الفوضى في سوريا ستفتح باب جهنم ودرعا أنموذج!

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يناير 12, 2025 3:55 م

كاتب- علي سعادة

جنوب سوريا أقرب إلينا في الأردن مما نتوقع فأي انتكاسة في المسار الذي تسير عليه الدولة السورية حاليا بعد سقوط نظام بشار الأسد، تعني فوضى من المستحيل إعادة ترتيبها، وهي فوضى ستؤثر علينا في الأردن بشكل مباشر وعلى باقي دول الجوار.
وتبدو مدينة درعا تحديدا الأكثر أهمية في هذا الشأن فهي بوابة سوريا إلى العالم العربي، بالنظر إلى أن الحدود مع العراق لا تصلح لمثل هذا الدور حاليا لاعتبارات كثيرة منها عامل الجغرافية والسكان.
ودرعا على عكس إدلب، فهي من المناطق التي جرى ترتيب الأوضاع فيها بعد عام 2015، برعاية روسية وبموجب هذه التسوية أعطيت درعا الأمن في ظل وجود الفصائل الخاصة بها.
وفي حال تعثر العملية الانتقالية في مناطق أخرى مثل الشمال الشرقي، حيث الأكراد، أو محافظة السويداء التي تشكل مع درعا امتدادا واحدا، أو الساحل، اللاذقية وطرطوس، أو أي منطقة أخرى، فإن درعا ستلحق بباقي المحافظات وتقع في الفوضى.
وهذه الفوضى ستكون وابلا وكارثة على الجميع وبشكل خاص الشعب السوري الذي تخلص من حكم دموي وعنيف جثم على صدره طيلة أكثر من 52 عاما، وبدأ يتلمس طريقه نحو إعادة بناء سوريا، ودول الجوار وبشكل خاص الأردن الذي تربطه بسوريا حدود تمتد على طول 375 كم، ودرعا هي البوابة الخلفية للأردن. وأيضا ستعاني أوروبا وباقي دول العالم من هجرات سورية جديدة، ومن موجات من الهجمات التي تشنها تنظيمات ستجد لها موطأ قدم وسط الفوضى، إضافة إلى توسع تجارة المخدرات والممنوعات والجريمة.
وفي حالة انفلات الأوضاع في سوريا، ستجد الدول التي رأت في التغيير الحاصل تهديدا لمصالحها بابا مشروعا للتدخل المباشر، بما ينسف العملية الانتقالية بكاملها، ويضع سوريا كلها في مهب تطورات غير معروفة النتائج، لكنها ستكون مدمرة لوحدة أراضي الدولة السورية التي ستنقسم إلى أكثر من 4 دول بأقل تقدير.
وستكون ارتدادات هذه الانتكاسة مدمرة على مدى سنوات طويلة قادمة.
ويجب أن تتكاتف جهود الشعب السوري ودول المنطقة ودول الجوار والعالم لإنجاح المرحلة الانتقالية في سوريا، وأن تساهم في إنجاح الحوار الوطني السوري القادم، وأن تساعد الإدارة السورية الحالية في بناء مشروع وطني سوري يضم جميع مكونات الشعب وجميع مناطقه.
إن الانتقال السلمي المتدرج الذي يضمن وحدة الأراضي السورية ومشاركة جميع مكونات الشعب السوري في رسم مستقبل سوريا الجديدة، ورفع جميع أنواع العقوبات المفروضة على سوريا وحده الضمانة الوحيدة لاستقرار المنطقة والعالم، وغير ذلك سيكون مغامرة حمقاء ستجلب معها الخراب للجميع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق