عمان- الغد - حققت أسعار الذهب مكاسب استثنائية في آخر 5 سنوات في ظل أزمات سياسية وأمنية واقتصادية شكلت بيئة خصبة للاستثمار في الأصول الأكثر أمانا.
وبين الاضطرابات الاقتصادية والجيوسياسية، أثبت الذهب أنه أكثر من ملاذ آمن، بعد أن حقق مكاسب وصلت نسبتها إلى 74 % خلال الأعوام 2020-2024.اضافة اعلان
وشهدت السنوات الخمس الماضية تحولات دراماتيكية عكست تأثير الأزمات العالمية على الأسواق، وأثرت على أسعار الذهب ارتفاعا منذ بداية العام 2020 من مستوى 1517 دولارا وصولا إلى 1632 دولارا أمس.
وفي السوق المحلية ارتفع الذهب من عيار 21 في بداية العام 2021 من 31 دينارا إلى زهاء 53 دينارا حاليا.
ومنذ العام 2020 تحديدا، حينما رزح العالم تحت وطأة أزمة "كورونا" ارتفعت أسعار الذهب 25 % في ظل ارتباك الأسواق العالمية، إذ افتتح المعدن النفيس ذلك العام عند 1517 دولارًا للأونصة وأغلق عند 1898 دولارًا.
وبعد ذلك في العام 2021، ومع بدء التعافي الاقتصادي العالمي، تراجعت أسعار الذهب بنسبة 3.7 % لينخفض من 1898 دولارًا عند الافتتاح إلى 1828 دولارًا، إذ فقد جزءا من جاذبيته لصالح الأصول ذات المخاطر الأعلى.
ومن ثم، في العام 2022 قفز الذهب إلى مستويات تجاوزت ألفي دولار وسط الحرب الروسية الأوكرانية، التي كان من المتوقع أن تعزز الطلب على الذهب بشكل أكبر، إلا أن قوة الدولار، وسياسات رفع الفائدة حدت من المكاسب، ليسجل الذهب انخفاضًا طفيفًا في نهاية العام ويغلق عند 1823 دولارا من 1828 دولارًا عند الافتتاح.
أما في 2023، استعاد الذهب بعض الزخم، إذ ارتفعت أسعاره بنسبة 13 % ليغلق عند 2062 دولارًا مقارنة بسعر الافتتاح عند 1823 دولارًا، مدعومة بتزايد المخاوف التضخمية رغم تأثير رفع الفائدة الأميركية وأزمة البنوك الأميركية التي أثرت على استقرار الأسواق المالية.
لكن 2024 كان عامًا استثنائيًا للذهب، إذ افتتح عند 2062 دولارًا للأونصة وأغلق عند 2649 دولارًا بنهاية تشرين الثاني (نوفمبر) مسجلًا مكاسب نسبتها 28.5 % وهي الأعلى خلال السنوات الأربع، فيما ما زال المجال مفتوحا لمزيد من التغيرات فيما تبقى من العام.
ويرى خبراء أن المعدن الأصفر أثبت في مواجهة الأزمات، ليبقى في طليعة اهتمام المستثمرين والمستهلكين على حد سواء.
وعن العوامل التي ساهمت في ارتفاع أسعار الذهب في عام 2024، أشار تاجر الذهب أسامة امسيح إلى عدة أسباب رئيسة.
وقال امسيح " كان من أبرز هذه الأسباب انخفاض فوائد الدولار الأميركي، مما حفز المستثمرين على شراء الذهب، فالفوائد المنخفضة تجعل الذهب خيارًا استثماريًا جذابًا مقارنة بالسندات".
وأضاف"ثانيًا، مخاوف انتشار الحرب الأوكرانية كان عاملًا مؤثرًا في دفع أسعار الذهب للارتفاع، فمع استمرار الحرب بين روسيا وأوكرانيا، زادت المخاوف من تصاعد الأزمات الجيوسياسية وتوسع نطاقها إلى مناطق أخرى من العالم، ما جعل الذهب ملاذًا آمنًا للمستثمرين الذين يبحثون عن حماية أموالهم في أوقات الأزمات".
كما أشار مسيح إلى أن بعض الدول الكبرى بدأت في بيع السندات الأميركية وشراء الذهب بدلاً منها، مما ساهم في رفع سعر المعدن الأصفر.
وكذلك، فإن الدول التي كانت تخشى تجميد الأصول وجدت في الذهب خيارًا آمنًا لأنه غير تابع لأي جهة أو دولة.
وفيما يتعلق بتوقعات 2025، تحدث امسيح عن احتمالية خفض الفائدة، ما يعزز من جاذبية الذهب كاستثمار آمن.
رغم ذلك قال امسيح" لا أتوقع أن يصعد الذهب بشكل مستمر، بل من المحتمل أن يشهد فترات من التصحيح، إذ يتوقع أن ينخفض سعره إلى مستويات 2300 أو 2400 دولار قبل أن يستأنف ارتفاعه مجددًا"
من جهته، يقول الخبير الاقتصادي زيان زوانة إن الأسباب التي أدت إلى صعود الذهب في العام 2024 تمثلت في حالة عدم اليقين العالمية وحروب التجارة والنفوذ وسلاسل التوريد وحرب روسيا - أوكرانيا".
كما لفت زوانة إلى تبعات حجز الغرب على أرصدة روسيا لديه مما أخاف العالم، وأدى إلى خروج دول كبرى وبنوكها المركزية من محافظها الدولارية ولجوء البنوك المركزية الكبرى لشراء الذهب كملاذ آمن.
وكذلك فإن تصاعد قوة مجموعة "بريكس"، واستعمالها لعملاتها المحليه في تسوية تجارتها المتبادلة، وتقليل حاجتها للدولار واستبداله بمزيد من الذهب أعطاه دعما إضافيا، بحسب زوانة.
وبالنسبه لأسعاره في العام 2025، سيبقى يراوح الذهب حول سعره الحالي صعودا وهبوطا بنسب بسيطة بحسب زوانة.
ولفت زوانة إلى أن استمرار حروب التجارة التي سيقودها ترامب ضد الجميع(كندا والمكسيك وأوروبا)، أو منافسين كما الصين وبقاء ملفات خلافية كبرى دون حلول قريبه ( أوكرانيا، تايوان، اقتصاد التكنولوجيا…) يحمل في طياتها بذور تصاعد الصراعات.
من ناحيته يقول الخبير الاقتصادي قاسم الحموري "الذهب يظل الملاذ الآمن للمستثمرين خلال الأوقات المضطربة، إذ يلجأ الأفراد لشرائه حفاظًا على قيمة أموالهم ولسهولة نقله مقارنة بأصول أخرى".
وفيما يخص التوقعات للعام المقبل، يشير الحموري إلى صعوبة التكهن بتطورات الأحداث الجيوسياسية، مثل استمرار الحرب في أوكرانيا، والأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط وسورية.
ويؤكد أن هذه العوامل تلعب دورًا كبيرًا في تحديد مسار أسعار الذهب، حيث تزداد قيمته عادة مع تصاعد الأزمات التي تدفع المستثمرين للبحث عن أصول آمنة.
وبين الاضطرابات الاقتصادية والجيوسياسية، أثبت الذهب أنه أكثر من ملاذ آمن، بعد أن حقق مكاسب وصلت نسبتها إلى 74 % خلال الأعوام 2020-2024.اضافة اعلان
وشهدت السنوات الخمس الماضية تحولات دراماتيكية عكست تأثير الأزمات العالمية على الأسواق، وأثرت على أسعار الذهب ارتفاعا منذ بداية العام 2020 من مستوى 1517 دولارا وصولا إلى 1632 دولارا أمس.
وفي السوق المحلية ارتفع الذهب من عيار 21 في بداية العام 2021 من 31 دينارا إلى زهاء 53 دينارا حاليا.
ومنذ العام 2020 تحديدا، حينما رزح العالم تحت وطأة أزمة "كورونا" ارتفعت أسعار الذهب 25 % في ظل ارتباك الأسواق العالمية، إذ افتتح المعدن النفيس ذلك العام عند 1517 دولارًا للأونصة وأغلق عند 1898 دولارًا.
وبعد ذلك في العام 2021، ومع بدء التعافي الاقتصادي العالمي، تراجعت أسعار الذهب بنسبة 3.7 % لينخفض من 1898 دولارًا عند الافتتاح إلى 1828 دولارًا، إذ فقد جزءا من جاذبيته لصالح الأصول ذات المخاطر الأعلى.
ومن ثم، في العام 2022 قفز الذهب إلى مستويات تجاوزت ألفي دولار وسط الحرب الروسية الأوكرانية، التي كان من المتوقع أن تعزز الطلب على الذهب بشكل أكبر، إلا أن قوة الدولار، وسياسات رفع الفائدة حدت من المكاسب، ليسجل الذهب انخفاضًا طفيفًا في نهاية العام ويغلق عند 1823 دولارا من 1828 دولارًا عند الافتتاح.
أما في 2023، استعاد الذهب بعض الزخم، إذ ارتفعت أسعاره بنسبة 13 % ليغلق عند 2062 دولارًا مقارنة بسعر الافتتاح عند 1823 دولارًا، مدعومة بتزايد المخاوف التضخمية رغم تأثير رفع الفائدة الأميركية وأزمة البنوك الأميركية التي أثرت على استقرار الأسواق المالية.
لكن 2024 كان عامًا استثنائيًا للذهب، إذ افتتح عند 2062 دولارًا للأونصة وأغلق عند 2649 دولارًا بنهاية تشرين الثاني (نوفمبر) مسجلًا مكاسب نسبتها 28.5 % وهي الأعلى خلال السنوات الأربع، فيما ما زال المجال مفتوحا لمزيد من التغيرات فيما تبقى من العام.
ويرى خبراء أن المعدن الأصفر أثبت في مواجهة الأزمات، ليبقى في طليعة اهتمام المستثمرين والمستهلكين على حد سواء.
وعن العوامل التي ساهمت في ارتفاع أسعار الذهب في عام 2024، أشار تاجر الذهب أسامة امسيح إلى عدة أسباب رئيسة.
وقال امسيح " كان من أبرز هذه الأسباب انخفاض فوائد الدولار الأميركي، مما حفز المستثمرين على شراء الذهب، فالفوائد المنخفضة تجعل الذهب خيارًا استثماريًا جذابًا مقارنة بالسندات".
وأضاف"ثانيًا، مخاوف انتشار الحرب الأوكرانية كان عاملًا مؤثرًا في دفع أسعار الذهب للارتفاع، فمع استمرار الحرب بين روسيا وأوكرانيا، زادت المخاوف من تصاعد الأزمات الجيوسياسية وتوسع نطاقها إلى مناطق أخرى من العالم، ما جعل الذهب ملاذًا آمنًا للمستثمرين الذين يبحثون عن حماية أموالهم في أوقات الأزمات".
كما أشار مسيح إلى أن بعض الدول الكبرى بدأت في بيع السندات الأميركية وشراء الذهب بدلاً منها، مما ساهم في رفع سعر المعدن الأصفر.
وكذلك، فإن الدول التي كانت تخشى تجميد الأصول وجدت في الذهب خيارًا آمنًا لأنه غير تابع لأي جهة أو دولة.
وفيما يتعلق بتوقعات 2025، تحدث امسيح عن احتمالية خفض الفائدة، ما يعزز من جاذبية الذهب كاستثمار آمن.
رغم ذلك قال امسيح" لا أتوقع أن يصعد الذهب بشكل مستمر، بل من المحتمل أن يشهد فترات من التصحيح، إذ يتوقع أن ينخفض سعره إلى مستويات 2300 أو 2400 دولار قبل أن يستأنف ارتفاعه مجددًا"
من جهته، يقول الخبير الاقتصادي زيان زوانة إن الأسباب التي أدت إلى صعود الذهب في العام 2024 تمثلت في حالة عدم اليقين العالمية وحروب التجارة والنفوذ وسلاسل التوريد وحرب روسيا - أوكرانيا".
كما لفت زوانة إلى تبعات حجز الغرب على أرصدة روسيا لديه مما أخاف العالم، وأدى إلى خروج دول كبرى وبنوكها المركزية من محافظها الدولارية ولجوء البنوك المركزية الكبرى لشراء الذهب كملاذ آمن.
وكذلك فإن تصاعد قوة مجموعة "بريكس"، واستعمالها لعملاتها المحليه في تسوية تجارتها المتبادلة، وتقليل حاجتها للدولار واستبداله بمزيد من الذهب أعطاه دعما إضافيا، بحسب زوانة.
وبالنسبه لأسعاره في العام 2025، سيبقى يراوح الذهب حول سعره الحالي صعودا وهبوطا بنسب بسيطة بحسب زوانة.
ولفت زوانة إلى أن استمرار حروب التجارة التي سيقودها ترامب ضد الجميع(كندا والمكسيك وأوروبا)، أو منافسين كما الصين وبقاء ملفات خلافية كبرى دون حلول قريبه ( أوكرانيا، تايوان، اقتصاد التكنولوجيا…) يحمل في طياتها بذور تصاعد الصراعات.
من ناحيته يقول الخبير الاقتصادي قاسم الحموري "الذهب يظل الملاذ الآمن للمستثمرين خلال الأوقات المضطربة، إذ يلجأ الأفراد لشرائه حفاظًا على قيمة أموالهم ولسهولة نقله مقارنة بأصول أخرى".
وفيما يخص التوقعات للعام المقبل، يشير الحموري إلى صعوبة التكهن بتطورات الأحداث الجيوسياسية، مثل استمرار الحرب في أوكرانيا، والأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط وسورية.
ويؤكد أن هذه العوامل تلعب دورًا كبيرًا في تحديد مسار أسعار الذهب، حيث تزداد قيمته عادة مع تصاعد الأزمات التي تدفع المستثمرين للبحث عن أصول آمنة.
0 تعليق