تصاعد الإبادة بغزة.. تكريس لـ"الأرض المحروقة" واستكمال لمخطط التهجير الجماعي

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

loading ad...

غزة  - كثّف جيش الاحتلال الصهيوني في الأيام الأخيرة، من هجماته على قطاع غزة، وارتكاب مجازر إبادة جماعية أكثر دموية وبشاعة بحق الفلسطينيين وعائلات بأكملها، مستهدفًا عشرات المنازل المأهولة وخيام النازحين.اضافة اعلان
وأبادت قوات الاحتلال عائلات فلسطينية بأكملها ومسحتها من السجل المدني، في مشاهد مروعة تجاوزت كل الخطوط الحمراء والقوانين الدولية، مستخدمة أحدث الطائرات العسكرية المزودة بأكثر القذائف الصاروخية فتكًا.
ولم يتوقف الاحتلال عن استخدام قنابل وصواريخ ذات قوة تدميرية هائلة، خلال استهدافه المنازل والأحياء السكنية، فضلًا عن الأحزمة النارية، ما يؤدي إلى تدمير واسع في المربعات السكنية المستهدفة في لحظات ودون سابق إنذار، وابادة وإصابة كل من كان يتواجد بداخلها.
وحسب مؤسسات حقوقية فإن العدد الكبير للضحايا بما فيهم من نساء وأطفال، يؤكد أن قوات الاحتلال اتخذت من سياسة القتل الجماعي أداة لتنفيذ جريمة الإبادة الجماعية، وهي سياسة ممنهجة يتم تنفيذها منذ بدء العدوان على قطاع غزة.
ولم تقتصر الإبادة على المواطنين فقط، بل تواصل قوات الاحتلال استهداف المستشفيات في القطاع، وإخراجها عن الخدمة، متعمدة قتل الجرحى والمرضى، عبر منع وصولهم للمستشفيات واستهدافهم بشكل مباشر.
وكثّف الاحتلال من استهدافه ومحاصرته بالتغطية النارية للمستشفى الإندونيسي شمالي القطاع، ومحيطه، ومنع وصول المرضى والطواقم والإمدادات الطبية، ما أخرجه عن الخدمة، بالإضافة إلى تعرض مستشفى العودة للقصف وإطلاق نار من المسيّرات.
مشروع تدميري
مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة يقول إن تصاعد مجازر الإبادة الجماعية في القطاع يأتي في إطار محاولة الاحتلال الحثيثة لتكريس سياسة الأرض المحروقة، واستكمال مشروعه التدميري الهادف إلى تفريغ القطاع من سكانه، وفرض معادلة الإخضاع الكامل للمدنيين عبر سياسة القتل الجماعي والتطهير العرقي.
ويوضح الثوابتة، أن الاحتلال يستغل الصمت الدولي والتواطؤ الأميركي، والدعم العسكري المتواصل، ليصعّد هجماته ضد المدنيين بلا محاسبة أو رادع.
ويؤكد أن الإصرار على استهداف التجمعات السكنية ومراكز الإيواء هو دليل واضح على تعمّد الإبادة، وليس على أي أهداف عسكرية مزعومة.
ويضيف أن إصرار الاحتلال على استهداف خيام النازحين ومنازل المدنيين يعود إلى عقيدته الحربية التي تعتمد على ترويع السكان، وتحطيم البنية المجتمعية الفلسطينية، ودفع الناس نحو النزوح الجماعي أو الانهيار التام.
أداة حرب
ووفقًا للثوابتة، فإن "الاحتلال يستخدم الردع بالدم كأداة حرب، حيث يرى أن قتل العائلات بشكل جماعي، بما في ذلك النساء والأطفال، يُشكّل وسيلة للضغط النفسي والمعنوي بهدف فرض الاستسلام".
"هذه ليست أخطاء فردية أو عمليات عرضية، بل سياسة ممنهجة تعكس نية واضحة في ارتكاب جريمة إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني".
وفي الأيام الأخيرة فقط، يوضح الثوابتة، أن قوات الاحتلال نفذت سلسلة من المجازر الدموية التي استهدفت العائلات بشكل مباشر.
ووفق البيانات الميدانية فإن ما لا يقل عن 83 عائلة فلسطينية أُبيدت بالكامل، أو بشكل شبه كامل خلال أقل من شهر، عبر قصف الخيام والمنازل بشكل متعمد.
ويبين أن عدد الشهداء تجاوز الـ950 شهيدًا خلال هذه الفترة، والجرحى 2,200، إلى جانب عشرات المفقودين الذين ما يزالون تحت الأنقاض، بسبب عجز فرق الإنقاذ والدفاع المدني عن الوصول إلى مواقع الاستهداف.
ويرى أن هذه الأرقام تُؤكد أننا أمام مرحلة جديدة من التصعيد الإجرامي للاحتلال، الذي يستهدف كل من بقي على قيد الحياة.
مشهد كارثي
ويصف الثوابتة، المشهد في شمالي قطاع غزة بأنه كارثي بكل المقاييس، إذ أصبحت جميع المستشفيات العامة، بما فيها المستشفى الإندونيسي خارج الخدمة، بفعل القصف المباشر أو الحصار والتجريف الذي تنفذه قوات الاحتلال.
ويضيف أن الوضع الصحي هناك منهار تمامًا، والمرضى والجرحى بلا رعاية، فيما تعمل الطواقم الطبية في ظروف قاسية للغاية، أو اضطرت إلى المغادرة تحت التهديد.
ويردف أن المشفى الإندونيسي، الذي كان يُعد أحد أبرز مراكز إنقاذ الحياة، بات مُحاصرًا تمامًا، ويتعرض لإطلاق نار، وتم استهداف محيطه مرارًا، ما يعني أن الفرق الطبية والمصابين باتت حياتهم مهددة بالقتل والموت، في ظل انعدام أدوات السلامة، وقصف الطرق المؤدية إليه.
ويعيش القطاع الصحي، وفقًا لمدير عام المكتب الإعلامي، واحدة من أسوأ كوارثه، منذ بداية الإبادة الجماعية.
ورغم الانهيار شبة التام في القطاع الصحي، إلا أنه يتم التعامل مع هذا الوضع الكارثي بجهود خارقة واستثنائية من الطواقم الصحية والإغاثية، ويتم اللجوء إلى الطب الميداني والعمليات الجراحية البدائية، وأحيانًا يتم ذلك في مراكز إيواء مؤقتة أو مدارس غير مهيّأة، وسط انقطاع شبه كامل في الأدوية والمستلزمات الطبية الحيوية. يؤكد الثوابتة
ويوضح أن نقل الجرحى يتم غالبًا على عربات أو بأيدي المواطنين، في ظل غياب سيارات الإسعاف الكافية وانعدام الوقود الذي لم يدخل قطاع غزة منذ قرابة 80 يومًا.
ويشير إلى أن الشهداء يُدفنون في مقابر جماعية أو حدائق عامة، بسبب الاكتظاظ ونفاد المساحات.
ويشدد الثوابتة على أنه رغم كل ذلك، ما تزال المؤسسات الوطنية تبذل أقصى جهودها لتقديم الحد الأدنى من العون والرعاية، وسط تقاعس دولي مريع.-(وكالات)
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق