في عالم المسرح الدولي اللامعقول الذي شهدنا بعض فصوله في غزه وجنوب لبنان، يحار المرء في زخم عبثيته وسرياليته، ووتيرة إنتاجه لمسرحيات مغرقة في الغموض والاستعصاء على الفهم والهضم، حتى أنّ صموئيل بيكت في مسرحيته المشهورة "في انتظار غودو" أصبح تلميذاً هاوياً لما يصنعه أساطين المسرح الدولي الذي تكتب سيناريوهاته قوى تفكر وتخطط لهذه الشعوب المغلوبة على امرها ولا تملك حتى تقرير مصيرها، ولذلك تفرح هذه الشعوب وتبتهج وتصفق عندما تسمع عبارات "الثورة" و"الحرية" و"العدالة"، إلا ان منطق التاريخ اثبت في كثير من المرات ان العديد مما سمي بالثوراث والاحتجاجات لم تكن اكثر من مجرد صراع على السلطة من زمزه لا تختلف عمن سبقتها، وها هي جبهة النصرة / تحرير الشام على ابواب دمشق وستدخلها دخول الفاتحين وسط لهيب من التصفير والتصفيق والتهليل، وستظهر سجلات الاجهزة الامنية والمخابرات التي لم تقصر بالتنكيل بالناس كما هو في معظم الانظمة العربية التي لا تعرف الديمقراطية ولا تعترف بالحرية، لكن المرتجى ان تدوم هذه الافراح والليالي الملاح وان يحل الحكام الجدد لسورية بحللهم الجديدة الخالية من دنس الفساد، أو التطرف، أوالتعصب وروح الانتقام واحتكار الحقيقة. اضافة اعلان
من المفترض أن هناك جمهوراً مخدوعاً وواهماً وقلقاً ينتظرهم، وأن محطتهم الأولى ستكون دمشق في رحلتهم الجهادية الطويلة.. فماذا يتوقع الجمهور أن يحدث صبيحة دخول الفاتحين الجدد؟، دعونا ندخل عالم هذا المسرح العبثي ونطلق خيالنا سريالياً ونجسد ما يدور في العقل الباطن لدى جمهور المنتظرين إلى مشاهد، تبدأ ببثها قناة الجزيرة، وقناه الشام، وقناة سورية اليوم وما تتناقله محطتا البي بي سي والسي إن إن وغيرهما ممن يحملون نفس العلامة السياسية والتجارية.
يبدأ مشهد المسرحية الأول بأن يقطع تلفزيون الجزيرة أو العربية برامجه لإذاعة خبر عاجل يفيد بدخول الثوار دمشق ووصولهم الى ساحة الامويين، مع صور لرتل من السيارات رباعية الدفع تسير في ضاحية الأسد وعليها رشاشات، ورجال بلحى طويلة يكبرون "الله أكبر" ويلوحون برايات النصر، وعلى جانب الطريق اصطف بعض الرجال والنساء والأطفال المشدوهين، أحدهم كان يبكي، وإحدى النسوة ترفع يديها بدعاء لا نعرف مضمونه، ثم يبدأ بث سيل من التصريحات والكل يتساءل عن مصير الرئيس السوري، المصادر تفيد بأنه غادر بطائرة هليكوبتر مع عائلته وعدد من المقربين وعدد من الحقائب إلى جهة مجهولة، والبعض يراهن أنها اتجهت إلى إيران أو روسيا وآخرون يدعون بأنها في طريقها إلى اللاذقية، وتتوالى الأخبار العاجلة ومراسل الجزيرة يعلن أنه قد دخل دمشق ويعرض صور جماعات مسلحة يلوحون ببنادقهم وكوفياتهم ويطلقون الرصاص في الهواء، ثم يعرض التلفزيون حريقا شب في شعبة امن المعلومات بدمشق وان الصور تتوالي حول تهشيم واسقاط تماثيل الرئيس السوري ووالده المنصوبة في الساحات.
