يمتاز جبل "أثرب"، أحد أبرز معالم محافظة بلجرشي بمنطقة الباحة، بطبيعته الساحرة وتاريخه العريق، إذ يقع ضمن سلسلة جبال السراة، ويصل ارتفاعه إلى نحو 2500 متر فوق سطح البحر.
ويُعرف الجبل بتضاريسه الوعرة وغطائه النباتي الكثيف من أشجار (العرعر، والزيتون البري)، إلى جانب غاباته الخضراء التي تزدهر خلال موسم الأمطار، مما يجعله وجهة مفضلة لعشاق الطبيعة ومحبي المغامرات الجبلية.
ويوضح الباحث في علم الآثار الدكتور أحمد بن قشاش الغامدي، أن جبل "أثرب" يقع جنوب محافظة بلجرشي، ويُعد من أشهر وأعلى جبال السراة، ويتميز بموقعه الجغرافي الفريد.
ويتميز الجبل بارتفاعه الشاهق الذي يُرى من مسافات بعيدة، وتكوينه الصخري من الجرانيت الأبيض اللامع الذي يمنحه طابعًا جماليًا خاصًا، إلى جانب غطائه النباتي الكثيف والمتنوع الذي يضفي عليه حلة خضراء على مدار العام.
ويشير الدكتور قشاش إلى أن جبل "أثرب" يحتضن معالم تاريخية مهمة، من أبرزها "الرويس" و"لوبة"، حيث كانت تُزرع في لوبة قديمًا أجود أنواع (البن الصالبي) الذي اشتهرت به جبال السراة، ولا تزال سفوح الجبل تضم مغارات طبيعية تزدان برسوم صخرية ملونة تعود لآلاف السنين، ومن بينها كهف قميشة، مما يجعله شاهدًا أثريًا على حضارات متعاقبة مرت بالمنطقة.
ويُعد الجبل اليوم موئلًا رئيسًا للنمر العربي المهدد بالانقراض، إلى جانب احتوائه على أنواع نادرة من الحيوانات البرية، مما يعزز أهميته البيئية ويستدعي إلى تكثيف الجهود لحمايته.
كما أن "وادي الخيطان" يُعد من أبرز معالمه الطبيعية، وهو أحد الأودية المنحدرة من سفوح الجبل، ويشكل لوحة طبيعية بديعة تجمع بين المياه الجارية والغابات والأحجار البيضاء اللامعة.
ويؤكد الدكتور قشاش في ختام حديثه أهمية المحافظة على جبل "أثرب" وبيئته وتراثه، واصفًا ذلك بالمسؤولية الثقافية والبيئية والاجتماعية التي تضمن استمرار إرثه الثمين للأجيال القادمة.
0 تعليق