أكبر السجناء سناً وأكثرهم إعاقة.. معتقل عراقي يقرر البقاء في غوانتانامو ويرفض نقله إلى سجون بلاده

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يُحتجز عبد الهادي العراقي في السجن العسكري الأميركي في خليج غوانتانامو - كوبا منذ أكثر من 20 عاماً.

العراقي، أقر بذنبه في تهمة قيادة متمردين ارتكبوا جرائم حرب في أفغانستان، وهناك دعوى أمام محكمة فيدرالية، يوم الجمعة، في محاولة لوقف نقله من السجن العسكري الأمريكي في خليج غوانتانامو بكوبا إلى سجن في العراق.

كشفت العريضة التي قدَّمها محاموه عن مفاوضات علنية كانت جارية منذ بعض الوقت لنقل عبد الهادي العراقي (63 عاماً) إلى عهدة الحكومة العراقية رغم وجود احتجاجات من طرفه ومن قِبل محاميه بأنه قد يتعرض لسوء المعاملة والرعاية الطبية غير الكافية.

وعبد الهادي، الذي يقول إن اسمه الحقيقي هو نشوان التمير، هو أكبر السجناء سناً وأكثرهم إعاقة في موقع الاحتجاز البحري نتيجة مرض أصاب العمود الفقري بالشلل، فضلاً عن إجراء 6 عمليات جراحية في القاعدة.

وكان قد أقر بذنبه، عام 2022، في اتهامات بارتكاب جرائم حرب، وقبول المسؤولية عن تصرفات بعض القوات الخاضعة لقيادته، في اتفاق لإنهاء عقوبته عام 2032.

تَضَمَّنَ الاتفاق إمكانية أن يقضي عقوبة السجن في عهدة دولة أخرى أكثر ملاءمة لتوفير الرعاية الطبية له.

وقال محاموه إن الخطة الأميركية تتمثل في أن تقوم الحكومة العراقية بإيوائه في سجن الكرخ خارج بغداد، وهو الموقع السابق لعملية اعتقال أميركية تسمى «كامب كروبر»، كان فيها مئات السجناء في السنوات السابقة.

وقال المحامون في ملفهم المكوَّن من 27 صفحة: «بسبب إدانته هنا والمشكلات التي لا تُعد ولا تحصى التي يعاني منها نظام السجون في العراق، لا يمكن إيواء السيد التمير بأمان في سجن عراقي».

وأضافوا: «إضافة إلى ذلك، فإنه لا يعتقد أن الحكومة العراقية يمكن أن توفر الرعاية الطبية التي يحتاجها لحالته التي تفاقمت بسبب الرعاية الطبية غير الكافية أثناء وجوده في غوانتانامو».

وتسعى الدعوى إلى إحباط صفقة هي جزء من محاولة إدارة بايدن لتقليل عدد المحتجزين في السجن قبل أن يتسلم الرئيس المنتخب دونالد ترمب منصبه.

وقد أُعيد 4 سجناء إلى الوطن خلال أقل من شهر، من بينهم رجلان ماليزيان أقرا، مثل عبد الهادي، بذنبهما في ارتكاب جرائم حرب. وخلافاً لعبد الهادي، لم يعترض أي من هؤلاء الرجال الأربعة، بمن فيهم مواطن تونسي ومواطن كيني، على تسليمهم إلى أوطانهم. من غير المعروف متى تعتزم وزارة الدفاع الأميركية تسليم عبد الهادي إلى العراق.

بيد أن وزارة الدفاع أبلغت الكونغرس بالخطة في 13 ديسمبر (كانون الأول). وإذا التزمت الإدارة الأميركية بالاشتراط القانوني المتمثل في إخطار الكونغرس قبل 30 يوماً، فيمكن نقله من غوانتانامو في الأسبوع الذي يصادف 12 يناير (كانون الثاني) 2025.

