غزة - منخفض عابر سيحل على البلاد لساعات فقط، هكذا وصفته دائرة الأرصاد الجوية، لكنه حمل هواجس تنهش قلوب النازحين الذين تركوا منازلهم عنوة وهجروا منها قسرًا تحت أزيز طائرات الاحتلال الصهيوني.اضافة اعلان
ومع تواصل حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، يحلُّ شتاءٌ آخر حاملاً في طياته رياحا تعصف خياما اهترأت أقمشتها وطارت أخشابها دون أن تحفظ عهدا قطعته لساكنيها مع أول ضربة أثناء نصبها في مخيمات النزوح.
تهب الرياحٌ في كل مكان ضاربة بقوتها مأوى التحفه النازحون الذين لا يملكون القوة لصدها عن أجساد أطفالهم.
"أصعب ليلة عشناها"، هكذا تصف النازحة بأحد الخيام في مواصي خانيونس جنوبي القطاع جيهان قزعاط ليلتهم.
وتضيف قزعاط،: "طوال الليل ونحن مستيقظون لتثبيت الخيم كيلا تطير، والهواء يلفح الأولاد ليمرضوا".
وتتابع أن "المحظوظ مَن بقيت خيمته ثابتة ولم تطر من قوة الرياح أو لم تبتلعها أمواج البحر العاتية".
في الخيام، تمتزج دموع الأطفال بأمواج البحر ودوامة الرياح فترديها أرضا، أما التي تصمد وتبقى واقفة، فيتطاير النايلون الذي يغطيها يمينا ويسارا دون رأفة بالأطفال وخوفهم.
"حياتنا في الخيم أشبه بالعدم، مع كل منخفض تحل علينا كارثة"، تحكي قزعاط ويملأ عينيها الحزن.
وتردف "أجسادنا تجمدت من البرد والصقيع، ليس هناك أغطية تكفي والخيام طارت فوق رؤوس النازحين، حتى الملابس لا تقي البرد فهي قليلة".
وتشير النازحة من مدينة غزة لمواصي خانيونس إلى أن "أسعار الأغطية بالأسواق مرتفعة، عدا عن غرق الخيام المتبقية بمياه الأمطار أو بمياه المد البحري التي تغرق الأرضيات".
"جميع الأطفال والكبار تجمدت أطرافهم وعروقهم من شدة البرد والصقيع الشديد فضلا عن إصابتهم بنزلات البرد والانفلونزا"، وفق قزعاط.
وكان اتحاد بلديات قطاع غزة حذر من شتاء صعب على المواطنين بعد تدمير الاحتلال البنية التحتية في قطاع غزة.
من جهته، قال المكتب الإعلامي الحكومي، في بيان، إن قرابة 10 آلاف خيمة تلفت وجرفتها مياه البحر بعد امتداد الأمواج.
ووفق الإحصاءات الرسمية، فإن 81 % من خيام النازحين أصبحت غير صالحة للاستخدام وذلك بعد تلف 110 آلاف خيمة، من أصل 135 ألف خيمة.
وأشار الإعلام الحكومي إلى أن مليوني غزي بلا مأوى سيفترشون الأرض ويلتحفون السماء، في ظل إغلاق المعابر مع القطاع ومنع الاحتلال إدخال 250 ألف خيمة وكرفان لغزة.
وكان المكتب الإعلامي الحكومي حذر من مُنخفض جوي عالي الفعالية يُؤثر على قطاع غزة.
وطالب البيان المجتمع الدَّولي والدول العربية بفكفكة الأزمة الإنسانية وإنقاذ واقع النازحين بشكل فوري وعاجل.
وجدد التحذير من منخفض جوي عالِ الفعالية يُتوقع أن يؤثر على قطاع غزة بشكل كبير خلال الساعات والأيام المقبلة.
وتشير التوقعات إلى احتمالية هطول كميات غزيرة من الأمطار تتراوح بين 60 - 80 ملم في السيناريو الأعلى، و25 - 50 ملم في السيناريو الأدنى. وفي كلتا الحالتين، فإن خطراً كبيراً يُشكّل تهديداً حقيقياً لخيام النازحين الذين يعانون معاناة مأساوية نتيجة جرائم الاحتلال "الإسرائيلي" بحقهم وهدم منازلهم وأحيائهم السكنية، حيث أرغمهم الاحتلال على النزوح إلى خيام مهترئة لا تقي من برودة الشتاء ولا من موجات الصقيع القاسية.
