سورية ودرس حقوق الإنسان

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
رغم أن الوقت ما زال مبكرا لتقييم ما حصل في العزيزة سورية، ولكننا في هذا المقال سنركز على الاستفادة من درس حقوق الإنسان، وأهميته، وضرورة احترامه بعيدا عن أي مبررات؛ فاحترامه لا علاقة له بأي معطى آخر، ولا يرتبط بأي حالة طارئة، أو حرب، أو ما شابه، ومن ينظر إلى هذا الأمر بمنظور أصول، ومنابت، ومعتقدات، وأفكار، وآراء الشخص الذي نحترم حقوقه فهذا يحتاج إلى إعادة نظر، ولا يدل على عقلية تفهم صيرورات التاريخ، فمن يسيطر الآن، قد يخسر مكانته ولو بعد حين، ومن يتعرض للاضطهاد قد يصبح بين ليلة وضحاها في الجانب الآخر من هذه المعادلة البشرية الـمؤلمة التي تفرز دائما (ظالما، او مظلوما) للأسف.  اضافة اعلان
سنركز هنا على ما رشح من فيديوهات حقيقية من سجون النظام السوري المخلوع، بعيدا عن التحليلات التي حاولت تفسيرها، وما رأيناه مؤلم جدا، ولا يمكن لأي عبارات في أي لغة أن تعبر عن استنكاره، فمن يملك في العالم كله حق احتجاز حرية إنسان بريء، أو معاقبة متهم بأكثر ما يستحق، أو إبقاء سجناء في ظروف غير إنسانية؟ ونتساءل باستغراب عن التركيبة النفسية، والعقلية لأمثال جلادي هؤلاء، وكيف وصلت بهم الحالة إلى التلذذ بتعذيب أبرياء، أو اغتصاب نساء، أو ضرب أطفال ليرددوا كلاما مخالفا لعقيدتهم الدينية، أو آرائهم الشخصية. 
لسنا في صدد أن نتفاءل، أو نتشاءم مما يحصل في سورية، ولكننا في مجال إطلاق سراح السجناء الأبرياء، وحمايتهم، فلا مجال إلا للوقوف معهم، ومرة أخرى نقول إننا نحتاج في العالم كله إلى معادلة جديدة تحترم الإنسان بغض النظر عن أي اعتبار، وما قام به النظام السوري السابق بناء على ما وصلنا، ومن خلال شهادات حية من أشخاص تعرضوا للاعتقال سابقا هناك، وعادوا إلى بلدنا غير مطمئن ويدل على بشاعة لا تنافسها سوى ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي الذي يهدم البيوت على رؤوس ساكنيها في فلسطين، ولبنان، وأي مكان تصل يداه الملطخة بالعار والدماء إليه، ويجترح كل يوم وسائل تعذيب، وانتهاكات بشرية لا توصف. 
للمرة الألف نطالب العالم كله بوضع نظام عادل لحقوق الإنسان، لا يميز فيه بين بشر وبشر، وعلى المستوى الفردي يجب أن نبحث عن طريقة في التربية تزرع في الأطفال احترام الآخر، وتقلل من الأنا العليا التي تنمو مع البعض وتجعلهم يضطهدون الآخرين، وهذا الاضطهاد لا يحتاج من أي شخص أن يكون مسؤولا، أو مديرا، أو صاحب قرار، بل يبدأ الظلم في الـمنزل، وبين أولاد الحارة، ولدى أبسط الناس، وكلما علت مرتبة المصاب بمرض قهر الآخرين، يزداد عدد الضحايا، ويتعمق الظلم. 
سورية غالية على قلب كل عربي وإنساني، ولا نتمنى لها إلا الخير، والشعب السوري نشيط، وذكي، ولديه طموحات عالية، ويستحق الأفضل.
نتمنى أن يتجاوز النظام الجديد في سورية أخطاء الـماضي كلها، وأن يقبل التعددية، وألا يلجأ إلى الانتقام، فالنظام السوري السابق، لا يمثل إلا نفسه، وجميع مكونات سورية محترمة، وتستحق أن تعيش في أمان وحياة سعيدة. 
ما رأيناه في اليومين السابقين فيما يتعلق بسجون النظام السابق في سورية يجعلنا نشعر بالغثيان، ونتمنى ألا تنزلق سورية العزيزة على قلوبنا إلى ما هو أسوأ، وحمى الله سورية، والأردن، وفلسطين، ولبنان، وكل الدول العربية والدول الـمحبة للإنسان بغض النظر عن عقيدته، ولونه، وأصله، وآرائه.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق