ولا يربط هذه الجزيرة بالمدينة سوى جسر صغير، وبنيت القلعة على رأس جبل يمثل معظم حجم الجزيرة، ويرتفع عن مستوى سطح البحر 430 قدمًا، وكان لها دور مهم في التصدي لهجمات الغزاة في عصور مضت.

وأوضح مدير الهيئة العامة للآثار والمتاحف بعدن محمد سالم السقاف أن تاريخ القلعة يعود إلى أكثر من ألف عام، ولا يعرف تحديدًا متى بنيت ومن بناها، بسبب ندرة الدراسات الأثرية في المنطقة.

وأضاف: هناك عدة آراء، أحدها أن ملك جزيرة قيس "كيش" عندما قدم إلى عدن عام 1135م بعدد من السفن، وقوة قوامها 700 جندي، كان يهدف لتحويل طريق التجارة العالمي القادم من الهند عبر الخليج العربي إلى جزيرته، فاستولى على جزيرة صيرة وبقي فيها لمدة شهرين.

وتابع: ويحتمل أنه بعد طرد ملك جزيرة قيس من جزيرة صيرة، من الطبيعي جدًا أن يبني حاكم عدن آنذاك قلعة دفاعية لحراسة المدينة ومينائها، حتى لا يتكرر الهجوم مرة أخرى.

وتتكون القلعة من برجين إسطوانيين متساويين في الارتفاع، بينهما المدخل الرئيسي، وتوجد في جدران البرجين فتحتان كبيرتان وفتحات صغيرة لخروج السلاح منها، تضيق في المقدمة، وتتسع للداخل بحيث تسمح بحرية حركة السلاح للمرابط عليها والتصويب بدقة.

المدخل الرئيسي للقلعة يفتح على صالة مركزية عليها ممرات تؤدي إلى حجرات مختلفة المساحات، أما سقفها فهو سطح وبهِ فتحات للتهوية والضوء، ويلاحظ تنوع البناء والطراز المستخدم في أساليب الممرات بالأقبية الأسطوانية "البرميلية" والحجرات بالأقبية المتقطعة إلى جانب الأسقف المسطحة، كما يوجد بالجانب الأيمن للبرج الجنوبي من القلعة أربع غرف، ويوصل إلى هذه الحجرات عبر ممرين.

ويوجد في البرج الشمالي للقلعة نفس عدد الحجرات في البرج الجنوبي، ويتميز بوجود حجرات مغلقة من التهوية والضوء، ربما إنها تستخدم مستودعًا أو مخزنًا للمؤن الغذائية، وكذا الأسلحة وفي إحدى حجرات هذا البرج فتحة دائرية عبارة عن صهريج لخزن الماء لخدمة الحامية العسكرية في القلعة.

ويُصْعَد للطابق العلوي للقلعة بدرجات حجرية، وعلى سطح القلعة أربع قواعد حديدية كانت توضع عليها المدافع في الجهات الأربع مستندة على قواعد مستديرة الشكل مبنية من الحجارة الصلبة ومكونة من ثلاث طبقات وطبقتين، ويحتوي السقف فتحات دائرية ينفذ منها الضوء والهواء.

ويمكن للزوار الوصول إلى قلعة صيرة عبر طريق جبلية بها درج مطل على البحر والمدينة، إذ تعد القلعة من أبرز المعالم السياحية في عدن، وتقدم القلعة للزوار فرصة لاستكشاف تاريخها الغني، وتوفر مناظر بانورامية رائعة للمدينة والميناء القديم تحكي تاريخًا طويلًا من التحولات العسكرية والسياسية، أدت دورها في حماية المدينة.