دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- ربما سمعت عن العديد من العجائب الطبيعية التي تزخر بها تركيا.. ولكن هل تعلم أن ليس جميعها فوق الأرض؟ (شاهد مقطع الفيديو أعلاه)
تشتهر منطقة كابادوكيا، الواقعة في وسط البلاد، بخصائص جيولوجية مختلفة، من بينها المداخن الخيالية، والكنائس، والأديرة الصخرية. لكن، تفاجأت صانعة المحتوى المكسيكية، بيرينيس رومو، بوجود مدينة كاملة أسفل هذه اللوحة الطبيعية الغنيّة بالألوان.
وقالت رومو في مقابلة مع موقع CNN بالعربية: "المكان غني بالتاريخ.. ويُعتبر بلا شكّ أحد أبرز المعالم السياحية في كابادوكيا".
مدينة "ديرنكويو" تحت الأرض
في عام 1963، لاحظ مزارع تركي أن دجاجاته ظلت مفقودة، ثم عادت للظهور فجأة.
حرصًا منه على حلّ اللغز، تتبع آثارها حتى وجد صدعًا في الصخرة البركانية التي تشكل أيضًا مداخن بيريباكا الخيالية في كابادوكيا، ووجد فتحة لنظام كهف عميق يتكون من 18 طابقًا.
وقد أُدرجت "ديرنكويو"، وتعني "البئر العميقة"، ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 1985، وكانت ذات يوم بمثابة ملاذ آمن لما يصل إلى 20 ألف شخص.
يدخل الهواء النقي عبر فتحات هوائية عميقة، ولكن رغم ذلك، فإن الجو في "ديرنكويو" يصبح أكثر رطوبة عند انحدار الطريق لمسافة 100 متر.
رغم أن منطقة "كابادوكيا" تشتهر بوجود العديد من المستوطنات الجوفية، والمعروفة أيضًا بـ"المدن الجوفية"، إلّا أن "ديرنكويو" تبقى واحدة من أشهر المعالم التي يمكن زيارتها.
وأضافت رومو: "تُعدّ واحدة من أكبر وأعمق المدن القديمة تحت الأرض في العالم".
ماذا يوجد داخلها؟
تتألف المدينة من مئات الغرف المتّصلة ببعضها البعض بواسطة أروقة طويلة وأنفاق تُشبه المتاهة.
وتُعدّ مُجهّزة جيّدًا للسكن، حيث تحتوي على إسطبلات للماشية، وأقبية، وقاعات طعام، ومطابخ، ومداخن لتدوير الهواء، وكنائس، إضافة إلى مناطق مُخصصة لتخزين جُثث الموتى بشكل مؤقت، حتى يتم التخلّص منها بشكل صحيح في النهاية.
وتمتاز "ديرنكويو" بوجود أبواب حجرية متحركة تُشبه أحجار "الرحى".
وكانت هذه الأبواب مصممة لإغلاق الممرات بسرعة في حالة حدوث هجوم، ويمكن تشغيلها من جانب واحد فقط.
واجهت صانعة المحتوى المكسيكية العديد من التحديات عند زيارتها للمدينة، موضحة أن العديد من أنفاقها "ضيّقة، ومنخفضة، ومنحدرة"، وتتطلّب الانحناء أثناء المشي لتجنّب اصطدام الرأس.
وكان الهدف من هذا التصميم يتمثل بتسهيل الأمر على السكان في ذلك الوقت للدفاع عن المدينة في حالة وقوع هجوم.
هل توّد رؤيتها على أرض الواقع؟
تنصح رومو بزيارة "ديرنكويو" خلال موسم الركود خاصة بين شهري نوفمبر/ تشرين الثاني وفبراير/ شباط، بسبب صعوبة التنقل بين أنفاق المدينة خلال موسم الذروة.
مع ذلك، أوضحت صانعة المحتوى أن هذا المكان ليس مناسبًا للأشخاص المُصابين برُهاب الأماكن المغلقة، أو الربو، أو أي أمراض تنفسية حادّة.
0 تعليق