المشاهد المأساوية التي كانت تراوح خيالنا من اقتتال ونشوب حرائق قد لا تحصل لأن المسرحية بدأت سلمية وستنتهي سلمية، وربما اتعظ ثوار الشام بما حصل مع ثوار ليبيا الذين آلت ثورتهم من اجواء الفرح والتصفيق واطلاق الرصاص في الهواء الطلق الى وبال وكوراث وحروب فئوية واهلية لم تشفَ منها، ليس لنا سوى ان ندعو الله ان يجنب اخوتنا في سورية مالآت الثوراث العربية التي اجهضت بعد وقت قصير من تخلصها من الظلم والطغيان، وانشغلت في حروب الكر والفر داخل الوطن الواحد، لنتفاءل هذه المرة على ضوء ما شاهدناه في حلب وحما وليحفظ الله سورية بلداً عربياً ابياً ومزدهرا.
من المفترض أن هناك جمهوراً مخدوعاً وواهماً وقلقاً ينتظرهم، وأن محطتهم الأولى ستكون دمشق في رحلتهم الجهادية الطويلة.. فماذا يتوقع الجمهور أن يحدث صبيحة دخول الفاتحين الجدد؟، دعونا ندخل عالم هذا المسرح العبثي ونطلق خيالنا سريالياً ونجسد ما يدور في العقل الباطن لدى جمهور المنتظرين إلى مشاهد، تبدأ ببثها قناة الجزيرة، وقناه الشام، وقناة سورية اليوم وما تتناقله محطتا البي بي سي والسي إن إن وغيرهما ممن يحملون نفس العلامة السياسية والتجارية.
يبدأ مشهد المسرحية الأول بأن يقطع تلفزيون الجزيرة أو العربية برامجه لإذاعة خبر عاجل يفيد بدخول الثوار دمشق ووصولهم الى ساحة الامويين، مع صور لرتل من السيارات رباعية الدفع تسير في ضاحية الأسد وعليها رشاشات، ورجال بلحى طويلة يكبرون "الله أكبر" ويلوحون برايات النصر، وعلى جانب الطريق اصطف بعض الرجال والنساء والأطفال المشدوهين، أحدهم كان يبكي، وإحدى النسوة ترفع يديها بدعاء لا نعرف مضمونه، ثم يبدأ بث سيل من التصريحات والكل يتساءل عن مصير الرئيس السوري، المصادر تفيد بأنه غادر بطائرة هليكوبتر مع عائلته وعدد من المقربين وعدد من الحقائب إلى جهة مجهولة، والبعض يراهن أنها اتجهت إلى إيران أو روسيا وآخرون يدعون بأنها في طريقها إلى اللاذقية، وتتوالى الأخبار العاجلة ومراسل الجزيرة يعلن أنه قد دخل دمشق ويعرض صور جماعات مسلحة يلوحون ببنادقهم وكوفياتهم ويطلقون الرصاص في الهواء، ثم يعرض التلفزيون حريقا شب في شعبة امن المعلومات بدمشق وان الصور تتوالي حول تهشيم واسقاط تماثيل الرئيس السوري ووالده المنصوبة في الساحات.
المشاهد المأساوية التي كانت تراوح خيالنا من اقتتال ونشوب حرائق قد لا تحصل لأن المسرحية بدأت سلمية وستنتهي سلمية، وربما اتعظ ثوار الشام بما حصل مع ثوار ليبيا الذين آلت ثورتهم من اجواء الفرح والتصفيق واطلاق الرصاص في الهواء الطلق الى وبال وكوراث وحروب فئوية واهلية لم تشفَ منها، ليس لنا سوى ان ندعو الله ان يجنب اخوتنا في سورية مالآت الثوراث العربية التي اجهضت بعد وقت قصير من تخلصها من الظلم والطغيان، وانشغلت في حروب الكر والفر داخل الوطن الواحد، لنتفاءل هذه المرة على ضوء ما شاهدناه في حلب وحما وليحفظ الله سورية بلداً عربياً ابياً ومزدهرا.
0 تعليق