اختتمت هيئة تطوير بوابة الدرعية النسخة الثانية من "ملتقى الدرعية الدولي" تحت شعار "علمٌ يمتد" الذي ناقش هذا العام العنوان الرئيس "الدرعية عند ملتقى التاريخ والتجارة: دور الدرعية والمنطقة الوسطى في التبادل العالمي"، حيث أُقيم الملتقى في مكتب التعليم بمحافظة الدرعية خلال الفترة من 8 إلى 9 ديسمبر الجاري.
وناقش الملتقى في هذا العام ثلاثة محاور رئيسة، تتناول التراث المادي للتجارة من خلال استكشاف الموروثات الأثرية والمعمارية والبيئية التي تبرز دور الدرعية والمنطقة الوسطى في الروابط التجارية التاريخية.
فيما ركّز المحور الثاني على التراث غير المادي عبر تجارب تفاعلية تتيح للزوار الاستماع إلى تسجيلاتٍ حصريةٍ توثّق التاريخ الشفوي، والشعر، والأغاني التقليدية؛ للتعرّف على التعبيرات الفنية والتقاليد النجدية التي اشتهرت بها الدرعية كونها حلقة وصلٍ تجارية، فيما غطّى المحور الثالث التراث النصي، عبر تحليل المخطوطات وروايات الأسفار والتحولات اللغوية التي توثّق الروايات التاريخية والثقافية في الدرعية والمنطقة والوسطى.
وتنوّعت فعاليات الملتقى خلال اليومين لتشتمل على مجموعةٍ من الجلسات الحوارية والعروض النوعية التي استعرضت عددًا من المواضيع، منها أساليب الحفاظ على التراث التجاري، وأمثلة على التبادل الثقافي والفني، ودور مجالس القهوة السعودية في تعزيز التراث وقيم السلام، وصورة منطقة نجد في الأدب الاستشراقي، وانطباعات الرحالة الأوروبيين عن المنطقة، بالإضافة إلى جلساتٍ حواريةٍ استعرضت التاريخ الاقتصادي لأسواق الدرعية، واستدامة التجارة بين الماضي والحاضر، ومنهجيات دراسة طرق التجارة والتقاطعات والموانئ البرية والبحرية، باعتبار الدرعية نقطة التقاء المنطقة بالعالم.
وحظي الملتقى بمشاركةٍ محليةٍ ودوليةٍ واسعة، تنوّعت بين المؤسسات الأكاديمية العريقة والمراكز البحثية المتخصصة في الدراسات التاريخية والثقافية، إلى جانب منظماتٍ معنيةٍ بالتراث الثقافي والبيئي، وكوكبةٍ من العلماء والمفكرين والباحثين المحليين والدوليين في مختلف المجالات، وذلك بهدف تعزيز الأبحاث الأكاديمية المتعلقة بالدرعية والمنطقة الوسطى، كما تضمّن الملتقى معرضًا مصاحبًا، استعرض عددًا من المنشورات والوثائق والقطع الأثرية، وصورًا توثّق تاريخ الرياض والدرعية، وعروضًا مرئيةً للأعمال الميدانية على طول طرق التجارة قديمًا، بالإضافة إلى جناحٍ يستعرض عناصر التراث الثقافي السعودي المسجلة لدى اليونيسكو.
يُذكر أن النسخة الثانية من الملتقى ملتقى الدرعية الدولي تأتي لتجسّد دور هيئة تطوير بوابة الدرعية في توثيق وإبراز تراث الدرعية والمنطقة الوسطى وتاريخهما العريق، بالشراكة مع عددٍ من الجهات، حيث شاركت دارة الملك عبدالعزيز بصفتها شريكًا إستراتيجيًا، وهيئة التراث كونها شريكًا رسميًا، ومؤسسة التراث بصفتها شريكًا داعمًا ،بالإضافة لمشاركة عددٍ من الجهات الدولية كونهم شركاء للتبادل المعرفي، كالرابطة الدولية لدراسة الجزيرة العربية (IASA)، ومركز دراسة العمارة والتراث الثقافي للهند والمنطقة العربية والمغرب التابع لجامعة ليفربول (ARCHIAM)، والمركز الفرنسي للأبحاث في شبه الجزيرة العربية.
0 تعليق