أوقن بأن الكيان كان سيشن حرب إبادة همجية ضد قطاع غزة، كما يشنها الآن منذ 15 شهرا، إذا كانت مصلحته تقتضي ذلك. وبالمناسبة كانت ردود الفعل ستكون شبيهة تماما لردود الفعل على حرب الإبادة المستمرة منذ 15 شهرا:
فحلفاء الكيان كانوا سيجدون المبررات له تحت ذريعة “حقه في الدفاع نفسه ضد الإرهاب والإرهابيين”، وكانوا سيدعمونه عسكريا واقتصاديا وسياسيا، وكانوا سيقدمون له الغطاء الدبلوماسي، وكانوا سيستخدمون الفيتو في مجلس الأمن حماية له. وما كانت قصة أن الكيان شن حربه الهمجية فجأة لتغير شيئا من ردود أفعاله.
وما كانت ردة فعل النظام العربي لتكون مختلفة عما هي عليه الآن، ولن يجرؤ أحد منهم على الدفاع عن المقاومة، فهو لا يعترف بها أصلا، ولن يستطيع إدخال أي مساعدات أكثر مما أدخله في الحرب المجنونة الحالية، ولن يستطيع مواجهة الكيان أو تحديه.
كما لن تختلف مواقف الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والإنسانية في العالم.
وبالمناسبة أيضا، فحتى ردود الفعل الشعبية العربية ما كانت لتزيد أو تهيج أكثر مما هي عليه الآن. كما أن ردود الفعل الشعبية العالمية وفي الغرب على وجه الخصوص ما كانت هي الأخرى لتزيد رقعتها أو تهيج أكثر. حتى حملة المقاطعة الدولية “ب يدي اس” أيضا ما كانت لتنال شعبية واحتراما أكبر أو يتسع نطاق التفاعل معها أكثر مما حصلت عليه برغم هجوم السابع من أكتوبر.
وما كان لمنظمات العدالة الدولية أن تفعل أكثر مما فعلته.
وما كان الكيان حينها ليخفف وتيرة جرائمه ووحشيته لأنه هو البادئ، خصوصا إذا واجه مقاومة شرسة وتكبد خسائر فادحة كالتي يتكبدها اليوم.
وما كان رد فعل المقاومة وتصديها البطولي حينها سيكون أكبر.
وأزيدكم من الشعر بيت؛ وما كان رد فعل مناوئي وكارهي ومعارضي المقاومة، وما كان رد فعل المطبعين والمتصهينين سيتغير كثيرا لو كان الكيان هو السباق بحربه الهمجية.
باختصار فإن ردود الفعل على حرب همجية يشنها الكيان على قطاع غزة سواء بذريعة هجوم السابع من أكتوبر أو غيره كانت ستكون هي هي.
ومن يعرف تاريخ الكيان يدرك أنه لن يحتاج إلى أي ذرائع للقيام بجرائم ضد الشعب الفلسطيني، بل لقد الكيان دائما هو السباق إلى الحرب في حال كان ذلك يحقق مصالحه. لقد هاجم الكيان بغداد وتونس وسوريا وبيروت لحماية كيانه، وهو مستعد لشن هجوم استباقي على باكستان إذا شعر بالخطر.
هل تذكرون الهجوم البربري الذي شنه الكيان صبيحة 27 كانون الأول 2008 على قطاع غزة؟ لقد شن طيران الكيان المجرم غارات همجية بشكل فجائي على مراكز الشرطة الفلسطينية أثناء الطابور الصباحي استشهد فيها أكثر من 200 فلسطيني وأصيب أكثر من 700 آخرين. ارتكب العدو تلك المجزرة عن عمد سبق إصرار، وكان يقصد قتل أكبر عدد من أفراد الشرطة، ومن يرجع إلى ردود الفعل الغربية والعربية الرسمية والشعبية حينها يجدها متشابهة مع ردود أفعالها الآن!!
هل تذكرون جريمة محاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي خالد مشعل في عمّان في عام 1997 وذلك بعد أقل من ثلاث سنوات من توقيع اتفاقية سلام مع الأردن!!
يدرك الكيان أن المقاومة الفلسطينية تقف حجر عثرة أمام مخططاته التطبيعية والتوسعية بالمنطقة، ويدرك أنه فشل في تدجين المقاومة وعلى رأسها حركة حماس كما دجّن غيرها، ولذلك فهو يعتقد أنه لا مناص من القضاء على تلك المقاومة بأي طريقة كانت، ولولا أن المقاومة فاجأته لكان فاجأها.
0 تعليق