ماجواير.. من صيحات الانتقادات والسخرية إلى سلاح أموريم المثالي

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
  قبل أكثر بقليل من عام، كانت مسيرة مدافع مانشستر يونايتد والمنتخب الإنجليزي هاري ماجواير تتجه إلى الحضيض، بعدما كادت أن تنال سخرية الجمهور منه.
حدث ذلك أواخر العام 2023، عندما تواصل ديفيد بيكام مع ماجواير ليقدم له الدعم.
كان ماجواير، تعرض لصيحات استهجان قاسية من قبل جماهير منتخب إنجلترا، وهو أمر سبق لبيكام نفسه أن مر به كلاعب، سواء من جماهير المنتخب أو نادي مانشستر يونايتد، وتوقع كثيرون أن ينهار قلب الدفاع تحت وطأة الانتقادات الحادة التي وجهت إليه.
بيكام، الذي يعد قدوة لماجواير، ذكره بإنجازاته التي حققها، وبالعمل الشاق الذي بذله للوصول إلى مانشستر يونايتد، موضحا له أن التراجع أو الاستسلام ليس خيارا مطروحا. وكانت هذه الدفعة المعنوية كفيلة بأن ترفض السماح لماجواير بالانهيار.
وبعد أن حرم من شارة القيادة بقرار من مدرب يونايتد السابق إريك تين هاج، وتفكيره بخيار الرحيل إلى وست هام، ما يزال ماجواير يصر على أن لديه مهمة لم تنجز بعد في "أولد ترافورد".
وعندما طالب مدرب يونايتد الحالي روبن أموريم بلاعبين يتحملون المسؤولية في خندق الفريق هذه الأيام، لم يكن من المفاجئ أن يكون ماجواير، الرجل الذي ظلت المصاعب تلاحقه كظله، حاضرا دوما عند النداء.
في بادئ الأمر، وجد ماجواير نفسه طريح الفراش بسبب الإنفلونزا، وغاب عن يومين من التدريبات قبل موقعة كأس الاتحاد الإنجليزي المثيرة أمام آرسنال يوم الأحد. وبالرغم من ذلك، تمكن من تجاوز المرض ليتألق في المباراة التي خاض فيها 104 دقائق متواصلة.
وقال ماجواير بعد أدائه الهائل في مواجهة آرسنال، الذي شهد قيامه بأكبر عدد من التصديات وإبعاد الكرات واعتراض التسديدات والفوز بالكرات الهوائية مقارنة بأي لاعب آخر في الملعب: "عندما تلعب لهذا النادي، تكون لحظات الخسارة شديدة التأثير ولحظات الانتصار شديدة الارتفاع. عليك محاولة الحفاظ على توازنك".
وأضاف: "هناك مباريات ستقدم فيها أداء سيئا وينقلب الجميع ضدك، لكن في المباريات التي تؤدي فيها بشكل جيد ستصبح أفضل لاعب في العالم في مركزك. لذا عليك أن تبقى متزنا ورابط الجأش".
عندما وصل أموريم قادما من سبورتنج لشبونة بعزيمة راسخة لتطبيق أسلوب 3-4-2-1، بدا أن هذا النهج هو الأكثر ملاءمة لطبيعة ماجواير.
فقد سبق له أن لعب على يسار خط دفاع ثلاثي تحت قيادة جاريث ساوثجيت مع منتخب إنجلترا، وبالتالي كان من المتوقع أن الانتقال من خطة 4-2-3-1 الخاصة بإريك تين هاج، إلى خطة أموريم، سيكون سلسا عليه أكثر من غيره.
لكن الواقع هو أن أموريم يرى، أن ماجواير يقدم أقصى إمكاناته، عندما يشغل مركز قلب الدفاع المركزي في ثلاثي الخط الخلفي.
وقال أموريم بعد الفوز 2-1 في "الديربي" على مانشستر سيتي: "هاري ماجواير مثالي عندما تلعب بثلاثة مدافعين. إنه مثالي في المركز المحوري. الجميع دافعوا جيدا في الديربي، ليس هاري وحده. كانوا في غاية التركيز".
لا يرغب أموريم في مشاهدة ماجواير وهو يهرول عائدا نحو مرماه كثيرا، ويريد حمايته من خلال وضع لاعبين يمتلكون قدرا أكبر من السرعة والقدرات البدنية على جانبيه. غالبا ما يكون ذلك بوجود ليساندرو مارتينيز على يساره وماتياس دي ليخت على يمينه. أما لينِي يورو، الوافد الجديد في الصيف مقابل 52 مليون جنيه إسترليني، والذي وصفه أحد المصادر مؤخرًا بأنه "جوهرة" في مشروع شركة "إينيوس" التي تدير عمليات كرة القدم في النادي، فهو حاليا تحت المراقبة من الدكة.
يشترط أموريم الكثير من مدافعيه، ويطلب من قلب الدفاع المركزي أن يتقدم إلى الأمام للمشاركة في بناء الهجمات، وهي ناحية تحسنت بشكل كبير لدى ماجواير في عهد المدير الفني السابق تين هاج.
وعندما اجتمعت إدارة مانشستر يونايتد قبل أسابيع لمناقشة خطط فترة الانتقالات الشتوية، والنظر مسبقا إلى الصيف، كان أموريم واضحا بخصوص ضرورة تمديد عقد ماجواير، ما أدى إلى تفعيل خيار التمديد لمدة 12 شهرا.
وأكد ماجواير: "قال لي روبن إنه عندما علم أن لدي خيارا للتمديد، لم يكن هناك أدنى تردد. هذا منحني الثقة والإيمان بأنهم يريدونني في النادي وجزءا من هذا المشروع. أنا سعيد بالبقاء هنا. أريد أن يعود هذا النادي إلى المنافسة على الألقاب، وليس الوضع الذي نعيشه حاليا في جدول الترتيب. ما يزال الطريق طويلا أمامنا".
يعتبر أموريم المدرب السادس لماجواير في "أولد ترافورد، بما في ذلك المدربان المؤقتان مايكل كاريك ورود فان نيستلروي، ولا شك أن المدرب البرتغالي لاحظ كيف اعتمد عليه كل من سبقوه.
سبق للمدرب أولي جونار سولشاير أن قال عنه: "إنه قائد في غرفة الملابس، سواء من خلال الأداء أو الوجود أو القامة أو السلوك. إنه شخصية تحب أن تتبعها. بعض اللاعبين قادة بالمهارة والبعض الآخر قادة بالصوت، وهو يمتلك كليهما حقا".
فيما علق المدرب رالف رانجنيك قائلا: "دفاعيا كان حاضرا بقوة. وكان صوته مسموعا في الملعب. لعب كما ينبغي لقائد الفريق أن يلعب".
حتى جوزيه مورينيو، الذي لم يدرب ماجواير فعليا، أشاد به عندما شارك في إحدى المرات كمحلل تلفزيوني، وقال: "كان صلبا كالصخرة. نعلم جميعا كم هو مهم أن يحظى الفريق بلاعب لا يمتلك المعرفة التكتيكية فحسب، بل يمتلك أيضا شخصية وقدرة على قراءة سير المباراة في كل الأوقات".
قد يفتقد ماجواير بعض السرعة والقدرات البدنية المتفجرة، لكنه يعوض ذلك بالشجاعة والاتزان العقلي، والأهم من ذلك، ذكاؤه الكروي.
ثمة أصوات، على غرار لاعب مانشستر يونايتد السابق باتريس إيفرا، تطالب بأن يستعيد ماجواير شارة القيادة التي يرتديها برونو فيرنانديز.
غير أن الحرية من عبء شارة القيادة، والقدرة على التركيز في جوهر عمله الدفاعي، تسمحان لماجواير باستعادة مستواه القوي في الوقت الراهن.
ويضيف ماجواير: "عمري الآن 31 عاما، وسأبلغ 32 قريبا، لكنني أعود إلى مستواي المعهود. أرى أنني قدمت المستوى نفسه في الموسم الماضي أيضا، أي منذ نحو 18 شهرا كنت أؤدي باستمرار بشكل جيد لهذا النادي".
وأردف: "ليس هناك شك في أنني مررت بعام صعب في موسمي الثالث عندما تولى رالف (رانجنيك) المسؤولية. لم أكن في أفضل حالاتي، وكنت أعرف ذلك. كنت مدركا أنني بحاجة للعثور على شيء ما لأبقى في هذا النادي، فهو ناد يتطلب معايير عالية. وأشعر أنني استعدت ذلك. على الصعيدين الذهني والبدني، أشعر أنني في وضع جيد".
ورغم أن خط دفاع يونايتد لم يكن مثاليا في الآونة الأخيرة، إلا أن أموريم يرى في ماجواير لاعبا يثق تماما في قدرته على السباحة حين يغرق الآخرون، وتلك صفة لا تقدر بثمن في مساعيه لإعادة بناء الفريق.
وقال أموريم مؤخرا: "هناك لحظات في مسيرة أي لاعب تكون مختلفة، وأعتقد أنه تعامل معها جيدا. عندما تنظر لفريقنا، تجد أننا نفتقر إلى القادة في الملعب. إنه قائد، لكنه بحاجة إلى تطوير ذلك الجانب، وكذلك تطوير أسلوبه في اللعب، لذا نحن سعداء بالاستمرار مع هاري".اضافة اعلان
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق