ديسمبر 22, 2024 5:02 م
كاتب المقال : علي سعادة
يعتبر من جيل الأوائل والرواد في جماعة الإخوان المسلمين وعاصر جميع الأحداث التي شهدتها الجماعة، وكان الممثل الدبلوماسي للجماعة في الكثير من الملفات .
يوسف ندا الذي توفي اليوم الأحد عن عمر ناهز 93 عاما، المولود عام 1931 في الإسكندرية، تعرف على جماعة الإخوان المسلمين في سن مبكرة وله من العمر 17 عاما، وخاصة مؤسسها الراحل حسن البنا، وشارك في حرب القنال عام 1951، وتعرض للاعتقال على يد حكم جمال عبد الناصر، في ما يعرف بحادث المنشية عام 1954، وأفرج عنه بعد عامين.
وبعد خروجه من السجن تم فصله من الجامعة وشطب قيده من سجلاتها.
بدأ ندا نشاطه التجاري بعد خروجه من المعتقل، حيث عمل في تجارة منتجات الألبان مع إدارته مكتبا للتصدير، وتعاقد مع بعض الشركات النمساوية والسويسرية لتصدير منتجات الألبان. عاد يوسف ندا لكلية الزراعة وأنهى دراسته الجامعية في عام 1959. وفي عام عام 1960 قرر ندا الهجرة من مصر، فذهب بداية إلى ليبيا، حتى لقب نهاية الستينيات بأنه “ملك الأسمنت” في منطقة البحر المتوسط.
بعد أن نقل نشاطاته التجارية، وبحكم علاقته القوية بالملك إدريس السنوسي آنذاك، حصل على الجنسية الليبية ليكون بوابته إلى العالم لتوسيع علاقاته الاقتصادية خاصة في أوروبا.
لكنه اضطر إلى ترك ليبيا بعد انقلاب معمر القذافي، وتوجه إلى إيطاليا، واستقر في مدينة كامبيونا على الحدود السويسرية، وأنشأ ندا بعد وصوله إلى إيطاليا عدة مكاتب في أمريكا واسكتلندا والسعودية ولختنشتاين ونيجيريا والنمسا. حصل على الجنسية التونسية في عهد الرئيس الحبيب بورقيبة في الستينيات، وأيضا حصل على الجنسية الإيطالية.
وأسس عام 1988 “بنك التقوى” في جزر البهاما مع القيادي بـ”الإخوان” غالب همت في عام 1988، وكان أول بنك إسلامي يعمل خارج الدول الإسلامية، واستطاع البنك تحقيق مكاسب كبيرة في سنواته الأولى، ما دفع يوسف ندا إلى أن يكون شخصية بارزة في عالم الاقتصاد والمال في أوروبا.
وعلى إثر هجمات 11 أيلول/ سبتمبر اتهمه إدارة جورج بوش رسميا بتمويلها، ما أدى إلى قيام وزارة الخزانة الأمريكية بتجميد مختلف أصوله وأرصدته ووضع اليد على أصول البنك.
وبعد وضعه تحت الإقامة الجبرية في سويسرا والتحقيق معه من قبل أجهزة أمنية غربية وأبرزها الأمريكية، باءت محاولات إدانته بالفشل وشطب اسمه من قائمة الداعمين للإرهاب، لكن الولايات المتحدة أصرت على إبقاء اسمه في القوائم السوداء رغم عدم عثورها على أدلة ضده.
شغل ندا منصبا مهما في جماعة الإخوان المسلمين، وكان مفوضا دوليا باسمها، وقام بأدوار وساطة مهمة بين العديد من الدول، وخاصة في غزو الكويت، وبين السعودية واليمن في أزمة الجزائر مع جبهة الإنقاذ. وساهم في إقامة علاقات دبلوماسية للجماعة، إذ كان مفوضا دوليا باسم الجماعة وقام بأدوار وساطة مهمة بين عديد من الدول، وعمل في حل بعض النزاعات الدولية.
وفي عام 2008 أحاله الرئيس المصري الراحل حسني مبارك إلى المحاكمة العسكرية، وحكم عليه بالسجن 10 سنوات غيابيا، وذلك قبل أن يصدر الرئيس الراحل محمد مرسي عفوا عاما عنه في عام 2012.
وفي منتصف الشهر الحالي، أدرج ندا على قائمة “الكيانات الإرهابية” في مصر ، وأدرج في قوائم الإرهاب ضمن 76 قياديا آخرين من الجماعة لمدة 5 سنوات تبدأ من 9 الشهر الجاري.
0 تعليق