ووافق المحامون الحكوميون على سرعة معالجة هذا التحدي، وأخطروا القاضي إيميت جي. سوليفان من المحكمة الجزئية الأميركية في مقاطعة كولومبيا بأنهم يودون الرد على مسألة الأمر القضائي الأولي بحلول يوم الأربعاء. رفض المتحدثان باسم وزارتي الخارجية والعدل مناقشة القضية.

مثّل عبد الهادي في الالتماس كل من بنجامين سي. ماكموراي وسكوت كيه. ويلسون، المحاميان العامان الفيدراليان في ولاية يوتاه. كما وقَّعت عليها السيدة سوزان هنسلر، وهي محامية تعمل في وزارة الدفاع، وتمثله منذ عام 2017.

واستشهد المحامون بتقرير وزارة الخارجية لعام 2023 حول المخاوف بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في العراق والذي ذكر على وجه التحديد «ظروف السجن القاسية والمهددة للحياة». وطلبوا من المحكمة أن تمنع مؤقتاً نقله إلى حين النظر في القضية.

«إن الضرر الدائم يبرر إصدار أمر أوَّلي بمنع النقل الفوري للسيد التمير إلى سجن عراقي لقضاء عقوبته». وُلد عبد الهادي في الموصل، بالعراق، عام 1961.

نشوان عبد الرزاق الباقي

ووصل نشوان عبد الرزاق الباقي إلى باكستان مطلع التسعينيات، بعد انسحاب الاتحاد السوفييتي من أفغانستان بقليل، وهو كردي من مدينة الموصل، وكان أحد أفراد الجيش العراقي أثناء الحرب الإيرانية العراقية، وشهد تغيرا لكنيته خلال هذه السنوات، ما بين عبد الهادي الموصلي، وعبد الهادي الأنصاري، وصولا إلى عبد الهادي العراقي.

ومثل الكثير من الجهاديين في تلك الفترة، بحسب فيشمان، عاش عبد الهادي في باكستان بعد أن اندلعت الحرب الأهلية بين الفصائل الأفغانية، قبل أن ينسحب إلى أفغانستان في عام 1995 أو 1996، بعد سيطرة طالبان على الكثير من الأراضي، مفعلا خبرته العسكرية في "لواء الأنصار"، الذي تكون من أجانب قاتلوا لجانب طالبان.

وبعد ذلك بسنوات، سيناقش باحثون استخدام التكتيكات العسكرية للجيش العراقي عند تنظيم الدولة، كدليل على أن بعثيين سابقين كانوا يقودون العمليات، إلا أن فيشمان رأى أن العقيدة القتالية للجيش العراقي كانت مفعلة في تنظيم القاعدة قبل ذلك بسنوات، لأن الرجل الذي قاد النشاط العسكري للتنظيم، عبد الهادي العراقي، كان منشقا عن الجيش العراقي.

وبحلول عام 1998، أصبح عبد الهادي نجما صاعدا في القاعدة، حيث أدار منزل ضيافة في كابول، وكان واحدا من أصل ستة عرب محاورين في "لجنة الارتباط العربية" في إمارة طالبان، والتي تخوله للحوار باسم الأفغان العرب مع أفغانستان، كما كان من قلة أجانب في "مجموعة باميان"، التي كانت مسؤولة عن تدمير تمثال باميان، وأصبح في حزيران/ يونيو 2001 واحدا من عشرة أعضاء للهيئة الاستشارية للقاعدة، ولزعيمها أسامة بن لادن.

نحو العراق

وبعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر، وسقوط حكومة طالبان؛ أصبح عبد الهادي مسؤولا عن شمال أفغانستان، وكان مسؤولا عن عمليات خارجها، كما عمل على نقل إستراتيجية القاعدة إلى العراق، فقد بقي على تواصل مع أصدقائه وعائلته قرب الموصل، وكان هناك مخيم يسمى "مخيم الأكراد" للعناصر الذين يأتون لمنزل ضيافته في أفغانستان.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق