إن العقل العربي الذي كان مهد الحضارات والفكر الإنساني بات اليوم مستهدفا من قوى تسعى لتحييده واستلابه حقه في أداء دوره، وبناء نهضة عربية حقيقية، وان صناعة العقول العربية التي تشكل الوعي العربي ليست مجرد صدفة، بل نتيجة إستراتجيات مدروسة تستهدف إضعاف الأمة العربية من الداخل، وهذا يتطلب منا اليوم تحليلا معمقا للواقع العربي الأليم، ومحاولة مراجعة صريحة، ونقد فلسفي بنّاء نابع من بيئة الثقافة العربية، وليس خطابا تغريبيا مبنيا على أسس وثقافات أخرى لا تنسجم مع تطلعات وطموحات أمتنا.اضافة اعلان
هذا المقال يسلط الضوء على كيفية تشكيل العقل العربي في الوقت الراهن، وأهمية استعادة زمام المبادرة الفكرية العربية من أجل تفعيل دورنا في صناعة مستقبل الأمة، والمشاركة الفاعلة في الحضارة العالمية.
فمع تصاعد الثورة التكنولوجية والمعلوماتية أصبحت العقول ميداناً رئيسا للصراع، من أجل تشكيل وعي الشعوب بما يخدم مصالح اعدائها، وكل هذا يتم تنفذه عبر إستراتيجيات متعددة، لضمان بقاء الشعوب في حالة من الهشاشة والتبعية، ومن أهمها:
أولاً: الإخلال بالثوابت
إستراتيجية الإخلال بالثوابت تبدأ بتشويه المفاهيم الأساسية التي تشكل هوية المجتمعات العربية، مثل الدين، واللغة، والانتماء الوطني، والقضايا العربية المصيرية المشتركة كالقضية الفلسطينية ومقدساتها، ويتم ذلك عبر محاولات مستمرة لتقديم هذه القيم على أنها رجعية وغير قادرة على التكيف مع الحداثة.
ثانياً: تحييد العقل العربي
يتم تحييد العقل العربي عن قضاياه الكبرى من خلال:
- استنزاف الكفاءات العلمية والفكرية، ودفعها للهجرة، أو إغراقها في بيئة لا تحترم ولا تقدر الإبداع.
- الاستبداد السياسي الذي يؤدي إلى غياب الحرية الفكرية بسبب حكومات سلطوية.
ثالثاً: تأطير وتجميد العقول
من أكثر الأدوات فتكاً بالعقل العربي هي ترويج الهويات الفرعية كالطائفية والمذهبية والقبلية لتحويل العقل العربي من عقل جامع إلى عقل مجزأ، يؤمن بالولاءات الفرعية على حساب القضايا الكيلة الجامعة التي تنهض بوطنه وتعزز مساهماته الفكرية.
كما أن ادخال المجتمعات العربية في نزاعات مبنية على التقليد واجترار الأفكار القديمة بدلا من تطويرها يستهلك العقول في خلافات ثانوية هامشية.
ولذا علينا أن نعتمد مناهج وأنظمة تعليمية وتربوية ترسخ في الأجيال إنتاجية المعرفة بدل من تلقيها، وبناء التفكير النقدي بدلا من التقليد، وتنمية الإبداع الفكري بدلا من التعصب والانغلاق.
رابعاً: غياب الخطاب الفلسفي العربي المصدر والهوية
الأمة العربية تفتقر إلى خطاب فلسفي نابع من بيئتها الثقافية والتاريخية، مما يجعلها تعتمد على استيراد فلسفات غربية لا تتناسب مع سياقها التاريخي والحضاري.
وإن افتقار العالم العربي إلى فلسفة "موجهة " ترك العقل العربي دون بوصلة فكرية واضحة، مما دفع الكثير من المفكرين العرب والمسلمين في العصر الحديث إلى الركون إلى الفلسفة الغربية، ومحاولة تقليدها، والاكتفاء بترجمتها، على أنها مقدسة لا يجوز تجاوزها أو نقدها.
خامساً: التزييف الاعلامي
يعد التزييف الإعلامي من أخطر أساليب هدم الوعي العربي وإعادة تشكيله بما يخدم مصالح القوى الاستعمارية الكبرى، من خلال تغييب الرواية الحقيقية، والتغطية المشوهة للأحداث في البلاد العربية، ونشر الأخبار الزائفة من أجل تأجيج الصراعات الداخلية كما حصل في زمن "الربيع العربي"، وما تزال الدعاية الإعلامية العالمية تمارس الكذب على أوسع نطاق خاصة في أحداث غزة، لتسويغ الإجرام الصهيوني فيما يتعلق بالإبادة الجماعية التي يمارسها على الشعب الفلسطيني.
وأخيرا إن إعادة الوعي للعقل العربي ليس مجرد عملية فكرية، بل هو مشروع حضاري نهضوي يحدد مصير الأمة، وذلك يتطلب وعيا عميقا بالتحديات ومواجهتها، وهو يتطلب إحياء الهوية الفكرية العربية، وتعزيز الخطاب الفلسفي النابع من البيئة الثقافية العربية، وتحرير الإعلام من التبعية الخارجية.
إن العقل العربي قادر على استعادة مكانته الحضارية، إذا وضعت له خريطة طريق تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وبين الثوابت والتجديد.
هذا المقال يسلط الضوء على كيفية تشكيل العقل العربي في الوقت الراهن، وأهمية استعادة زمام المبادرة الفكرية العربية من أجل تفعيل دورنا في صناعة مستقبل الأمة، والمشاركة الفاعلة في الحضارة العالمية.
فمع تصاعد الثورة التكنولوجية والمعلوماتية أصبحت العقول ميداناً رئيسا للصراع، من أجل تشكيل وعي الشعوب بما يخدم مصالح اعدائها، وكل هذا يتم تنفذه عبر إستراتيجيات متعددة، لضمان بقاء الشعوب في حالة من الهشاشة والتبعية، ومن أهمها:
أولاً: الإخلال بالثوابت
إستراتيجية الإخلال بالثوابت تبدأ بتشويه المفاهيم الأساسية التي تشكل هوية المجتمعات العربية، مثل الدين، واللغة، والانتماء الوطني، والقضايا العربية المصيرية المشتركة كالقضية الفلسطينية ومقدساتها، ويتم ذلك عبر محاولات مستمرة لتقديم هذه القيم على أنها رجعية وغير قادرة على التكيف مع الحداثة.
ثانياً: تحييد العقل العربي
يتم تحييد العقل العربي عن قضاياه الكبرى من خلال:
- استنزاف الكفاءات العلمية والفكرية، ودفعها للهجرة، أو إغراقها في بيئة لا تحترم ولا تقدر الإبداع.
- الاستبداد السياسي الذي يؤدي إلى غياب الحرية الفكرية بسبب حكومات سلطوية.
ثالثاً: تأطير وتجميد العقول
من أكثر الأدوات فتكاً بالعقل العربي هي ترويج الهويات الفرعية كالطائفية والمذهبية والقبلية لتحويل العقل العربي من عقل جامع إلى عقل مجزأ، يؤمن بالولاءات الفرعية على حساب القضايا الكيلة الجامعة التي تنهض بوطنه وتعزز مساهماته الفكرية.
كما أن ادخال المجتمعات العربية في نزاعات مبنية على التقليد واجترار الأفكار القديمة بدلا من تطويرها يستهلك العقول في خلافات ثانوية هامشية.
ولذا علينا أن نعتمد مناهج وأنظمة تعليمية وتربوية ترسخ في الأجيال إنتاجية المعرفة بدل من تلقيها، وبناء التفكير النقدي بدلا من التقليد، وتنمية الإبداع الفكري بدلا من التعصب والانغلاق.
رابعاً: غياب الخطاب الفلسفي العربي المصدر والهوية
الأمة العربية تفتقر إلى خطاب فلسفي نابع من بيئتها الثقافية والتاريخية، مما يجعلها تعتمد على استيراد فلسفات غربية لا تتناسب مع سياقها التاريخي والحضاري.
وإن افتقار العالم العربي إلى فلسفة "موجهة " ترك العقل العربي دون بوصلة فكرية واضحة، مما دفع الكثير من المفكرين العرب والمسلمين في العصر الحديث إلى الركون إلى الفلسفة الغربية، ومحاولة تقليدها، والاكتفاء بترجمتها، على أنها مقدسة لا يجوز تجاوزها أو نقدها.
خامساً: التزييف الاعلامي
يعد التزييف الإعلامي من أخطر أساليب هدم الوعي العربي وإعادة تشكيله بما يخدم مصالح القوى الاستعمارية الكبرى، من خلال تغييب الرواية الحقيقية، والتغطية المشوهة للأحداث في البلاد العربية، ونشر الأخبار الزائفة من أجل تأجيج الصراعات الداخلية كما حصل في زمن "الربيع العربي"، وما تزال الدعاية الإعلامية العالمية تمارس الكذب على أوسع نطاق خاصة في أحداث غزة، لتسويغ الإجرام الصهيوني فيما يتعلق بالإبادة الجماعية التي يمارسها على الشعب الفلسطيني.
وأخيرا إن إعادة الوعي للعقل العربي ليس مجرد عملية فكرية، بل هو مشروع حضاري نهضوي يحدد مصير الأمة، وذلك يتطلب وعيا عميقا بالتحديات ومواجهتها، وهو يتطلب إحياء الهوية الفكرية العربية، وتعزيز الخطاب الفلسفي النابع من البيئة الثقافية العربية، وتحرير الإعلام من التبعية الخارجية.
إن العقل العربي قادر على استعادة مكانته الحضارية، إذا وضعت له خريطة طريق تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وبين الثوابت والتجديد.
0 تعليق