قدّروا الكفاءات..

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تُعتبر الكفاءات الوطنية هي الثروة الحقيقة والحجر الأساسي لأي مجتمع يسعى للتقدم والازدهار وتحقيق الإنجازات التي تُسهم في رفع مكانة الدولة على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية، وهذا لن يكون واقعاً ملموساً على أرض الواقع إلا من خلال تقدير الكفاءات وإيجاد بيئة عمل إيجابية فعّالة وتبنّي الممارسات التي تركّز على العدل وتقدير الكفاءات بعيداً عن الظُلم والمحاباة، وهنا يأتي دور المسؤول في التعامل مع الموظفين وينظر للجميع بعين واحدة في التعامل كقائد وإداري ناجح ليكون نموذجاً يحتذى به من خلال تحفيز فريق العمل وإعطاء كل ذي حقّ حقه والإنصاف وعدم التمييز وأن يطبق المعايير ذاتها لا أن يكيل بمكيالين، فالعدل والشفافية عامل رئيس، بل إنه مفتاح النجاح المؤسسي في خلق مناخ من الثقة المتبادلة بين أي مسؤول وموظفيه.

نأتي إلى أرض الواقع في المؤسسات الحكومية وحتى الخاصة لنرى الكثير من القصص ونسمع عنها هنا وهناك بأن هناك تذمراً تجاه هذه الجهة أو تلك من بعض الموظفين الذين يحكون قصصهم مع بعض المسؤولين الذين يتخذون قرارات غير منصفة ولا تتّسم بالشفافية، وقد تكون مصيرية لهذا الموظف ويقع عليه الظُلم أو التمييز، مما يضعف الروح المعنوية لديه ويؤدي إلى انخفاض الإنتاجية وعدم الولاء تجاه المؤسسة التي يعمل بها إذا ما وقع عليه كل ذلك سواء في توزيع المهام أو التقييمات أو المكافآت، وهذا ما يجعل الكثير من الكفاءات إما أن تستقيل من العمل أو اختيار التقاعد أو الانتقال إلى جهة أخرى يرى فيها أن المسؤولين يقدّرون الكفاءات والمواهب وتقدير الجهود التي يقومون بها، مما يوقد شعلة الحماس بجدية وإبداع أكبر، وهذا هو الاستثمار الأمثل في الكوادر الوطنية التي تُسهم بفاعلية في تحقيق الخير والنماء للوطن في كافة الميادين.

إن تقدير الكفاءات لا يقتصر فقط على المكافآت المادية التي تذهب ولا تترك أثراً كبيراً كما هو حين يتم توفير بيئة عمل تشجع على الابتكار والإبداع من خلال صقل المهارات بالتدريب والتطوير، كما أن الاعتراف بالإنجازات للموظفين يشعرهم بالتقدير والاحترام وهو ما يجعلهم أكثر التزاماً في أداء مهامهم الوظيفية التي حتماً تعمل على تعزيز قيم الانتماء الوطني والعمل، مما يجعل المجتمع بأكمله قادراً على مواجهة التحديات وتحقيق الإنجازات التي دائماً ما يؤكد عليها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء والذي تلعب فيه الكوادر الوطنية الدور البارز في تنفيذ المبادرات التنموية بكل كفاءة وإتقان تحقيقاً لرؤى وتطلعات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، كما أن سموه يؤمن بأن مملكة البحرين تزخر بالكفاءات الوطنية ضمن فريق البحرين، وهذه حقيقة يعلمها الجميع، وتاريخنا يشهد بأن الأيادي البحرينية ماهرة وجديرة في البناء والإنتاجية.

همسة

همسة في أذن كل مسؤول نقول له إن «البحرين تزخر بالكفاءات الوطنية المتميزة، لا نريد خسارتها، لا تدع التمييز يُطفئ شغف المبدعين، امنحوهم الثقة، تذكّروا دائماً أن الحفاظ على تلك الكفاءات هو نجاح مستقبل الوطن».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق