البديوي: الإحصاء يتطلب توسيع دائرة البرامج المشتركة والشراكات مع المراكز البحثية
احتفل المركز الإحصائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اليوم بيوم الإحصاء الخليجي، الذي جاء هذا العام تحت شعار "مستقبل الإحصاء نحو تنمية خليجية مستدامة"، مجسداً الدور الذي يقوم به الإحصاء في رفد جهود التنمية عبر توفير البيانات الموثوقة والمؤشرات لصانعي القرار وقياس المنجزات التنموية. رعى الاحتفال معالي جاسم بن محمد البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، بحضور معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية، في فندق ماندارين أورينتال مسقط.
أشاد معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بجهود تحسين وتطوير منظومة الإحصاء الخليجية، ما انعكس إيجابا على بناء قواعد بيانات تتسم بالشمولية والدقة والجودة، ما أسهم في متابعة مؤشرات الإنجاز. وعبر معاليه عن شكره للأجهزة الإحصائية الخليجية ودورها في إنجاح عمل المركز الإحصائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من خلال البرامج المشتركة التي مكّنت المركز من أداء دوره في دعم المنظومة الإحصائية الخليجية، حيث أنجز المركز خلال هذا العام ١٥٢ منتجا إحصائيا. وبيّن معاليه أن العمل الخليجي المشترك وجهود استكمال مقومات الوحدة بالتركيز على المشاريع المشتركة، والعمل على الانتهاء من متطلبات الاتحاد الجمركي، وتحقيق السوق الخليجية المشتركة، والأمن المائي والغذائي، وتبني متطلبات الثورة الصناعية الرابعة، وتحقيق التنوع الاقتصادي، والتكامل بين دول المجلس، يتطلب جهودًا يقوم فيها الإحصاء بدور جوهري في إتاحة الرقم الإحصائي الذي يعكس الواقع، ويمكن من السير نحو المستقبل.
وقال معاليه: إن شعار الاحتفال هذا العام (مستقبل الإحصاء نحو تنمية خليجية مستدامة) يتطلب تدعيم العمل الإحصائي الخليجي من خلال توسيع دائرة البرامج المشتركة، وبناء شراكات مع الجامعات والمراكز البحثية، وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في العمل الإحصائي.
من جانبها، قالت سعادة انتصار بنت عبدالله الوهيبية، مدير عام المركز الإحصائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إن احتفالنا بهذا اليوم يعد مناسبة مهمة للتأمل فيما أنجزناه، ودعوة للتفكر فيما نسعى إليه، حيث قطعت منظومة الإحصاء الخليجية شوطًا كبيرًا في بناء منظومة إحصائية ترتقي إلى المستويات العالمية، تدعم أهدافنا الطموحة، وتستند إلى شراكات.
متينة وتعاون وثيق فيما بيننا، وهو ما يشكل حجر الأساس لتحقيق رؤيتنا المشتركة لمستقبل مزدهر للعمل الإحصائي الخليجي، ونحو آفاق أرحب ومجالات أوسع لتنفيذ تلك الغايات.
وقالت: إن المركز الإحصائي الخليجي يحرص على تقديم نموذج حديث يدمج بين العمل الإحصائي والعمل المعلوماتي، بهدف دعم اتخاذ القرار، بشكل يتماشى مع متطلبات اقتصاد المعرفة والمعلومات، ويسهم في توجيه السياسات العامة نحو تحقيق رؤيتنا المشتركة للنمو والازدهار.
استخدام التقنيات الحديثة
وبينت أنه بفضل التقدم التكنولوجي والابتكار، واستخدام التقنيات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة، فإن هناك فرصًا تبشر بمستقبل واعد، فرصًا تحمل إمكانات هائلة وتفتح آفاقًا واسعة لتحسين جودة وسرعة البيانات، ومن خلال التحول الرقمي، تتاح لنا فرصة ذهبية لإعادة تشكيل أساليبنا التقليدية في العمل الإحصائي، وتقديم رؤى أكثر عمقًا وشمولاً.
وأضافت الوهيبية: إن هناك تحديات كبيرة قد تعترض الطريق، لعل أبرزها آلية إدارة الكم الهائل من البيانات، ومنهجية تحليلها وكيفية استخدامها بفعالية، إلى جانب حماية خصوصية الأفراد وأمن المعلومات.
يشير تقرير بعنوان "أبرز التحديات والمخاطر التي يواجهها العالم"، والصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي مطلع هذا العام، إلى أن المعلومات الخاطئة والمضللة تحتل المرتبة الأولى بين المخاطر العالمية على المدى القصير، والمرتبة الخامسة على المدى الطويل، مما يشير بوضوح إلى حجم التحدي الذي يواجهنا في هذا الجانب. وبينت أن السبيل لمواجهة كل ذلك هو استشراف المستقبل ومواصلة العمل على برامج بناء المعارف والقدرات، وتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء، وتبادل الخبرات على المستوى الإقليمي والدولي.
وشهد الاحتفال تقديم عرض مرئي بعنوان "مستقبل الإحصاء نحو تنمية خليجية مستدامة"، والذي استعرض دور الإحصاء كبوصلة تحدد المسارات، وكجسر يوحد الجهود الخليجية ويربط الرؤى بالمشاريع والإنجازات في كافة القطاعات، ليكون بمثابة عدسة.
التي تعكس الرؤى الخليجية المشتركة، وبوابة العبور نحو المستقبل. وعلى هامش الاحتفال، تم تنظيم معرض مصاحب، عُرِّفَ من خلاله بالمشاريع والتطبيقات الإحصائية في دول المجلس، وأحدث الإصدارات الإحصائية.
0 تعليق