وتركز رؤية السعودية 2030 على تطوير رأس المال البشري، وقد حققت أماك توطيناً بنسبة 36% في قوتها العاملة وساهمت مع المعهد السعودي التقني للتعدين في تدريب الشباب السعودي. أكمل 30 متدرباً سعودياً برنامج دبلوم لمدة عامين ويشاركون في العمليات التشغيلية. تتماشى استراتيجيتها مع طموحات المملكة لتكون ضمن أكبر 10 دول في التعدين، مدعومة بالبنية التحتية المتطورة مثل الموانئ والطرق الحديثة والمناطق الصناعية.
تتزامن هذه المشاركة مع إعلان "المصانع الكبرى للتعدين" عن فوزها بثلاث رخص كشف خلال الجولة السابعة من المنافسات التعدينية التي أقامتها وزارة الصناعة والثروة المعدنية، حيث تعمل حالياً على إعداد الدراسات والأعمال الاستكشافية اللازمة على المواقع المحددة للتأكد من توفر المواد الخام المطلوبة.
النمو الاستراتيجي والتشغيلي
حققت أماك إنجازات كبيرة عززت قطاع التعدين في المملكة بما يتماشى مع رؤية 2030، أبرزها الانتهاء من مشروع توسعة منجم المصانع وتطوير مكمن خام "معيض"، وبدء الإنتاج التجاري بكامل طاقته. وقد أسفر ذلك عن وصول الطاقة الإنتاجية السنوية لمعالجة الخامات إلى 1.2 مليون طن، مما يتيح إنتاج 30-40 ألف طن من مركزات النحاس، و60-80 ألف طن من مركزات الزنك، و35-45 ألف أوقية من الذهب، وحوالي 500 ألف أوقية من الفضة.
وكجزء من خطتها الاستراتيجية لعام 2025، تعمل على تطوير مشاريع رئيسية مثل رواسب الذهب في موقع "كتينة" ومشروع خام أوكسايد الحديد في "نُهام" الذي يحتوي على أكثر من 7 ملايين طن من الموارد. كما تخطط للبدء في التعدين تحت الأرض بمنجم "قيان" للذهب في 2025، مما سيقلل تكاليف الإنتاج بفضل الاحتياطيات عالية الجودة.
الاستدامة وتطوير المواهب الوطنية
وانطلاقاً من التزامها بأعلى معايير الاستدامة، فقد أعلنت مؤخراً عن عدة مبادرات من شأنها أن تعزز من هذا الالتزام وتخطط لربط مرافقها بشبكة الكهرباء الوطنية، مما سيقلل من استهلاك الديزل وسيساهم في تعزيز البصمة الكربونية. كما قامت بتطوير قدراتها في مجال تخزين النفايات الجافة لاستيعاب جميع الاحتياطيات القابلة للتعدين الحالية والمستقبلية، بما يدعم النمو التشغيلي والاستدامة البيئية.
وتعليقًا على هذه المشاركة، أشار جيوفري داي، الرئيس التنفيذي، إلى الإنجازات التشغيلية التي تعكس إمكانات نمو قطاع التعدين في المملكة، قائلاً: "أصبحت المملكة من أكثر الدول تقدماً في دعم قطاع التعدين، حيث تقدر الثروة المعدنية بحوالي 9.4 تريليون ريال سعودي (2.5 تريليون دولار أمريكي) حسب وزارة الصناعة والثروة المعدنية. بفضل السياسات والمبادرات الحكومية والتطور الكبير في البنية التحتية، تتوفر فرص غير مسبوقة لتعزيز الشراكات الدولية المثمرة".
وأضاف "داي": "تدعم استراتيجيتنا للنمو رؤية المملكة بشكل كامل من خلال تطوير الموارد المعدنية الغنية في السعودية والمساهمة في تعزيز الاقتصادات المحلية، مع تركيزنا على الاستدامة والحفاظ على البيئة وتطوير القوى العاملة. إن توسع عملياتنا، مع التركيز على الاستدامة وتنمية القوى العاملة الوطنية، يعكس التزامنا بتوفير قيمة طويلة الأجل لجميع الأطراف المعنية."
كما أكد "داي" أيضًا على الفرص الكبيرة التي يتمتع بها قطاع التعدين السعودي في مجالات المعالجة والتحويل، وقدرته على مواجهة التحديات العالمية المتعلقة بإمدادات التعدين، قائلاً: "تتمتع المملكة بموقع استراتيجي يجعلها مورداً رئيسياً للمعادن الحيوية اللازمة للتحول المهم في قطاع الطاقة. ومع توسع عملياتنا وتركيزنا على الابتكار، نحن مهيئون تماماً لدعم هذا التحول وتلبية الطلب العالمي."
واختتم "داي" حديثه: "لا شك أن المملكة تتمتع بثروات طبيعية وجيولوجية هائلة، وموقع جغرافي متميز بين آسيا وأوروبا وأفريقيا. فضلاً عن التطور الكبير في التشريعات الاقتصادية، والتزام المملكة بتطوير قطاع التعدين من خلال إطلاق نظام الاستثمار التعديني، مما يعزز بشكل كبير جاذبية المملكة للاستثمار، ويتيح فرصًا غير مسبوقة لتعزيز الشراكات العالمية بما يخدم الاقتصاد الوطني ويسهم في تحقيق رؤية 2030."
0 تعليق