والمشاة، إلى جانب تنظيم عملية حجز مواقف السيارات، وتطبيق الرقابة لمنع سوء الاستخدام.وفي سياق مناقشة أزمة حجز المواقف، خاصة في العاصمة المنامة والقفول، أوضح القائم بأعمال مدير التفتيش بأمانة العاصمة خليفة الكعبي، أن فرق التفتيش تقوم بحملات دورية لإزالة الأعمدة والحواجز غير المرخصة التي تُستخدم لحجز المواقف، مبيناً أن الإزالة تقتصر فقط على الأعمدة غير المرخصة من قِبل وزارة الأشغال.من جانبها، أشارت د.خلود القطان إلى أن معاناة الأهالي، خصوصاً البحرينيين الساكنين داخل المنامة والقفول، حقيقية ويجب أن تُؤخذ بعين الاعتبار، مضيفة أن الأهالي البحرينية معذورون، ويجب التفكير في آلية تمنحهم ميزة خاصة لحماية حقهم في السكن ومواقف السيارات.وفي ذات السياق، عبّرت مدير عام أمانة العاصمة بالإنابة م.لمياء الفضالة عن أسفها على عدم وجود آلية واضحة تعالج هذه المشكلة، مقترحة إجراء مسح ميداني شامل وتخصيص امتيازات للأهالي البحرينيين الساكنين، عوضاً عن الأجانب أو حرّاس المباني الذين يسيئون استخدام المواقف من خلال حجزها وتأجيرها.من جانبه، دعا عضو المجلس د.عبدالحسن عباس إلى إعادة الاعتبار للعاصمة المنامة، وإعادة الطابع البحريني الأصيل لها.وفي موضوع آخر، تقدّم رئيس مجلس أمانة العاصمة صالح طرادة بمقترح جديد خلال جلسة المجلس، تضمّن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لجمع وتحليل بيانات زوار الحدائق العامة في مملكة البحرين، للاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في قياس وتحليل سلوك الزوار بهدف تعزيز الخدمات المقدمة وتطوير الخطط المستقبلية.ويهدف المقترح إلى جمع بيانات دقيقة تساعد على اتخاذ قرارات إدارية وتشغيلية مستنيرة، حيث تشمل البيانات التي سيتم جمعها معلومات عن العمر التقريبي للزوار باستخدام تقنيات التعرف على الوجه أو تحليل الصور، والجنس بناءً على التحليل المرئي للصور أو الفيديو، مع الحرص الكامل على احترام الخصوصية.ويشمل المقترح قياس عدد الزوار بشكل يومي أو خلال ساعات معينة، وتحليل أنماط الزيارة مثل الأوقات الأكثر شيوعاً (الصباح أو المساء)، ومدى مدة الزيارة، بالإضافة إلى تحديد الأماكن الأكثر استخداماً مثل الملاعب والمساحات الخضراء أو المطاعم، حيث يتم تتبع الأنشطة التي يشارك فيها الزوار مثل الرياضة أو القراءة أو التنزه، بما يساهم في تحسين التوزيع والتخطيط للحدائق. ويعكس هذا المقترح توجّه أمانة العاصمة نحو استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات متنوعة، بما في ذلك تحسين التجربة الترفيهية والبيئية للزوار، بالإضافة إلى توفير بيانات دقيقة وواقعية تساعد على تعزيز كفاءة التخطيط والقرارات الإدارية في المستقبل.كما شهدت جلسة مجلس أمانة العاصمة مناقشة عدد من الملفات المهمة، كان أبرزها جهود الأمانة وتكثيف الحملات للتصدي لظاهرة الباعة الجائلين المخالفين. وذكر القائم بأعمال مدير إدارة التفتيش بأمانة العاصمة خليفة الكعبي، إن الأمانة نفذت 11 حملة تفتيشية خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري (يناير-مارس)، أسفرت عن إزالة 44 شحنة كانت تنتشر في شوارع رئيسة مثل شارع الشيخ حمد، وشارع صعصعة، وشارع الزبارة، مبيناً أنه خلال شهر يناير تم إزالة 20 شحنة، بينما أزالت البلدية 9 شحنات في شهر فبراير، و15 شحنة في شهر مارس. وأوضح أن تكثيف الحملات جاء بتوجيه مباشر من الوزير والوكيل بعد تداول فيديو لسائح كويتي يتعلق بالباعة الجائلين في سوق المنامة، مما أثار الرأي العام قبل نحو عام ونصف، واستدعى التحرك الحازم لتطبيق القانون. وأشار الكعبي إلى أن الهدف ليس فقط تقليل هذه الظاهرة، بل القضاء عليها بالكامل، لأن أي تقليل دون استئصال سيتيح عودتها مجدداً. من جانبه، قال المفتش حمد المنتدب من بلدية المحرق إنه تم تلقي بلاغ من الشرطة بشأن وجود بائعين جائلين في منطقة سترة يبيعون الأسماك، وبعد التحري تم ضبط نحو 200 شخص من بائعين ومشترين، وتم تحرير مخالفات بقيمة 100 دينار لكل بائع. وأضاف أن هذه الغرامة تشكّل رادعاً فعّالاً، وفي حال عدم السداد تُحال بيانات المخالفين إلى وزارة الداخلية ليتم استدعاؤهم.