عمان - بعض المفاهيم التربوية التي تزرع في الصغر تقوم على فكرة أن "الآخر" المختلف عنك في طباعه أو حديثه أو أسلوبه، أو حتى مستواه الاجتماعي وحالته الصحية أو إعاقته، من الأفضل أن تتجنبه وألا يكون ضمن دائرتك. بل قد يصل الأمر بالبعض إلى محاربته وتهميشه لمجرد أنه لا يشبه الآخرين أو لا يتوافق معهم.اضافة اعلان
هذه المفاهيم ترافق الإنسان في مختلف مراحل حياته، مما يجعله قد يرفض الآخر لأسباب قد تكون في كثير من الأحيان غير منطقية وعلى مستوى اختلاف بالرأي. وهذا الرفض لا يؤثر فقط على العلاقات الإنسانية، بل يعرض الشخص الآخر لمشاعر سلبية مؤلمة نتيجة شعوره بالرفض والنبذ.
أن نتقبل المختلف يعني أن نفهم اختلافه، ونمنحه شعورا بالأمان الذي يسمح له بأن يكون على طبيعته بكل راحة. يعني أن نغرس فيه الثقة بأنه يستحق الحب، وأن اختلافه قد يكون مصدر تميزه وقوته. عندما نقبل الآخر كما هو، دون التفكير في إقصائه أو تغريبه عن الحياة، نتحرر من النظرة السلبية نحو كل ما هو مختلف.
وتتنوع أشكال الاختلاف فهناك من نرفضه لاختلافنا معه في الفكر، وهناك من ننبذه وننفر منه لأنه من ذوي الإعاقة، أو لمرض أصابه، وهناك من نقصيه لأنه يختلف عنا في طريقة كلامه وأسلوبه ولباسه، أو نتجنبه لمستواه الاجتماعي، كل تلك الحالات موجودة في المجتمع، ومن المنطق علينا أن نتفهم أننا جميعا مختلفون لا أحد يشبه الآخر تماما.
هذا القبول يمكن الشخص المختلف من حب ذاته أكثر، فلا يشعر بالقلق عند مقابلة الآخرين، ولا تراوده شكوك أو أفكار سلبية عن نفسه أثناء التفاعل معهم، كما لا يلمس تلك النظرات التي تدفعه إلى العزلة.
ترى راية حازم أن لكل شخص منا بطريقة ما.
وتلفت إلى أن الاختلاف ربما يكون بالشكل أو بطريقة اللباس أو بالكلام أو بالتفكير "فما آلفه أنا وأراه عاديا قد يراه غيري غريبا"، كما ترى راية لأنه يعرفنا حقيقة على ذواتنا ويجعلنا أقدر على التصالح مع كل المواقف التي نمر بها.
وتحكي راية من بين هذه المواقف ما حدث مع أختها بالجامعة؛ لم تكن تعي أن سلبية بعض الفتيات بالإساءة فقط لأنهن مختلفات عنهن، فقد واجهت أختها انتقادات كثيرة بسبب ملابسها بالإضافة لطريقة كلامها إلى حد ما، الأمر الذي جعلها موضع سخرية واستهزاء عند زميلات لها في الدراسة كانت تعتقد بأنهن قريبات منها وقد يكن بمثابة الصديقات.
وبحسب راية فإن الشخص الذي "لا يشبهنا بحديثه أو بتفكيره وطريقة لباسه"، لم يرتكب جرما لنحكم عليه بل وحتى ننفر منه ونتجاهله، فطالما لم يؤذنا لا يحق لنا أن نحتقره له أو نسخر منه نهائيا.
أما رماح (30 عاما) فتجد أن الاختلاف يعطينا هوية خاصة ويجنبنا أن نكون نسخا عن بعضنا كما أن الشخص المختلف من حقه أن يحترم بعيدا عن أي تصنيفات أخرى ربما لم يخترها هو.
وتشير رماح إلى أنه ليس من المنطق أن ننفر من الشخص وننبذه فقط لأنه مختلف عنا وأيضا ليس من المنطق أن نربط مشاعر الحب والكره بالاختلاف. تقبلنا للمختلف يزيد من حبه لنفسه، وبالتالي يصبح أكثر حبا للحياة والناس، فليس أصعب من أن تسجن داخل اختلافك وتعيش غريبا عن عالم يحاكمك.
تقبل الآخر على اختلافه من مهارات التواصل، هذا ما يوضحه الاختصاصي النفسي الدكتور موسى مطارنة، بأن تقبلك للشخص المختلف يعني تقبلك له كإنسان لأفكاره ومبادئه وشخصيته الخاصة، وبالتالي عليك أن تحترمه كما هو لأنك عندما تتقبل وتتفهم اختلافه يصبح بإمكانك أن تتواصل معه بكل رقي، وخاصة إذا كنت تمتلك مهارات التواصل الفعال والقوة هو إنسان، ومن حقه مهما كان اختلافه أن يشعر بالقبول في محيطه وأن يعيش في بيئة قادرة على احتوائه وتمكينه من أن يكون واثقا من نفسه ومؤمنا بكل ما لديه.