ومن المتوقع أن تبدأ فرص الأمطار خلال الساعات القادمة وتزداد تدريجياً اليوم وغدا، وبالتزامن يُتوقّع حدوث هبات قوية من الرياح، مع ارتفاع الأمواج إلى أكثر من مترين، مما يزيد من احتمالية تأثيرات المنخفض على المناطق الساحلية الممتلئة بخيام النازحين.
وبين البيان أن مليوني نازح يعيشون ظروفاً إنسانيةً كارثيةً نتيجة مباشرة لجريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" منذ 450 يوماً بشكل متواصل، حيث دمّر مئات آلاف المنازل لهؤلاء النَّازحين بشكل كامل.
وقال إن هذه الأزمة الإنسانية العميقة مستمرة في ظل وجود المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية دون أن يُحرّكوا ساكناً، ودون أن نرى خطوات عملية لتجاوز هذه الأزمة الإنسانية الخطيرة التي تودي بحياة النازحين والمواطنين.
كما دان بأشد العبارات هذه الممارسات الإجرامية التي طالت المدنيين الأبرياء ودفعتهم إلى هذه المعاناة المستمرة وذلك بفعل الاحتلال "الإسرائيلي" المجرم، وندعو كل العالم إلى إدانة هذه الجرائم غير الإنسانية.
وحمل البيان الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة عن تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، وكذلك الإدارة الأميركية والدول التي دعمت وشاركت في الإبادة الجماعية مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا، ونطالبهم بوقف الإبادة الجماعية.
ودعا المجتمع الدولي لفكفكة الأزمة الإنسانية والتَّحرك الفوري وممارسة دوره الفعلي للضغط على الاحتلال "الإسرائيلي" من أجل وقف جريمة الإبادة الجماعية، ووقف ممارساته العدوانية وضمان توفير الدعم اللازم لإغاثة المتضررين وفي مقدمة ذلك توفير مأوى لكل أسرة فلسطينية.
كما ناشد الدول العربية والإسلامية وجميع الجهات الإنسانية والدولية بضرورة التحرّك العاجل لإنقاذ المدنيين في قطاع غزة، وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم من مأوى، وغذاء، ودواء، بما يضمن كرامتهم الإنسانية ويحفظ أرواحهم من برد الشتاء وموجات الصقيع الشديدة.
ومنذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023 يشن الاحتلال الصهيوني عدوانا همجياً على قطاع غزة خلف عشرات آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين، معظمهم أطفال ونساء.-(وكالات)
ومع تواصل حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، يحلُّ شتاءٌ آخر حاملاً في طياته رياحا تعصف خياما اهترأت أقمشتها وطارت أخشابها دون أن تحفظ عهدا قطعته لساكنيها مع أول ضربة أثناء نصبها في مخيمات النزوح.
تهب الرياحٌ في كل مكان ضاربة بقوتها مأوى التحفه النازحون الذين لا يملكون القوة لصدها عن أجساد أطفالهم.
"أصعب ليلة عشناها"، هكذا تصف النازحة بأحد الخيام في مواصي خانيونس جنوبي القطاع جيهان قزعاط ليلتهم.
وتضيف قزعاط،: "طوال الليل ونحن مستيقظون لتثبيت الخيم كيلا تطير، والهواء يلفح الأولاد ليمرضوا".
وتتابع أن "المحظوظ مَن بقيت خيمته ثابتة ولم تطر من قوة الرياح أو لم تبتلعها أمواج البحر العاتية".
في الخيام، تمتزج دموع الأطفال بأمواج البحر ودوامة الرياح فترديها أرضا، أما التي تصمد وتبقى واقفة، فيتطاير النايلون الذي يغطيها يمينا ويسارا دون رأفة بالأطفال وخوفهم.
"حياتنا في الخيم أشبه بالعدم، مع كل منخفض تحل علينا كارثة"، تحكي قزعاط ويملأ عينيها الحزن.
وتردف "أجسادنا تجمدت من البرد والصقيع، ليس هناك أغطية تكفي والخيام طارت فوق رؤوس النازحين، حتى الملابس لا تقي البرد فهي قليلة".
وتشير النازحة من مدينة غزة لمواصي خانيونس إلى أن "أسعار الأغطية بالأسواق مرتفعة، عدا عن غرق الخيام المتبقية بمياه الأمطار أو بمياه المد البحري التي تغرق الأرضيات".
"جميع الأطفال والكبار تجمدت أطرافهم وعروقهم من شدة البرد والصقيع الشديد فضلا عن إصابتهم بنزلات البرد والانفلونزا"، وفق قزعاط.