ويشير مطارنة إلى أن الإنسان يتفاعل مع محيطه إذا شعر بالتقبل والحب بينهم أما إذا لم يكن هناك تقبلا فهذا يدل على ضعف في الشخصية وبمهارات التواصل وأيضا عدم التقبل يعكس مدى أنانية هؤلاء الأشخاص واضطراب شخصياتهم وعدم امتلاكهم لأخلاقية احترام حقوق الآخر.
ويبين مطارنة أن عدم التقبل يحمل تبعات خطيرة من شأنها أن تشعر المختلف بأن كل شيء ضده فيتحول إلى شخص سلبي جدا، منوها أن المجتمع الواعي المثقف هو المجتمع الذي يتقبل الاخر على اختلاف معتقداته وأفكاره وشخصياته.
وبدورها ترى خبيرة علم الاجتماع فاديا إبراهيم "أن قبول الآخر المختلف عنا في أي جانب من جوانب الحياة هو فكر واقتناع وممارسة، لا يمكن أن أقول أنني مقتنع بهذا المفهوم دون ممارسته فعليا في الواقع من خلال سلوكيات اجتماعية".
قبول الآخرين يعني تبادل الاحترام والمعاملة بعدل وإنصاف، وبعض الاشخاص أو الجماعات في المجتمع قد تكون مُنحازة لبعض اختلافاتها وميزاتها ولا تقبل بالآخر المختلف عنها، منبع المشكلة يكمن أساسا في تربية الفرد، وفي ثقافته الشخصية في التعامل مع الناس. خصوصا مع غياب قدرة هؤلاء الاشخاص على استيعاب وجهة النظر الأخرى أو الأفكار، وعدم قدرتهم على التعايش مع الواقع الذي قد يكون أحيانا مخالفا للصورة المخزنة في عقولهم.
هذه الظاهرة تؤثر على التماسك بين الأفراد، وانتشار الكراهية، وتحد من الابتكار والإبداع، بالإضافة إلى أن التعصب يعد عقبة في طريق تنمية المجتمعات وتطورها. ويفسد العلاقات بين الأفراد، وقد يدفعهم إلى القيام بسلوكيات قد تؤثر على الآخرين.
ووفق إبراهيم، يمكن التقليل من ظاهرة التعصب وعدم قبول الاختلاف من خلال تعزيز مفهوم التسامح بين الآخرين، مما يساعد على التواصل بالرغم من الاختلافات الثقافية والفكرية.
هذه المفاهيم ترافق الإنسان في مختلف مراحل حياته، مما يجعله قد يرفض الآخر لأسباب قد تكون في كثير من الأحيان غير منطقية وعلى مستوى اختلاف بالرأي. وهذا الرفض لا يؤثر فقط على العلاقات الإنسانية، بل يعرض الشخص الآخر لمشاعر سلبية مؤلمة نتيجة شعوره بالرفض والنبذ.
أن نتقبل المختلف يعني أن نفهم اختلافه، ونمنحه شعورا بالأمان الذي يسمح له بأن يكون على طبيعته بكل راحة. يعني أن نغرس فيه الثقة بأنه يستحق الحب، وأن اختلافه قد يكون مصدر تميزه وقوته. عندما نقبل الآخر كما هو، دون التفكير في إقصائه أو تغريبه عن الحياة، نتحرر من النظرة السلبية نحو كل ما هو مختلف.
وتتنوع أشكال الاختلاف فهناك من نرفضه لاختلافنا معه في الفكر، وهناك من ننبذه وننفر منه لأنه من ذوي الإعاقة، أو لمرض أصابه، وهناك من نقصيه لأنه يختلف عنا في طريقة كلامه وأسلوبه ولباسه، أو نتجنبه لمستواه الاجتماعي، كل تلك الحالات موجودة في المجتمع، ومن المنطق علينا أن نتفهم أننا جميعا مختلفون لا أحد يشبه الآخر تماما.
هذا القبول يمكن الشخص المختلف من حب ذاته أكثر، فلا يشعر بالقلق عند مقابلة الآخرين، ولا تراوده شكوك أو أفكار سلبية عن نفسه أثناء التفاعل معهم، كما لا يلمس تلك النظرات التي تدفعه إلى العزلة.
ترى راية حازم أن لكل شخص منا بطريقة ما.
وتلفت إلى أن الاختلاف ربما يكون بالشكل أو بطريقة اللباس أو بالكلام أو بالتفكير "فما آلفه أنا وأراه عاديا قد يراه غيري غريبا"، كما ترى راية لأنه يعرفنا حقيقة على ذواتنا ويجعلنا أقدر على التصالح مع كل المواقف التي نمر بها.
وتحكي راية من بين هذه المواقف ما حدث مع أختها بالجامعة؛ لم تكن تعي أن سلبية بعض الفتيات بالإساءة فقط لأنهن مختلفات عنهن، فقد واجهت أختها انتقادات كثيرة بسبب ملابسها بالإضافة لطريقة كلامها إلى حد ما، الأمر الذي جعلها موضع سخرية واستهزاء عند زميلات لها في الدراسة كانت تعتقد بأنهن قريبات منها وقد يكن بمثابة الصديقات.
وبحسب راية فإن الشخص الذي "لا يشبهنا بحديثه أو بتفكيره وطريقة لباسه"، لم يرتكب جرما لنحكم عليه بل وحتى ننفر منه ونتجاهله، فطالما لم يؤذنا لا يحق لنا أن نحتقره له أو نسخر منه نهائيا.
أما رماح (30 عاما) فتجد أن الاختلاف يعطينا هوية خاصة ويجنبنا أن نكون نسخا عن بعضنا كما أن الشخص المختلف من حقه أن يحترم بعيدا عن أي تصنيفات أخرى ربما لم يخترها هو.
وتشير رماح إلى أنه ليس من المنطق أن ننفر من الشخص وننبذه فقط لأنه مختلف عنا وأيضا ليس من المنطق أن نربط مشاعر الحب والكره بالاختلاف. تقبلنا للمختلف يزيد من حبه لنفسه، وبالتالي يصبح أكثر حبا للحياة والناس، فليس أصعب من أن تسجن داخل اختلافك وتعيش غريبا عن عالم يحاكمك.
تقبل الآخر على اختلافه من مهارات التواصل، هذا ما يوضحه الاختصاصي النفسي الدكتور موسى مطارنة، بأن تقبلك للشخص المختلف يعني تقبلك له كإنسان لأفكاره ومبادئه وشخصيته الخاصة، وبالتالي عليك أن تحترمه كما هو لأنك عندما تتقبل وتتفهم اختلافه يصبح بإمكانك أن تتواصل معه بكل رقي، وخاصة إذا كنت تمتلك مهارات التواصل الفعال والقوة هو إنسان، ومن حقه مهما كان اختلافه أن يشعر بالقبول في محيطه وأن يعيش في بيئة قادرة على احتوائه وتمكينه من أن يكون واثقا من نفسه ومؤمنا بكل ما لديه.
ويشير مطارنة إلى أن الإنسان يتفاعل مع محيطه إذا شعر بالتقبل والحب بينهم أما إذا لم يكن هناك تقبلا فهذا يدل على ضعف في الشخصية وبمهارات التواصل وأيضا عدم التقبل يعكس مدى أنانية هؤلاء الأشخاص واضطراب شخصياتهم وعدم امتلاكهم لأخلاقية احترام حقوق الآخر.
ويبين مطارنة أن عدم التقبل يحمل تبعات خطيرة من شأنها أن تشعر المختلف بأن كل شيء ضده فيتحول إلى شخص سلبي جدا، منوها أن المجتمع الواعي المثقف هو المجتمع الذي يتقبل الاخر على اختلاف معتقداته وأفكاره وشخصياته.
وبدورها ترى خبيرة علم الاجتماع فاديا إبراهيم "أن قبول الآخر المختلف عنا في أي جانب من جوانب الحياة هو فكر واقتناع وممارسة، لا يمكن أن أقول أنني مقتنع بهذا المفهوم دون ممارسته فعليا في الواقع من خلال سلوكيات اجتماعية".
قبول الآخرين يعني تبادل الاحترام والمعاملة بعدل وإنصاف، وبعض الاشخاص أو الجماعات في المجتمع قد تكون مُنحازة لبعض اختلافاتها وميزاتها ولا تقبل بالآخر المختلف عنها، منبع المشكلة يكمن أساسا في تربية الفرد، وفي ثقافته الشخصية في التعامل مع الناس. خصوصا مع غياب قدرة هؤلاء الاشخاص على استيعاب وجهة النظر الأخرى أو الأفكار، وعدم قدرتهم على التعايش مع الواقع الذي قد يكون أحيانا مخالفا للصورة المخزنة في عقولهم.
هذه الظاهرة تؤثر على التماسك بين الأفراد، وانتشار الكراهية، وتحد من الابتكار والإبداع، بالإضافة إلى أن التعصب يعد عقبة في طريق تنمية المجتمعات وتطورها. ويفسد العلاقات بين الأفراد، وقد يدفعهم إلى القيام بسلوكيات قد تؤثر على الآخرين.
ووفق إبراهيم، يمكن التقليل من ظاهرة التعصب وعدم قبول الاختلاف من خلال تعزيز مفهوم التسامح بين الآخرين، مما يساعد على التواصل بالرغم من الاختلافات الثقافية والفكرية.
0 تعليق