وكان اتحاد بلديات قطاع غزة حذر من شتاء صعب على المواطنين بعد تدمير الاحتلال البنية التحتية في قطاع غزة.
من جهته، قال المكتب الإعلامي الحكومي، في بيان، إن قرابة 10 آلاف خيمة تلفت وجرفتها مياه البحر بعد امتداد الأمواج.
ووفق الإحصاءات الرسمية، فإن 81 % من خيام النازحين أصبحت غير صالحة للاستخدام وذلك بعد تلف 110 آلاف خيمة، من أصل 135 ألف خيمة.
وأشار الإعلام الحكومي إلى أن مليوني غزي بلا مأوى سيفترشون الأرض ويلتحفون السماء، في ظل إغلاق المعابر مع القطاع ومنع الاحتلال إدخال 250 ألف خيمة وكرفان لغزة.
وكان المكتب الإعلامي الحكومي حذر من مُنخفض جوي عالي الفعالية يُؤثر على قطاع غزة.
وطالب البيان المجتمع الدَّولي والدول العربية بفكفكة الأزمة الإنسانية وإنقاذ واقع النازحين بشكل فوري وعاجل.
وجدد التحذير من منخفض جوي عالِ الفعالية يُتوقع أن يؤثر على قطاع غزة بشكل كبير خلال الساعات والأيام المقبلة.
وتشير التوقعات إلى احتمالية هطول كميات غزيرة من الأمطار تتراوح بين 60 - 80 ملم في السيناريو الأعلى، و25 - 50 ملم في السيناريو الأدنى. وفي كلتا الحالتين، فإن خطراً كبيراً يُشكّل تهديداً حقيقياً لخيام النازحين الذين يعانون معاناة مأساوية نتيجة جرائم الاحتلال "الإسرائيلي" بحقهم وهدم منازلهم وأحيائهم السكنية، حيث أرغمهم الاحتلال على النزوح إلى خيام مهترئة لا تقي من برودة الشتاء ولا من موجات الصقيع القاسية.
ومن المتوقع أن تبدأ فرص الأمطار خلال الساعات القادمة وتزداد تدريجياً اليوم وغدا، وبالتزامن يُتوقّع حدوث هبات قوية من الرياح، مع ارتفاع الأمواج إلى أكثر من مترين، مما يزيد من احتمالية تأثيرات المنخفض على المناطق الساحلية الممتلئة بخيام النازحين.
وبين البيان أن مليوني نازح يعيشون ظروفاً إنسانيةً كارثيةً نتيجة مباشرة لجريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" منذ 450 يوماً بشكل متواصل، حيث دمّر مئات آلاف المنازل لهؤلاء النَّازحين بشكل كامل.
وقال إن هذه الأزمة الإنسانية العميقة مستمرة في ظل وجود المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية دون أن يُحرّكوا ساكناً، ودون أن نرى خطوات عملية لتجاوز هذه الأزمة الإنسانية الخطيرة التي تودي بحياة النازحين والمواطنين.
كما دان بأشد العبارات هذه الممارسات الإجرامية التي طالت المدنيين الأبرياء ودفعتهم إلى هذه المعاناة المستمرة وذلك بفعل الاحتلال "الإسرائيلي" المجرم، وندعو كل العالم إلى إدانة هذه الجرائم غير الإنسانية.
وحمل البيان الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة عن تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، وكذلك الإدارة الأميركية والدول التي دعمت وشاركت في الإبادة الجماعية مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا، ونطالبهم بوقف الإبادة الجماعية.
ودعا المجتمع الدولي لفكفكة الأزمة الإنسانية والتَّحرك الفوري وممارسة دوره الفعلي للضغط على الاحتلال "الإسرائيلي" من أجل وقف جريمة الإبادة الجماعية، ووقف ممارساته العدوانية وضمان توفير الدعم اللازم لإغاثة المتضررين وفي مقدمة ذلك توفير مأوى لكل أسرة فلسطينية.
كما ناشد الدول العربية والإسلامية وجميع الجهات الإنسانية والدولية بضرورة التحرّك العاجل لإنقاذ المدنيين في قطاع غزة، وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم من مأوى، وغذاء، ودواء، بما يضمن كرامتهم الإنسانية ويحفظ أرواحهم من برد الشتاء وموجات الصقيع الشديدة.
ومنذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023 يشن الاحتلال الصهيوني عدوانا همجياً على قطاع غزة خلف عشرات آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين، معظمهم أطفال ونساء.-(وكالات)
0 تعليق